زيت الزيتون غذاء مهم للمواطن وهو الحبل السري الذي يمده بالحياة ، إذ كلاهما ولد من صلب الأرض ، ووجدوا من رحم الطبيعة..
لذلك أخذ الفلاح يعتني بتلك الشجرة المباركة ليعيش من نتاجها لكنه اليوم يعيش حالة قلق حقيقية نتيجة تأخر سقوط الأمطار كما هي عادتها . كل عام ، مما يجعل حبة الزيتون تبدو صغيرة الحجم و غير ناضجة نسبياً وجافة رغم توفر الإنتاج ، يضاف إلى ذلك همّ آخر وهو صعوبة تصريف الزيت المكدس في البيوت فإلى الآن و رغم أن عملية القطاف قد انتهت عند البعض ، و البعض الآخر بات في مراحله الأخيرة لكن الجهات المعنية لم تعلن بعد عن سعر صفيحة الزيت بسعرها المقبول و المتناسب مع جهد المزارع و الذي يرضي تطلعه طيلة العام للوصول إلى ما يفي حاجته و يسترد من خلالها أنفاسه بعد أن تقطعت بسبب ارتفاع أجرة نقل المحصول إلى المعاصر و أجرة عصر الزيتون و نظراً لغلاء أجرة اليد العاملة و الجرارات التي تعمل على المازوت المستخدمة في فلاحة الأرض فقد تركت الأعشاب النامية على مساحات كبيرة تحيط بالأشجار من كل ناحية مما جعل الحريق يسرح و يمرح في أراضيه لتصبح و كأنها مشروع صحراء، ليبقى الفلاح في ظل هذه المعمعة ضائعاً بين حانا و مانا ، و هو بين صد و رد ..
فما زال الأمر يستحق التدبير و التفكير لإزالة القلق لدى المزارعين و ألا يغبن حقهم في العيش بأمان بعيداً عن أعباء الحياة القاسية التي ربما تغرقهم في بحيرة الأمل المفقود فلتفتح نوافذ الاهتمام بالمزارع و أصحاب الأراضي الزراعية من قبل المعنيين ليصل الغذاء إلى كافة المواطنين مزارعين و مستهلكين بالصورة المثالية .
عفاف حلاس