كلما سألت قريبة أو صديقة أو زميلة عن كيفية قضاء العطلة و أوقات الفراغ مع أولادها تفاجئني أنها تعتذر عن اداء الزيارات الاجتماعية إلا في المناسبات وغالباً ما تقتصر على الحزينة منها …رغم انهن يقضين جل وقتهن في قراءة منشورات المئات من المجموعات فيما يسمى الواقع الافتراضي فهن يتعلمن فنون الطبخ وتصفح اخبار المجتمع وكيفية تربية الاطفال ومساعدة الكبار منهم في الدراسة من المنصات التعليمية فما الفائدة من العلاقات الاجتماعية كما تقول لي إحداهن لا يوجد سوى نقل الكلام وتبادل الاحاديث التي لا تغني ولا تسمن من جوع …فهل حقا استطاعت ثقافة التواصل الإفتراضي أن تكون بديلا عن ثقافة التواصل الحقيقي وهل استطاع الواقع الافتراضي أن يحل محل الواقع المعيش,رغم ما في مواقع التواصل من غش وزيف فقد يكون الصديق صديقة ويكون المعروف في الواقع اسما مزيفا على مواقع التواصل والعكس صحيح ,والجميل قبيحا وهكذا ,عدا عن الشعر المسروق والحبكة المسروقة في القصة والرواية فكم من شاعر حقق وجودا على مواقع التواصل ما لبس أن تعرّت اوراقه في أول وقفة واقعية على المنبر, ولعلنا متفقون على انسلاخ مدمن مواقع التواصل الاجتماعي عن محيطه البشري,خاصة وان المجموعات الافتراضية والصداقات الوهمية لن تقدر على حل مشكلة عالقة سواء مع الاهل او الجوار رغم تأمين فرص عمل كثيرة عن طريق التواصل الافتراضي ورغم التجارة النشطة ورغم الزيجات الناجحة التي تبدأ «بلايك وتعليق» إلا أن الواقع الافتراضي لن يرقى للواقع الحقيقي أبداً مهما ازداد عدد مرتاديه فهل سهولة استخدام مواقع التواصل وراء هذا الاجتياح وهل باتت الثقافة الافتراضية أےهم من ثقافة الكتاب والجريدة الورقية التي عششت رائحة حبرها في ذاكرة أجيال خلت .
المحررة
المزيد...