أقامت رابطة المحاربين القدماء في حمص احتفالية ثقافية احتفاء بأعياد تشرين …
حيث ألقى رئيس الرابطة العميد الركن المتقاعد منذر اليوسف محاضرة عن حرب تشرين استعرض فيها مراحل الإعداد لهذه الحرب و الانتصارات التي تحققت , وأعطى شواهد حية عاشها على أرض المعركة مع رفاقه المقاتلين مبيناً أن حرب تشرين حققت عنصر المفاجأة وهي أهم عامل من عوامل النصر على الكيان الإسرائيلي
وبين أنه تم شن الهجوم بعد ظهر يوم السبت6 تشرين الأول 1973 على الجبهتين السورية والمصرية حيث اجتاح المصريون والسوريون حواجز دفاعية إسرائيلية على جبهتي سيناء والجولان و تم تنفيذ أفضل حالات العبور بتاريخ الحروب فقد تم نقل مائة ألف جندي مصري وأكثر من ألف دبابة عبر قناة السويس حيث داهموا وحطموا خط بارليف بسرعة وأنشؤوا خمسة مواقع دفاعية كنقاط انطلاق جديدة ، وفي الوقت نفسه زجت سورية بخمسة وثلاثين ألف جندي،وثمانمائة دبابة ضد التحصينات الإسرائيلية على مرتفعات الجولان فاجتاحوها في عدة نقاط ، وكادوا يصلون إلى حافة الجرف المطل على بحيرة طبريا ونهر الأردن وشمال الكيان الإسرائيلي .
(300) دبابة خسارة الكيان في اليوم الأول
وأسهب العميد منذر اليوسف في شرح تفاصيل المعركة فبين أن 4000 من المدافع المصرية و/250/ طائرة شاركت في الحرب على مواقع العدو الإسرائيلي كما فتحت القوارب المطاطية (80) ممرا في الساتر الرملي على طول ضفة القناة الشرقية ثم أقيمت عبر القناة جسور ثقيلة لعبور الدبابات وقوات المشاة . متدفقة إلى سيناء بأعداد كبيرة ، وعند صباح السابع من تشرين الأول خسر الكيان الإسرائيلي (300) دبابة وتم دحر الهجوم المعاكس الذي شنه الكيان الإسرائيلي الذي خسر (360) دبابة أخرى على جبهة الجولان .
وشرح العميد اليوسف تفاصيل شيقة وباعثة للأمل بتشرين آخر مزدهر أيضا فبين أن الكيان الإسرائيلي قد حفر خندقا مضاداً للدبابات على طول خط وقف إطلاق النار محصنا تحصينا كبيراً ولكن الجيش العربي السوري استطاع اجتياز هذا الخندق في 6 تشرين حيث شاركت ثلاث فرق مشاة , يؤازرها لواء مدرع ,مبيناً الدور الكبير للإنزال المظلي والمغاوير الذين سيطروا على مرصد جبل الشيخ في قتال وجها لوجه .. فحرم الكيان الإسرائيلي من توجيه مدفعيته وسيطرته على الحواجز وتقدم الجيش العربي السوري في الشمال والوسط.. بينما كان الاندفاع الأكبر في الجنوب وتم طرد الجنود الإسرائيليين من أجزاء كبيرة من الجولان الجنوبي والأوسط .
معرفة العدو نصف الطريق إلى النصر
وبين أن المعركة كانت ضارية, وفي جبهة سيناء تلقى الكيان الإسرائيلي ضربات قاسية فقد سددت مصر وسورية الضربة الأولى وحققت المفاجأة وكانت المباغتة جزءاً هاماً وعاملا من عوامل النصر مبينا أهمية عنصر الاستطلاع في تفاصيل الحرب حيث معرفة العدو نصف الطريق إلى النصر وأنهى محاضرته بالأمل الكبير بصناعة الجيش العربي السوري لتشارين أخرى مزدهرة أيضا و انتصاراته التي يحققها على الأرض خلال الحرب الظالمة تؤكد على ذلك .
كما ألقى الأديب عيسى اسماعيل كلمة حول انتصارات الجيش العربي السوري في حرب تشرين,كما شارك مجموعة من الشعراء في هذه الفعالية وألقوا قصائد للوطن والشهيد مبينين عظمة حرب تشرين وعظمة ما يقدمه أبطال الجيش العربي السوري وما يحققه من انتصارات في أيامنا هذه .
فقد شاركت الشاعرة هيام العبدو بمجموعة من القصائد من أجواء شعرها نقتطف :رجال الشمس:
تغطرس صهيون و حشد مرتزقة أوغاد
أراد افتراس وطن عمده الأنبياء
انتابت أبطالنا قشعريرة الكرامة
وانساب في عروقهم عز الأجداد
تطلعوا للشمس وقرروا أن يقطفوها
ليزينوا بها البيارات
كما شارك الشاعر ابراهيم الهاشم بمجموعة من قصائده الوطنية ومن قصيدة بعنوان الشرق نقتطف:
السيرُ في ليلِ الحقيقةِ معضلهْ…
فالدربُ دونكَ بالمتاعبِ موحلهْ…
تمشي إلى التاريخ. تطرقُ بابَهُ…
فترى المسالكَ والمعابرَ مقفلهْ…
مِن أين تُبتدأُ الحرائقُ عندنا
فالأرضُ حولي بالدموعِ مبللهْ…
تجتاحني عيناكِ بين ترددي
فتزيدُ مشكلةُ الحرائقِ مشكلهْ…
كما شارك الشاعر رفعت ديب بقصائد حماسية حملت الهم الإنساني ووجه قصيدة لسلمية بالقول:
يا سلمية لو تدرين كم شغفي إلى الشوارع والساحات والطرق
إلى أهاليك والخلان والزملا
إلى الحدائق والأوراد والحبق
مال الربيع إلى جندولها تعبا
ليستريح ويهنا عند مفترق
قلبي غريق بمن أهواه في بلدي
محبب لي وما أحلاه من غرق!!
الشاعرة هناء يزبك وجهت كلامها للجنود الميامين في أرض المعركة ومما أنشدتنا: لحن على شفة الخلود معلقا/ جيش تفرد في الفضاء محلقا /طوقت دنيانا بألف مجرة /فأعدت للفلك المسافر رونقا.
ميمونة العلي
المزيد...