ماذا بعد الكهرباء؟

أخذت مسألة الإعلان عن رفع أسعار الكهرباء لكافة القطاعات،الكثير من المد والجذر واللغط، خاصة على وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت للأسف واجهتنا الإعلامية، كل يدلي بدلوه بين مؤيد ومعارض للإجراء الذي  تم اتخاذه 

الحكومة تقول: من أجل مستقبل القطاع وتقليل ساعات التقنين،وهي ما تزال تدعمه بنسبة كبيرة، فكيف لو رفعت الدعم؟؟؟كيف ستكون الأسعار؟؟

ولكن بالمنطق وبالحساب،هل تتوافق دخول الغالبية العظمى مع ما تتطلبه مسألة تخلي الدولة عن الدعم؟؟وهل الارتفاع في مصلحة مختلف القطاعات الصناعية والزراعية والاجتماعية؟؟

الكهرباء هي عصب الحياة في العصر الحديث،واللجوء للبدائل،أولاً ليست بمستوى مردود الكهرباء الأساسية،والارتفاع يعني إضافات مرهقة لكل القطاعات,وزيادة في تكلفة المنتج الوطني الذي هو بالأساس يعاني من عدم القدرة على منافسة المستورد،فهل نتخلى عن الوطني لصالح المستورد ؟؟ وهل المستورد الذي يدخل أسواقنا وحياتنا بنفس سوية الذي يدخل إلى دول الخليج العربي وحتى للبنان مثلاً؟؟

أكثر من أربعة عشر عاماً ونحن نعيش حياة كفاف هامشية بلا مقومات،سواء في المأكل والمشرب والتدفئة وغيرها, لقد تراجعنا سنوات كثيرة إلى الوراء إذا لم يكن قروناً،اليوم نسعى لإعادة إعمار ما دمر خلال سنوات الحرب،فهل ينفصل عن إعادة بناء الحياة وبما يتناسب مع إمكانياتنا التي ليست كبيرة،وإذا كان إعادة الإعمار يمكن أن تدخل شركات استثمارية من مختلف دول العالم للمشاركة فيه،لكن هل يتدخل أحد لإعادة بناء حياتنا؟؟

والملاحظ بعد رفع التعرفة،التحسن الواضح في ساعات الوصل ,ولكن المواطن بعد ما سمع بالارتفاع، استغنى عن كل الأدوات الكهربائية،وحتى اللمبة ونيون الإضاءة واكتفى بشحن البطارية للِد ليس أكثر!!

عندما ترتفع الأسعار في الأسواق كان التجار يرجعون الأمر لارتفاع أسعار المحروقات،اليوم أصبحت المحروقات التي شهدت ارتفاعات مضطردة تتناسب مع ارتفاع سعر الصرف،تتكاتف مع الكهرباء لهزيمة الحلقة الأضعف التي تبقى الهدف الأضعف والمتضرر الأكبر من ارتفاع أسعار أي شيء!!

عادل الأحمد

 

المزيد...
آخر الأخبار