كثر هم الأشخاص الذين أخذوا يفتشون عن عمل أو وظيفة … أية وظيفة ليكملوا مشوار حياتهم من خلالها و ليسدوا رمق أسرهم في ظل ظروف معيشية صعبة يقدمون أنفسهم على أساسها و لو اضطروا للقفز على بعض المراحل الزمنية من خلال إيجاد أساليب معينة كي يصلوا إلى مبتغاهم و يتربعوا على موقع في مراتب وظيفية ذات مسؤولية..
ليعلنوا بعد الوصول حرباً صامتة على مراجعيهم الذين لا يلقون جواباً شافياً لأسئلتهم أو أوراقهم التي تحتاج إلى توقيع .. تكفهر خلالها وجوه الموظفين و تغوص ابتسامتهم أمام المراجع الملهوف بما يشكل صفعة قوية له و كأن برامج عملهم في الدائرة مليئة بالمشاغل و الأعمال بينما هم في الواقع يمضون جلّ أوقاتهم بتنميق الأحاديث و الضحك و محاولة تقطيع الوقت بوسائل شتى ….
أي مناخ هذا .. فالموظف الذي من المفروض أن يمتلك موهبة حقيقية في استقبال المراجعين و ترغيبهم في تكرار مراجعة الدائرة الحكومية التي يتبع لها .
ألا يفترض أن تحسن الوظيفة الجديدة المزاج ، و أن ترفع من سوية الموظفين المتعاملين تعاملاً مباشراً مع أضابير و أوراق ووثائق المواطنين كي يمنحوهم ثقة أكبر بالنفس تنعكس خيراً على المراجعين بدلاً من أن يجعلوهم يتقلبون على نار القلق فتتحول لديهم المعاملة إلى هم مقيم في صدورهم و إلى عقد و أشواك في نفوسهم ….
إذن فما على هؤلاء الموظفين إلا احترام موقعهم الجديد لإخراج الخيرات الكامنة التي تنتج شيئاً نافعاً يعود على الموظف و المراجع بنفس الوقت و يجعله يرتقي بعمله و دائرته و يخدمهما خدمة جليلة من خلال صنع خبرة جديدة و مستقبل واعد في فن التعامل مع الآخرين المحتاجين لمراجعة الدوائر الحكومية بين الفينة و الأخرى للحصول على خدمة ما
عفاف حلاس