سورية وطني….

قبل هذه الحرب التي فرضت علينا،لم تكن لتتداول مصطلحات تتعلق بالوطنية وتنمية الروح الوطنية في نفوس جيل الشباب،الوطنية التي تعني الانتماء لسورية لا جدال فيها ،وهناك مصطلحان أما سوري وتعني (الوطنية)وأما خائن وهو ذاك الذي يضع يده بيد أعداء الوطن و أول ما يفعله السوريون بالنسبة لأمثاله أن يقولوا عنه ليس سورياً، وخلال السنوات الثمان الماضية وخاصة في بداية الحرب ،أصبحنا نسمع عبارات و اتهامات وتشكيك في الولاء والانتماء،ومما ساهم في انتشار هذه المفاهيم الغريبة،ضياع الكثيرين أمام الإغراءات التي قدمت لهم،وأمام الضخ الإعلامي الهائل وغير المسبوق الذي وجه باتجاه قلب المفاهيم وإدخال الشك في معنى الوطنية والانتماء لسورية الذي لا نتعلمه وإنما نرضعه مع حليب الأمهات منذ الولادة، لا نستطيع أن نلوم أحداً من جيل الشباب اختلطت عنده المفاهيم ،وهو يرى أمامه أشياء تجري دون أن يجد ما يعينه على تلمس الحقيقة ومعرفة أي الاتجاهات ينحو ،نحن من قصر ودخلنا في مرحلة ترهل نتيجة حالة الأمن والآمان التي عشناها لعدة عقود وكانت مسار إعجاب من الآخرين وحتى من أولئك الذين يعيشون في دول تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان،وعندما تغلغل الإرهاب شعرنا بالخوف لأننا فقدنا هذه النعم وبتنا على مفترق طرق نتساءل ماذا لو انتصر هؤلاء؟؟.
مازلنا نذكر أيضاً في بداية الحرب كيف خرج للأسف الكثيرون من جيل الشباب ومنهم من مضى بعيداً وانخرط في أشياء دون أن يعلم مدى خطورتها على مستقبله أولاً وعلى مستقبل أسرته ووطنه الأسرة الأكبر. ومن الطبيعي أنه عندما نترك فراغاً في الساحة أن يشغله الآخرون ،خاصة إذا كانوا من الذين يتربصون ,وقد درسوا كل شيء وتعرفوا على نقاط الضعف ومواطن الخلل التي يستطيعون من خلالها التسلل والوصول إلى النفوس وخاصة الضعيفة وبشتى الوسائل معتمدين حيناً على الترغيب وعلى الترهيب في أحيان أخرى، سنوات طويلة فيما قبل الحرب لم نسمع تلك الأغاني التي كانت تصدح بها إذاعتنا الوحيدة،ومع بداية الحرب عندما استدركنا “وإن كان جزء قليل “ كانت عيوننا تدمع عندما نسمع غالي غالي،يا بني بلادك قلبك عطيها، أو حتى إسوارة العروس وغيرها من أغاني القرن الماضي، ولأن سورية كانت ولا تزال موطن الولادة ومنبع التغيير،ومن رحم أقذر حرب يشهدها التاريخ ولد عالم آخر،عالم متعدد الأقطاب فقط لأن سورية صمدت ولم تسقط، وهي القادرة على التجدد وهي تستعد لإعادة البناء وفي مقدمته بناء البشر الذي هو أصعب أنواعه،وهي قادرة وقد انطلقت وفي عدة اتجاهات بدءا من المنزل وصولاً إلى المدرسة وإتحاد شبيبة الثورة الذي سوف يتحمل جزءاً كبيراً في إعادة عمل المنظمة إلى أيام خلت ولكن بروح عصرية وبما يتناسب مع التطور الهائل الذي شهدته كل مجالات الحياة مدعوماً بوعي اجتماعي, بعد أن عرف الجميع الخيط الأبيض من الخيط الأسود، وبعد أن أقتنع الصغير قبل الكبير أن سورية هي الأم والأب والوطن والكرامة ،فقد دفعنا الكثير , وقدمنا الشهداء فسورية الوطن ,تستحق كل التضحيات ومهما كان ثمنها .
عادل الأحمد

المزيد...
آخر الأخبار