أساسي في أجندة الاحتياجات …. والمحاولات تصطدم بغلاء الأسعار «المكدوس» .. تعديل على المواصفات..خطة بديلة تفي بالغرض ..!!
تشهد الأسواق السورية ارتفاعاً جنونياً للأسعار لمختلف السلع وخاصة الغذائية و بعد أن كانت من أساسيات مصاريف شهري أيلول و تشرين تحديداً أصبحت تسوق من يفكر بها إلى الهم و الغم فالتفكير الأول لأي مواطن ينحصر في ظل الارتفاع الهستيري للأسعار بتأمين الاحتياجات الأساسية لأسرته من ملبس ومأكل , لتزيد الطين بلة تذبذب أسعار صرف الليرة أمام الدولار و الذي أنهك المواطن, فالتجار يرفعون الأسعار عندما يرتفع الدولار ولكنها لاتنخفض عندما ينخفض سعره ؟!
حسبة المونة
الحديث عن تكاليف المونة بات الأكثر حضوراً بين الناس نظراً لارتفاع أسعار المواد وهذا ما أدى إلى تدني نسبة الإقبال على التزود بما يحتاجه أي منزل لفصل الشتاء ..
جريدة العروبة قامت بجولة على محال بيع الخضار والفواكه في ساحة الحج عاطف …حيث أكد أصحاب المحال أن نسبة الإقبال منخفضة لان الأسعار مرتفعة جداً مقارنة بالعام الماضي حيث يصل سعر الكيلو غرام من الباذنجان الحمصي إلى 150 ليرة سورية بالجملة ويتراوح وزن الكيس من 15-23 كيلو غرام أما سعر الكيلو غرام الواحد المفرد منه /250/ ليرة إضافة إلى أن سعر الكيلو غرام من الباذنجان الأسود الحموي /185/ ليرة سورية بالجملة أما بالنسبة لسعر الفليفلة الحمراء فيقدر سعر الكيلوغرام ب/235/ليرة سورية ..
وأشار أحد أصحاب المحال إلى انه بالعام الماضي كان يحضر يومياً من /200-300/كيلو غرام باذنجان وفليفلة حمراء أما في العام الحالي فتتراوح الكمية مابين 50-70 كيلو غرام فقط يومياً خوفاً من التلف بسبب درجات الحرارة و لقلة الكميات المستجرَّة من قبل المواطنين ..
كلام الناس
التقينا مع العديد من الزبائن الذين كانوا يتجادلون حول الأسعار مع أصحاب المحال حيث أكدت إحداهن أنها شاركت بجمعية لتغطية تكاليف المكدوس حيث تحتاج إلى نصف كيلو غرام من الجوز و 6 لترات زيت إضافة إلى 15 كيلو غراماً من الفليفلة الحمراء لتجهيز حوالي 30 كيلو غراماً من المكدوس مشيرة إلى أن سعر كيلو غرام الجوز /6000/ ليرة سورية وأضافت لدي 4 أولاد وزوجي موظف وللأسف يتزامن موسم المكدوس مع بدء المدارس ومستلزماتها ولكن لايمكن الاستغناء عن طبق المكدوس كونه وجبة غذائية متكاملة للطفل إضافة لمذاقه المحبب للجميع .
طرق بديلة
أما أم محمود فلديها طرق بديلة لصنع المكدوس حيث ذكرت أنها تستبدل الجوز بالفستق لأنه أقل ثمناً فيقدر سعر كيلو غرام الفستق بـ /1000/ ليرة سورية إضافة إلى أنها تستخدم زيت الأونا كبديل للزيت النباتي لتستخدمه لهذا الغرض كما أنها تقلل كمية الحشوة داخل حبة الباذنجان للتقليل من شراء متطلبات الحشوة وأضافت أم محمود من المؤكد أن الطعم مختلف ولكن المهم ألا أحرم عائلتي من طبق المكدوس الذي كان بالماضي يزين مائدة الفقير قبل الغني .
من المستحيلات
وللأسف باتت مؤونة المكدوس اليوم مكلفة وعبئاً على أغلب العائلات السورية بحسب ما ذكرت أم أحمد ربة أسرة مؤلفة من ستة أشخاص , وقالت: كل مواد المونة أسعارها مرتفعة و بشكل خاص المكدوس ومستلزماته من زيت وجوز وفليفلة إضافة للثوم وكمية الغاز اللازمة لعملية السلق …
وأضافت أم أحمد :في ظل ظروف المعيشة القاسية وارتفاع الأسعار بعد أن كان طبق المكدوس أساسياً على مائدة الشتاء أصبح الآن من الثانويات حيث اعتدنا سابقاً على تحضير المكدوس بكمية كبيرة أما الآن فتكاليف الحياة مرهقة و علينا أن نقوم بشد الأحزمة لنتمكن من تلبية الحاجيات حسب الأهمية ..
أخيراً
يبدو أن الاحتيال على الحاجيات و تخفيف مواصفاتها و الاستغناء عن الكثير من الأمور التي باتت تعد من الكماليات أمر لابد منه في ظل ضغط معيشي يعاني منه المواطن على كافة الصعد و لن يكون المكدوس آخرها ..
علي عباس