«رافقتكم السلامة» عادة ما نجد هذا الدعاء الطيب مكتوبا بخط عريض على طرقات السفر لنقرأ ونتبارك به أو على أحد مقاعد البولمان أثناء السفر و ليس مهما بعد ذلك إن أكملت السفر أو أجلته قسرا المهم أن هناك من يحرص على سلامتك ولو في إعلان طرقي .. هذه العبارة الجميلة رافقتني طوال الطريق خلال رحلتي إلى دمشق حيث قضيت ثلاث ساعات متنعما بالسلامة في رحلة لا تستغرق عادة سوى ساعتين و أنا أتنقل من كراج إلى آخر ومن واسطة نقل إلى أخرى حتى كدت في مرحلة ما أتنقل سيرا على الأقدام بسبب قلة وسائط النقل العامة من بولمانات و سرافيس..
استمتعت خلالها بشروق الشمس في دمشق بعد أن رافقتني السلامة المزعومة .
وحالة جسدية ونفسية ومعنوية مزرية في كراج حمص الجديد حيث كل شيء فيه خارج المألوف باستثناء الزحمة .. زحمة البولمانات المتوقفة وزحمة الناس و زحمة أصحاب المكاتب..
وإذا صادفت مكانا شاغرا في بولمان وإذا كنت مسافرا الى طرطوس أو اللاذقية عليك أن تبدأ معركة حامية الوطيس مع سائقي السرافيس وخفة دمهم وهم يختارون ركابهم حسب لون العيون و الشعر و البشرة مع أفضلية راجحة للجنس اللطيف
طيلة الطريق كنت أتساءل بمرارة هل عجزت الجهات المعنية عن تأمين وسائط نقل مريحة للمواطنين بحيث لايشعر أحد منهم بالمهانة ؟!
علي عباس
المزيد...