الثروة السمكية وأهميتها اقتصادياً وصحياً
تعتمد الكثير من الدول على الثروة السمكية كمصدر هام من مصادرها الاقتصادية فهي توفر العمل للعاطلين عنه ، وتدخل في الكثير من موائد الطعام ، وتؤدي دوراً مهماً في سد الفجوة الغذائية التي تعاني منها بعض الدول ، وهي مصدر غني بالبروتينات الحيوانية والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن ، وتمتاز بسهولة هضمها وقد استغل الإنسان الثروة السمكية منذ آلاف السنين، ويقدر الإنتاج العالمي حالياً بحدود /93/ مليون طن سنوياً .
تشير التقارير العالمية إلى وجود /520/ مليون نسمة يعتمدون علىالثروة السمكية وتربية الأحياء المائية في العالم كمصدر دخل لهم .
منذ ستينيات القرن الماضي تضاعف استهلاك الفرد وبلغت حصتة عالمياً بحدود /17/ كيلوغراماً سنوياً وعربياً وصل إلى ثماني كيلوغرامات .
لكن الوضع في سورية مختلف جداً والأرقام تشير إلى تدهور حاد في الثروة السمكية وفي حصة الفرد السنوية حيث بلغت في عام 2017 أقل من 700 غرام .
لعلاج هذا الواقع المتردي لهذه الثروة وخاصة بعد الحرب وافق مجلس الوزراء على مصفوفة العمل المادية الخاصة بتنمية الثروة السمكية ، وتركزت على توفير مستلزمات دعم وتشجيع القطاع الخاص وتقديم الحوافز والتسهيلات المطلوبة للتوسع في تربية وصيد الأسماك من خلال التوسع في إنتاج اصبعيات المياه العذبة وتأمين متطلبات ذلك عن طريق تجهيز مفرخ الأسماك بالأدوات اللازمة وإقامة معمل أعلاف جديد في مركز أبحاث السن لزيادة إنتاج الاصبعيات بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 طناً يومياً وإنشاء مفرخ لأسماك المياه العذبة في القنيطرة والتوسع في مشروع التربية الأسرية في مختلف مناطق القطر ، لنشر ثقافة تربية الأسماك واستهلاكها وتأهيل منشآت ومزارع القطاع العام المتخصصة بتربيتها والتوجه نحو الاستزراع المكثف في الأقفاص العائمة في السدود السطحية المناسبة .
ويجري العمل حالياً لوضع السياسات المستقبلية لعمليات الصيد والحفاظ على الأنواع السمكية واستدامتها وتحديد المناطق التي يجب تخفيف الصيد فيها ، وتنمية أنواع محددة لجعلها ذات ديمومة مستمرة تستفيد منها آلاف الأسر وترفد السوق المحلية بمادة غذائية هامة وضرورية لصحة الإنسان.
غير أن هذا الأمر يحتاج إلى متابعة من فريق متخصص باستمرار لمعالجة الثغرات المتعلقة بتوزيع الثروة السمكية ونوعيات التوزع والكميات المطلوبة وللتدخل عند حدوث أي طارىء.
كما يحتاج إلى التخفيف من الصيد الجائر والمخالف ، وتأمين نقاط الحماية والمراقبة على المسطحات والأنهار .
فهل يتحقق ذلك فعلاً ؟ وهل نرى تنفيذاً جدياً ؟
ذلك يعتمد على ما نعتقد على وعي المواطن بأهمية هذه الثروة ، وعلى تأمين متطلبات نقاط الحماية ومؤازرة الجهات المعنية في تنفيذ ذلك ؟
والأيام القادمة ستكشف مدى الاهتمام بهذه الثروة وذلك الغذاء الصحي الذي يغني عن الكثير من الأدوية.
أحمد تكروني