مع عودة الحياة إلى حي كرم الزيتون /1/ .. الأهالي يطالبون بتزويد جميع المنازل بالإنارة والكهرباء للحد من السرقات
يختلف إيقاع الحياة بين حي وآخر في مدينة حمص ،وخاصة مع عودة المهجرين الذين تركوا منازلهم بسبب الإرهاب ، وبعد معاناة الكثير من أحيائها خلال سنوات الحرب القاسية .
حي/ كرم الزيتون / من الأحياء التي عادت إلى حياتها الطبيعية بفضل بطولات جيشنا العربي السوري ، ولتبدأ مرحلة إعادة إعمار الحي من جديد ، هذه المرحلة التي تتطلب تذليل العقبات والصعوبات من خلال تأمين الخدمات الضرورية للقاطنين فيه, وإلى الآن مازال أهالي الحي بانتظار تأمين الحد الأدنى من تلك الخدمات بما يتناسب مع عودة الكثير من العائلات .
واقع خدمي سيئ
اشتكى الأهالي من سوء الواقع الخدمي قائلين : الشبكة الكهربائية رغم الكتب الرسمية والمراجعات المتكررة لمديرية التشغيل في شركة كهرباء حمص منذ أكثر من سنة وحتى اليوم ماتزال غائبة، بالإضافة لعدم ترحيل الأنقاض المتراكمة على أطراف الحي مما يتسبب في إغلاق المداخل ،
ناهيك عن هدر المياه التي تتدفق من المنازل المهجورة ، وانتشار الكلاب الشاردة وخاصة بالقرب من جامع أولاد جعفر الطيار وقرب المركز الصحي لباب الدريب ، وأشاروا إلى معاناتهم الكبيرة في المواصلات وعدم توفر شبكة هاتف في الحي بأكمله ، عدا عن صعوبة تأمين مادة الغاز ، مطالبين بحل جذري لمشاكلهم وإنهاء معاناتهم .
العروبة وخلال زيارتها للحي ولقائها المختار وأعضاء لجنة الحي حاولت نقل هموم وشجون الأهالي وتساؤلاتهم عن سوء الخدمات في الحي وأسباب التأخر في الاستجابة لمطالب السكان المتكررة …
المختار عاطف ملحم قال : يمتد حي / كرم الزيتون1/ من مستوصف باب الدريب شمالاً إلى تجمع مدارس رامي الحسن ومحمد الصوفي وأحمد عيسى الحسن جنوباً وشارع دلال نشيواتي غربا انتهاء بشارع الستين شرقاً ، و يبلغ عدد الأسر القاطنة فيه /1700/ أسرة ومعدلظ أفراد الأسرة خمسة أشخاص
تدفق المياه
يقول المختار : شبكة الصرف الصحي بحالة جيدة , ولكننا نعاني من مشكلة تدفق مياه الشرب من بعض البيوت المهجورة نتيجة تكسر قساطل الشبكة الناجم عن الأعمال الإرهابية التي قامت بها المجموعات المسلحة في الحي ،مما يتسبب في هدر المياه باستمرار ، وهذه المعاناة يومية ، وتواصلنا مع المؤسسة العامة للمياه لحل هذه المشكلة، حيث قامت بصيانة وتأهيل كافة القساطل وبالتالي حل جزء من المشكلة ، أما الجزء المتبقي فتم معالجته بجهود الأهالي ..تبقى البيوت المهجورة التي لم تتم صيانتها مما يسبب بهدر المياه.
وأضاف : بالنسبة لمياه الشرب تصل للحي بشكل يومي من /7/ مساء إلى /5/ صباحاً إلا في حال حدوث بعض الأعطال الآنية التي يتم إصلاحها .
سرقات كهربائية
وبالنسبة للكهرباء يقول مختار الحي :بعض الأهالي يضطرون لسرقة الكهرباء لعدم وجود عداد لديهم ،والحل البديل يكون بقيام ( المالك الذي لديه سند ملكية) بتقديم طلب للحصول على قاطع من شركة الكهرباء ، وبناء عليه يتم تسجيل فاتورة نظامية لحين توفر عداد نظامي لديه، ونرجو التوسع بشبكة الكهرباء لتشمل جميع القاطنين في الحي وبالتالي تخفيف العبء عن الشبكة ومنع سرقة الكهرباء ..
إنارة سيئة
ويضيف المختار: يوجد في الحي شارعان رئيسيان (شارع القدس) أعمدته جاهزة وتمت إنارته منذ قرابة السنة من قبل مجلس المدينة ولكن المشكلة تكمن في عدم إنارة هذا الشارع بشكل دائم بالرغم من توفر الكابلات والأعمدة ،وقد تواصلنا مع رئيس دائرة الإنارة في مجلس المدينة وللأسف لم نتمكن من الحديث معه.
أما الشارع الثاني (زياد المصري) الذي عملت على إنارته منظمة الهلال الأحمر وذلك من خلال نقل الإنارة بعد فترة بشكل متقطع امتداداً من المخبز وصولاً لجامع أبو عبيدة شمالاً ، وهذا بدوره يشكل عبئا على الطاقة.
بدون هاتف
ومن المعاناة الحقيقية فيما يخص شبكة الهاتف يقول المختار :تم العمل على تزويد جزء من الحي وبجهود شخصية بالخطوط الهاتفية ، من شمال المخبز بحدود (200) م وصولاً لدوار الفاخورة شمالاً ومستوصف باب الدريب شرقاً فقط ..
إهمال كبير
ويشير مختار الحي إلى حالة الشوارع السيئة قائلا :منذ خمس وعشرين عاما لم يتم تعبيد أي شارع من شوارع الحي بل على العكس ظروف الحرب القاسية زادت الأمور سوءا ً ومع ذلك تم ترحيل الأنقاض من العديد من الشوارع الفرعية والرئيسية في سبيل تسهيل حركة المارة والسيارات .
مواصلات سيئة
أما المشكلة الأكبر بحسب رأي السكان والمختار فهي معاناتهم اليومية مع المواصلات حيث يضطر الأهالي للمشي يومياً ما يقارب الـ ( 500 -600 ) م كأقرب نقطة ممكنة وصولاً للسرفيس علماً أن أكثرية الأهالي هم من الموظفين وطلاب الجامعة ويتابع : تواصلنا مع المكتب التنفيذي بالمحافظة ومجلس المدينة وأرسلنا كتاباً لمديرية النقل بهذا الخصوص ولم يتم التجاوب من قبل أية جهة من الجهات المعنية .
تخفيض المخصصات
أما بالنسبة لمادة الخبز فيشير المختار إلى وجود ثمانية معتمدين يستجرون الخبز من مخبزي ( الضاحية – الفارابي ) علماً أن هناك مخبز في الحي هو (مخبزالنازحين ) الذي يستجر منه الخبز اثنا عشر معتمدا ً من خارج الحي ولو كانت الأمور على العكس لوفرنا ( الصرف والنقليات ) مع العلم أن مخبز النازحين ينتج خبزاً ذا مواصفات جيدة كما قمنا برفع كتاب نظامي من قبل لجنة الحي لزيادة مخصصات الطحين بعدما تم تخفيضها لكن ما من مجيب حتى الآن .
غياب التوزيع المباشر
وعن مادة الغاز قال المختار : يوجد في الحي أربعة مراكز لتوزيع الغاز وقد طالبنا بإمكانية التوزيع المباشر عن طريق المكتب التنفيذي في المحافظة ناهيك عن عدم كفاية حاجة أهل الحي من المادة بسبب الكثافة السكانية المتزايدة فيه حيث يتم تزويدهم بالغاز كل أسبوعين (100 ) اسطوانة ،وهي لا تكفي حاجة الأهالي ونأمل أن نعامل أسوة بباقي الأحياء في حل هذه المشكلة .
نقص في الحاويات
أما وضع النظافة في الحي فمقبول نوعا ً ما , حيث تأتي السيارة بشكل يومي الساعة 8 صباحاً وأشار عضو لجنة الحي إلى أنهم يتعاونون بما يخص النظافة مع الأهالي من خلال التذكير ببعض الإرشادات التوعوية عن أهمية نظافة شوارع الحي حرصا على الصحة العامة مع القيام بجولة يومية لتفقد الشوارع وآلية تقيد الأهالي بمواعيد ترحيل القمامة .
وأضاف : لكننا نعاني من نقص في عدد الحاويات بحدود الـ ( 10 ) حاويات وقد وعدتنا مديرية النظافة بتزويدنا بها فور توفرها .
