جسارة السوريين بتجاوز بشاعة الحرب في توقيع ديوان «قيثارة الخلود» للشاعر نبيل باخص

جميل وجليل أن تنفض حمص عن حاراتها غبار الحرب وتحتفي بالأدب والشعر من خلال الأمسية الأدبية التي دعت إليها مديرية الثقافة في حمص لتوقيع ديوان جديد للشاعر نبيل باخص بعنوان : «قيثارة الخلود» مساء أول أمس .
العزف على «قيثارة الخلود» لمجد سورية
بين الأديب رجب ديب في ورقة العمل التي قدمها أن الموضوعات الوطنية والوجدانية هي التي تشغل بال الشاعر نبيل باخص فالشاعر مهموم بالعزف على قيثارة الخلود لسورية الأبية التي ارتوت بالدماء الطاهرة وهذا يظهر بشكل جلي في عناوين قصائده والعنوان هو العتبة الأولى للنص فمن عناوينه مثلا: إلى عينيك يا وطني , وصية شهيد ,حبيبتي والوطن وهذا ما يشغل بال القصيدة التي تحرك وجدان الشاعر ولا تستقر قبل أن تصبح حبرا على البياض الذي تركه لنا أبطال رووا تراب سوريتنا بالأحمر القاني .
حب الوطن فيها تجلى
شاعر تدمر الأستاذ برهان الشليل قرأ قصيدة أهداها لصديقه الشاعر نبيل باخص ومما جاء فيها : أبدعت فأطربت الكلا/ ديوانك يتضوع فلا/ ما أروعه نصر الحرب /يبقى للأجيال الظلا / وستبقى حروفك ساطعة/ حب الوطن فيها تجلى.
يحفل بموسيقا الشعر في زمن طغيان النثـر
الصحفية ميمونة العلي قدمت ورقة عمل وهي دراسة مقتضبة لموضوعات الديوان ولغة الشاعر الخاصة قالت:في ظل طغيان المجموعات النثرية يتوجب علينا أن نحتفل بالشعر الذي يحفل بالموسيقى كما تحتفل العائلة بمولودها الجديد في زمن الحرب وكثرة الموت ,والشاعر نبيل باخص مخلص للموروث الشعري العربي والمغامرة الحداثية عنده مضمخة بتفاصيل الواقع المر فقصائده تهتم بموسيقى الشعر بطريقة تقربه من الرومنتيكيين العرب فيقول :حنانكِ…لا تعصفي يا رياح /فما لي ريش ومالي جناح / أنا دمعة في جفون الليالي /وأمنية في أكف الصباح .وأضافت :أن الملاحظة الساطعة للمتلقي العادي قبل الأكاديمي هي الغنائية الطاغية في معظم قصائده ,فبحور الشعر الأكثر استخداما في هذه المجموعة هما بحرا (الرجز والخبب) ومجزوءاتهما ومشطوراتهما وهذه أوزان غنائية تصلح للوتر أكثر مما تصلح للمنبر, أما روح الشاعر التي تبقى رابضة في روابي القصيدة فقد تمر بمراحل كمون بسبب قسوة الحياة ولكنها لا تلبث أن تنبثق شعراً خالصاً لوجه الأدب تعالت قامته وربما هذا ما يفسر تأخر إصدار هذه المجموعة .وأضافت أما أبرز ملامح الشعرية في هذه المجموعة فهي الجدّة في الصور والموضوعات الراهنة ومحاولات تشعير الحدث اليومي الحزين الذي طغى على مفردات حياتنا خلال الحرب فثنائية الوطن والمحبوبة متواجدة في نصوص «قيثارة الخلود» التي عزف عليها الشاعر دماءه وقصائده فغنى للجمال أينما ولى شطر وجهه ,وتابعت :لقد وظف الشاعر اللغة العامية بمفردات فصيحة وتتلاقى مفرداته مع مفردات ألفناها كاستخدامه لكلمة «تحممّت «التي تستدعي ذاكرتنا لقصيدة جبران خليل جبران المغناة :هل تحممت بعطر وتنشفت بنور وكذلك تتلاقى قصيدة الشاعر باخص المعنونة ب « وأخذت قراري سوسنتي مع قصيدة نزار قباني : إني خيرتك فاختاري .فالشاعر يمتح من ذاكرته الغنية بقراءاته الكثيرة فمكتبته الخاصة تضم مئات العناوين التي تفخر بها الذاكرة السورية والعربية .وأشارت العلي إلى ثراء مجموعته « قيثارة الخلود » بمفردات الحرب والعيش تحت وطأة خبر عاجل لتكون للشاعر باخص لغته الخاصة بتفاصيل الألم التي عايشها السوريون خلال السنوات السابقة .
ألفة في المعاني
الشاعر إبراهيم الهاشم قدم ورقة عمل بيّن فيها الأسلوب الخاص الذي ينتهجه الشاعر باخص في معظم قصائده فقال : عندما يفكر الربيع كيف يفاجئ الأرض بلوحة من خالص الجمال يخطر بباله الاتصال بشاعر وعندما يفكر الينبوع في كيفية الحفاظ على نقائه يرسل طلب صداقة إلى الشاعر نبيل باخص الذي يصادق الياسمين وعرائش العنب في شرفة الحرف والكرم التي لو كان لها أقدام لما تركته يمشي وحده في طرقات القصيدة لغته وكلامه يذكرنا بكلام الينابيع ووشوشات الريح تحمل حبوب طلع للقصيدة اليتيمة حيث غنى الشاعر باخص في موضوعات شعره للأرض والوطن للحب والجمال والبراءة وأنشد للحياة بأحاسيس بلبل غريد.
يقول في قصيدته المعنونة بـ «حنين إلى بلادي : «تناديني سفوحك والروابي /بصوت ملؤه لحن العتاب /وترسل بسمة من كل فجر /معطرة بآيات الكتاب /على تلك الهضاب نما غرامي /وفي ساحاتها حلم الشباب .
وأضاف الشاعر إبراهيم الهاشم: ما يميز قصيدة الشاعر باخص هو ما تتركه في المتلقي من إحساس بصدقها ومخاطبتها المباشرة للمشاعر فحروفه تتنفس عبير التراب وكلماته يعشبها الانتماء وفي أجمل بقعة من وجدانه يسكن الوطن,فإذا ما يمم حروفه وجهة الحب وغادر شاطئ اللهفة على سفينة من حنين رأيته يوغل في بحر من الهيام ويطلق شراع أحرفه نحو الجزر البعيدة الحالمة ,فدورة الشعر في قصيدة باخص تشبه دورة الأرض في فصولها فقد جمع في ديوانه الحب وأزرار ورد الربيع مع وهج الشمس الصاخب في أواسط تموز وعطاء الزيتون في تشرين وأمطار القصائد في كانون .
كما القى الشاعر غسان دلول قصيدة جميلة تحدث فيها عن المعاني السامية التي شغلت نتاجات الشاعر باخص جميعها وهي تعكس مفردات حياته التي قضاها في تدريس اللغة العربية في مدارس حمص وجامعتها
ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار