يمر الشاعر الذي لا أعرفه –بحقل روماني فيتأمله ويتأمل الفتيات اللواتي يصنعن التبن وهن يغنين أثناء العمل ، فيرى في ذلك الحقل الحق والجمال ، حيث نرى فقط العشب الجاف ويعكس ما يراه في هذه القصيدة التي يروي فيها التبن قصته :
أنا زهرة الأمس الحزينة
وعلى شفاهي من عبير الطل قطره
كنت زهره
ليس بالماضي البعيد
يوم ذاقت شفتاي الطل قطرة
والعذارى حملت نعشي إلى البيت الأخير
والقمر
راح يرنو من علاه
فرآني ، كان ثوبي ذلك اليوم الكفن
كفن الرشف الأخير
في ضميري زهرة الأمس نديه
وعليها أن تتيح الدرب كي تنمو وتكبر
كل أزهار فتية
فهي أزهار الغد
والعذارى من جديد سوف تأتي
فعلى اللاتي دفنّي
أن تتيح الدرب للجيل الجديد
مثل روحي ..هكذا أرواحهم سوف تكون
عابقات عاطرة
من شذى الماضي السعيد
والعذارى يوم يمررن على هذا الطريق
سوف لن يذكرن أني
مزهر يوماً وعائد
أملأ الدرب رحيق
فلهذا لا يرين
غير أزهار فتية
غير أني سأعود
يعبق العطر بروحي
والعذارى سوف يرجعن مع الروح الندية
حيث تحيا الذكريات
في قلوب العاشقات
ذكرى أيام البتول
عندها يصحو الندم
حيث جئن كي يوارين ترابي
والفراشات الجميلة
سوف تأسى لغيابي
وأنا أملأ صدري من شعاع الشمس
ترنو بعيون من شعاع
تمتمات راح يتلوها الربيع
وبصدري نفسي الحلو كضحكات الصغار
ولهذا سوف اسقي روحي الظمأى من الأرض الخصيبة
ومن الأرض الخصيبة
سوف يغدو الماء عطراً عند روحي
عندها تحيا سعيده
بعد موتي
د. غسان لافي طعمة
المزيد...