ناس من ورق للأديبة منال العسس تحتفي بالحلم والحب

زوادتها حلم ،وهدفها حب الوطن ،وحروفها أشواق وحنين .هذا ما تشف عنه المجموعة القصصية ناس من ورق للأديبة منال العسس التي تضم عشرين قصة وعشر قصائد نثرية وعشر مقالات . حلمت الأديبة منال العسس بأن يقرأ مجموعتها( ناس من ورق) نيكوس كازنتزاكس). أو أن يعلق عليها عبد الرحمن منيف في إحدى كتبه النقدية.وأن تقلب صفحاتها أنفاس الأب جان باول اليسوعي أو تضع أحلام مستغانمي خطوطا تحت جملها.وتسقط صفوة سيجارة محمد الماغوط بين صفحات كتابها. أديبتنا منال العسس في قصتها (الشريك) تبين عدم ثقتها بوجود نصفها الآخر و تنفي فكرة الزواج فأمها ألمانية ووالدها سوري , تتهافت عليها عروض الزواج لأن الجميع يحلم بالسفر. أما في قصتها (أمنيات صغيرة) تحكي عن أحلام الأطفال البريئة ,و في قصة بعنوان (قريتي) تشبه الكاتبة منال العسس قريتها بأنثى اتهموها بالإثم, وهم من أجرموا بحقها .إذ زرعوا في خاصرتها معملا للاسمنت ومدوا سكة حديد في قلبها .تتوجه إلى صديقة عمرها البحيرة فتسمع آهاتها لتعلم أنها تحتضر كل يوم ولا تموت هذه الأنثى الجميلة هي قريتها قطينة شبهتها بأنثى تعاني من حمض وكبريت يحرقها وهي تصرخ النجدة وما من مجيب . انتحرت بعد أن قتلت كل أولادها. وتتساءل العسس عن مآل الخير في قصتها ( أين الخير). و في قصة( درس الرسم) تسلط الكاتبة الضوء على مشكلة العنف الموجودة في مجتمعنا وآثاره على الطفل بعد أن أقنعت المدرسة الطفل بأهمية الرسم لكل ما يجول في الخاطر من مشاعر وإسقاط ما يشعر به من آلام على الورق الأبيض, وفي قصتها (تم كل شيء).ص ٣٩ .تلتقط الكاتبة منال ذبذبات الفرح والأسى في ذاكرة الأمس لتمسح مرايا الصدأ. على لسان بطلة القصة عبير فتتكلم بمنظار لا يملكه كل الناس وعشقها للون الأصفر كالشمس،والقمح والموز ،والليمون. عبير التي تخلى أحد أعضاء جسمها عنها وقدم استقالته ومعاناتها بغسيل الكلية إلى أن أتى المتبرع ليرسم الأمل من جديد. كما تناولت الأديبة منال العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان بقصتها (مشهد من التاريخ) وهي التي تعشق الجنوب حالمة بأن تكون دبابة أو طلقة تدافع عن الجنوب .
أديبتنا منال ختمت مجموعتها بنثريات مبكية وأمنيات موجعة .ولم تنس شهيد الوطن حيث قالت:في(أم الشهيد) ص129 . أهديك زغاريدي يوم موتك يابني وأقبل التراب الذي عاش تحت قدميك وأزرع فوق دمك أشجار الزيتون …. الآن عرفت لما الزيتون أحمر… والليمون أحمر … واللوز أحمر…. لم أدرك قبلا أن الطبيعة تولد من الإنسان.. وإن الإنسان يهدي الكون الألوان.
خديجة بدور