إلى حد مذهل طافت معظم شوارع مدينتنا العدية بالأمطار ، وخطفت أنفاس السائقين العائمين بسياراتهم في الطرقات بعد أن بدأ السيل يجرفهم يمينا وشمالاً في شوارع أصابتها تخمة البلع وسوء التصريف والتجريف عبر مجرى معين … ورسائل حية تصل للمعنيين كل مرة من موقع الحدث مع هطول المطر بغزارة تتحول فيها الطرقات إلى بحيرات يتعذر السير عليها أو معرفة ملامحها ، لكن لا مجيب لتلك الرسائل ولا أذن تسمع ولا عين تقشع ، السيارات التي انطفأت جراء السيول و الطالبات المتشبثات ببعضهن البعض خوفاً من الانزلاق والسقوط في جداول المياه الملوثة والتي جرفت معها كل ما هب ودب .
بقدر ما نستبشر الخير بهطول المطر ونبارك نزوله يبقى الهاجس مؤرقاً بطوفان الشوارع والتي تشكل مجالاً خصباً للغرق بشبر ماء … شوارع تخلو من إخلاص واحتراف القائمين عليها « والتهوين دائماً على المواطن بكلمة»عادي» تمويهاً للعيوب التي تتركها الجهات المعنية في تلك الشوارع التي كشف المطر مستورها والبؤس الذي تعانيه سوء الزفت والخدمات الأخرى فيها وصلت إلى خريف العمر بل تحمل استمارة وفاة بعد عام أو عامين على التنفيذ…
شوارعنا لا تحتاج لفك شيفرة لمعرفة مكوناتها والبنية التحتية الهشة التي تشارك فيها عدة مؤسسات من بلدية وصرف صحي ومياه وطرق في أول اختبار لها مع تساقط المطر الغزير تقود العائمين عليها إلى مصير مجهول ..
والضرورة تقتضي تواجد فرق عمل مشتركة أثناء هطول الأمطار بغزارة لتكون حاضرة باتخاذ التدابير اللازمة للحد من كارثة حوادث السير أو وصول المياه إلى داخل البيوت والمحال التجارية والحد نسبياً من تدفقها وليس دبر رأسك أنت يا مواطناً تتسوق ويا طالباً تقصد مدرستك أو خارجاً من جامعتك وموظفاً بانتظار السرفيس ونأمل إن حصل هذا وتشكلت فرق عمل وإنقاذ أن تكون استجابتهم سريعة .
العروبة – حلم شدود