مدير مكتب العلاقات بمديرية الشؤون السياسية في حمص: التحرير غاية ووسيلة في ذات الوقت

مع اقتراب الذكرى الأولى للتحرير التقت “العروبة” مدير العلاقات بمديرية الشؤون السياسية في حمص أحمد الخالد الذي بدأ حديثه حول مفهوم التحرير ودلالاته بأنه غاية ووسيلة في نفس الوقت، موضحاً أنه وسيلة لتأسيس حياة سياسية و اقتصادية واجتماعية وفكرية تشاركية جديدة، و هو غاية فلا يمكن الخلاص من الاستبداد إلا من خلاله، و لا يمكن اختصاره بعمل عسكري أو سياسي، فهو نتيجة طبيعية تراكمية استمرت حوالي عقد ونصف من حياة السوريين.

وأضاف: يوجد دلالات عامة للتحرير، وهناك دلالات ترتبط ببعض الفئات كالمعتقلين والمهجرين قسرياً وأسر الشهداء والنازحين في الداخل والخارج، وكل هذه الفئات لها علاقة مباشرة مع التحرير ومفهومه ودلالاته، بالإضافة للدلالات العامة كالخلاص من الاستبداد الذي استمر لعقود من الزمن.

وأكد أن من نتائج التحرير المباشرة على الصعيد السياسي كان هناك فتح لمساحات الحوار والنقاش للوصول لملامح الدولة الجديدة التي تراعي حقوق الإنسان، وتصون كرامته، وهذا الأمر كان جلياً من خلال الإعلان الدستوري الذي صدر عن رئاسة الجمهورية لبلورة الحياة السياسية خلال المرحلة الانتقالية.

مضيفاً: صحيح أن معركة التحرير العسكرية استغرقت أيام، إلا أن مسار الحرية مسار زمني يحتاج جهود جماعية من كافة السوريين للوصول للغاية المرجوة منه وبناء دولة القانون، و أيضاً التحرير يحمل في طياته الذاكرة الوطنية التي تتضمن الكثير من قصص المعتقلين والشهداء والتضحيات التي أثبتت أن الثمن كان غالياً، وهذا ما يدفعنا للحفاظ على البلد وصون كرامة أهله.

وأشار أن التحرير في أحد معانيه هو جزء من العدالة، ولكنه ليس كل العدالة ولهذا يوجد الآن عمل جاد على العدالة الانتقالية، والتحرير هو إرث وطني يحملنا المسؤولية للحفاظ على ما ضحى من أجله الشهداء والجرحى والمغيبين والمهجرين وفاءً لهم.

وأكد أن سوريا تعتبر جوهرة العالم، ويجب العمل على أن تأخذ موقعها الطبيعي من العالم بين الدول المتحضرة، من كافة نواحي الحياة السياسية منها والاقتصادية والاجتماعية والأمنية حتى الشبكات الرقمية، لافتاً أن ما نراه من نشاط دبلوماسي اليوم هدفه إعادة سوريا إلى مكانتها الطبيعية على المستوى العربي والإقليمي والعالمي، انطلاقاً من مصالح الشعب السوري وإيجاد توازنات بالعلاقات الدولية، والانفتاح على كل دول العالم بما يلبي مصلحة سوريا على أسس السيادة الكاملة، وتصحيح الهوية السورية التي كانت مشوهة في زمن النظام البائد، ومن هذه التشوهات الخلط بين مفهوم الدولة ومفهوم السلطة الناتج عن حكم الاستبداد الذي حاول حصر مفهوم الدولة بسلطته، ولهذا فلا بد من إعادة صياغة العلاقة بين السلطة والمجتمع وهذه واحدة من غايات التحرير.

وأشار أن السلطة هي الجهة المنظمة لعمل مؤسسات الدولة التي تعود للمواطنين وفي خدمتهم، بحسب مفهوم التحرير.

وأضاف: من الطبيعي أن يحتاج العقد الاجتماعي إلى وقت لبلورته بعد عقود من الاستبداد وسنوات من معركة التحرير، بحيث يكون الإنتماء للدولة هو الانتماء الأعلى و الأسمى لدى جميع المواطنين، مشيرا أن هناك بعض المعوقات المتعلقة بالإرث الماضي وهناك عمل جاد بعد التحرير ضمن هذا الإطار كالمبادرات المجتمعية والحوارات المفتوحة ونشاط منظمات المجتمع المدني وهناك تشجيع كبير للعمل الجماعي الذي يختصر الوقت على طريق بناء الدولة الجديدة، ولا يوجد قيود على العمل المجتمعي بل على العكس هناك تشجيع ومساندة وسعي جاد للتشاركية والوصول إلى الهدف المنشود، وقد يختلف هذا النشاط من محافظة إلى أخرى إلا أنه مستمر وهناك حوارات سياسية تنظم بشكل دائم، وهناك دور للجمعيات المرخصة في وزارة الشؤون الاجتماعية من خلال التوعية السياسية و الأنشطة التي تقوم بها، بالإضافة لنشاط النقابات على اختلافها وتنوعها.

يحيى مدلج

المزيد...
آخر الأخبار