ضمن برنامج جمعية العاديات فرع حمص قدم الدكتور علي صقر أحمد عرضا وقراءة لأسطورة أقهات السورية الأوغاريتية
أشار الدكتور صقر في بداية حديثه إلى المكتبة الضخمة التي وجدت في أوغاريت ضمت العديد من الألواح الطينية المدونة بخط مسماري ،الخط السوري الأبجدي الأول في العالم الذي دونت به كنوز المعرفة الشعرية والحياتية ,وقد لوحظ في هذه القصائد تكرار المقاطع والكتابة بشكل شعري ( توحيد للقافية)
ويتحدث فيقول: إن ترنيمة أقهات تشكل موضوعا ملحميا حول علاقة دانئيل بابنه أقهات وتتشابك علاقتهما مع شخصيتين رئيسيتين هما ( فوغة أخت أقهات والإلهة عناة) وهذه الأسطورة مكتوبة على عدة ألواح وقد فقدت أجزاء كبيرة منها
في بداية اللوح الأول من الملحمة وبعد عدة اسطر تالفة نجد دانئيل في المعبد يتضرع للآلهة علها تهبه ابنا يرثه وفي اليوم السابع من اعتكافه وبؤسه يشفق عليه الإله بعل ويعده بالتوسط له عند كبير الالهة ( إيل) ويذهب إليه يعرض عليه قصة دانئيل ,ثم استجاب إيل لوساطة بعل وبارك دانئيل ورزقه بمولود اسماه أقهات.
كان أقهات مولعا بالصيد متمرسا بفنونه ,وبعد نقص في النص نجد الالهة عناة في بيت دانئيل احتفالا بالقوس الفائق الصنعة الذي وهبه اله الصنعة إلى اقهات ولما عرض عليها القوس دهشت وهي الصيادة الماهرة وتاقت نفسها لامتلاكه وطلبته بغضب من اقهات لكن اقهات رفض فتمادت في ترغيبه وعرضت عليه الخلود فسخر منها ورفض مرة أخرى قائلا :لا تكذبي أيتها البتول أليس كذبك على البطل عيبا ؟
كانت ردة فعل عناة قاسية جدا رفست الأرض بقدمها وقالت سأصرعك تحت قدمي يا أجمل الناس وأشدهم وتوجهت نحو أيل وسجدت وانحنت له وبجلته ثم تكلمت بالنميمة على اقهات . ثم تستعين عناة بخادمها يطفان وتزين له قتل اقهات سوف تحوله إلى نسر يطير مع سرب النسور وعندما يجلس اقهات إلى الطعام ينقض عليه يطفان ويضربه على رأسه وينتزع منه القوس سارت الخطة كما رسمت ولكن الضربة كانت قوية جدا مما أدى لمقتل اقهات فانتزع منه القوس وطار بها ولكنها سقطت فوق البحر ، فبكت عناة وناحت وأقسمت أن تعيده للحياة ثم بعد فقدان في النص نجد أن الخضرة قد ذبلت في الحقول وان سربا من النسور يحوم فوق بيت دانئيل وهذه إشارة إلى العنف والموت غير الطبيعي ثم تتابع الأحداث إلى أن تذهب فوغة وتنتقم لأخيها .
وفي ختام المحاضرة وبعد الرد على مداخلات وتساؤلات الحضور قدم الدكتور صقر ترنيمة تدمرية من الحانه .
خديجة الحسن
المزيد...