كان الشهيد مازن حديفي رئيساً لفرع مكافحة المخدرات في ادلب وكان مطلوباً بالاسم للارهابيين وتجار المخدرات لأنه رفض اغراءاتهم واعتقل كثيرين منهم .. وحينما اجتاحت قطعان اردوغان ادلب وطوقت المنطقة التي يتواجد فيها مكتبه ,رفض الإنسحاب وبقي معه ثلاثة من جنوده.. خاضوا معركة دفاعية شرسة استمرت لساعة ونصف قتل خلالها الكثير من الارهابيين ولما أعيت المسلحين الحيلة في اقتحام الموقع الذي استبسل في الدفاع عنه صعد قناص جبان إلى احد الأسطح وسدد طلقة غادرة الى الرأس فارتقى شهيد الحق والواجب رحمه الله وجميع الشهداء
ومن الجدير بالذكر أن الشهيد مازن ترك خلفه زوجة وثلاثة اطفال أما والدته الثمانينية الثكلى التي كانت تزغرد حين يأتي لزيارتها فقد زغردت ايضاً حين ودعته لمثواه الاخير ولكنها في صبيحة كل عيد تجلس عند بوابة البيت وحين نسألها عن سر جلوسها هذا تقول: انتظر مازن سيصل بعد قليل …فمازن لا يكذب وقد وعدني انه سيأتي في العيد وسيأتي .. هذا ما فعلته الحرب بسورية والسوريين… غداً حين ندحر اخر ارهابي من فوق تراب الوطن علينا ان ننحني تقديساً وإجلالا لأرواح الشهداء ونقول لهم: بفضل تضحياتكم النبيلة انتصرنا فهزم الارهاب وبقي الوطن .كتب هذه الكلمات الشاعر محمد حديفي عم الشهيد مازن ويقول في قصيدة يرثيه فيها:
تمضي الى الموت مختاراً وترتحلُ
ألا ترفقت بالأيتام يارجلُ
تلك الجراحاتُ في قلبي أهدهدها
فكيف جرحٌ بعمق الكون يندملُ
ماذا أقول ( لليثٍ ) حين يسألني
أين الحبيب وأين الصبح والأمل
هاأنت تمضي بعيداً كي تحملني
ما ليس يقوى على أعبائه الجبلُ
فكيف أرجع للثكلاء بسمتها
أيام كانت إذا أقبلتَ تحتفلُ
وكيف لو جاء في حلمٍ يعاتبني
ألم أعهدك أولادي وأتكل ؟
لو كنت أملك ان افديه في كبدي
لما ترددتُ حتى ينهضَ البطلُ
عُرْبٌ تقوّدُ في ليلٍ محارمَها
ويسفرون فلا خوفٌ ولا خجلُ
إني لأكفرُ في عهرٍ يوحدهم
كل الذي قيل تزويرٌ ومنتحلُ
يا أصحاب البغي هذي الأرضُ مذ وجدت
جدرانها السود للباغين معتقلُ
دمُ الشهيد وما في الدمع من حُرقٍ
سيرشق الموت ان حلوا وان رحلوا
وليشهدِ الدّم إنّا لن نهادنهم
فالنارُ تأكلُ مُذكيها وتنتقلُ
محمد حديفي