بحاجة إلى ترميم
يوجد إعداديتان واحدة للذكور والأخرى للإناث، ومدرستان للتعليم الأساسي ، وتعاني مدرسة ( أحمد عيسى الحسن ) من الكثافة الطلابية فيها ، أما مدرسة ( سعيد بن عامر) الابتدائية بحاجة لترميم ، وقدمنا كتابا ً لمديرية التربية «الكلام للمختار» بهذا الخصوص ، وإلى الآن لم يصلنا الرد على الشكوى .
حل جذري
يعاني الحي من عدم وجود مركز صحي فيه ، لأن المركز الموجود سابقا قبل الحرب بحاجة لترميم «الحديث للمختار» بالإضافة إلى مركز المعالجة الفيزيائية الحالي الذي كان من قبل مركزا ً صحيا ً ،وبعد الحرب تم ترميمه وتحويله مركزا ً للمعالجة الفيزيائية وتأهيله بالكوادر والمعدات الطبية .
ويتابع : حاليا ً يضطر الأهالي للذهاب إلى مشفى اللباسل التخصصي في كرم اللوز أو الباسل بالزهراء، كما طالبنا بإمكانية إرسال سيارة متنقلة مزودة بكادر طبي ومعدات لمعالجة الأهالي ولو مرة أسبوعيا ً ، ورفعنا كتابا ً بذلك إلى مديرية الصحة ، ريثما يتم الانتهاء من ترميم مستوصف كرم الزيتون لحل إشكالية بعد الحي عن المراكز الصحية والمشافي وإلى الآن لا جديد !! .
ترحيل الأنقاض
أشار مختار الحي أنه تم التواصل مع مجلس المدينة لحل مشكلة ترحيل الأنقاض ، وكان الرد بوجود خطة لتخديم كل حي في القريب العاجل، كما أكد على ضرورة تعزيل المصارف المطرية ،وخاصة في فصل الشتاء، حيث يتم تجمع المياه أمام المدارس ، مما يضطر معظم الطلاب في بعض الأحيان للعودة إلى المنزل، لأن الطالب في هذه الحالة يكون قد تبلل بالمياه بالكامل ، موضحا أنه تم رفع كتاب بهذا الخصوص أيضا ولم يتم الرد .
توزيع المازوت
يقول الملحم : كل أسرة مخصص لها ( 100) ليتر عن طريق البطاقة الذكية ولكن بقرار من الجهات المعنية سيتم توزيع مادة المازوت على الأسر التي لم تأخذ حصتها العام الماضي ، فلهم الأولوية ومن بعدها باقي الأسر .
عقوبة
وردا ً عن أسباب تخفيض مخصصات الدقيق للحي يقول مديرالتجارة الداخلية وحماية المستهلك رامي اليوسف: تم تخفيض مخصصات مخبز النازحين نتيجة تنظيم ضبط تمويني بحق المخبز، لوجود مخالفة ، موضحا أن التخصيص والتخفيض بالكميات يحدد من قبل الوزارة , منوها بأن تخفيض المخصصات لا يعني حرمان أهالي الحي من مادة الخبز , إنما تحول الكمية إلى مخبز آخر ، وعلى الأغلب هنا تم تحويلها للمخبز الآلي، ليأخذ السكان كامل حاجتهم .
الالتزام بالتعليمات
وأجاب رئيس قسم الغاز في شركة محروقات حمص «سادكوب» نافع الوعري فيما يتعلق بمشكلة عدم التوزيع المباشر في الحي قائلا : لا يتم التوزيع المباشر إلا في حال إرسال لجنة المحروقات كتابا يبين فيه أن الكمية غير كافية ، وفي حال ثبوت أنها غير كافية بإمكاننا التوزيع بشكل مباشر حتى إن تواجد معتمدون في الحي ..
وأشار إلى أن آلية التوزيع المباشر تتم بناء على تعليمات الإدارة العامة في حال وجود أسباب موجبة منها نقص المخصصات من المادة أو حسب حاجة الحي، والتي تقدرها لجنة الحي..
بقي أن نقول :
حي كرم الزيتون من الأحياء التي عادت لها الحياة بعد خروج المجموعات الإرهابية المسلحة ، نتمنى على الجهات المعنية المساهمة والعمل الجاد لاستمرار الحياة للقاطنين في الحي وتأمين الخدمات لهم بما يليق بهم إنسانيا ..
رهف قمشري
تصوير : إبراهيم حوراني