بعزيمة أبطال طالت جباههم الشمس ، وبإرادة الرجال ، نهدم أوكار الإرهاب ونكتب له الزوال .. من الغوطة الشرقية إلى الرستن والحولة وتلبيسة وقبلها دير الزور وحلب وتدمر والقائمة تطول ..
مناطق قام أبطال الجيش العربي السوري بانتزاع أشواك الإرهاب الأسود منها ، رجال احترفوا المواجهة وامتهنوا تحطيم المستحيل .. ثبتوا وتجذرت أقدامهم في أرض الوطن إلى أن جعل الله كلمتهم هي العليا , تضحياتهم أزهرت فملأت الكون عزاً وفخرا ً وكرامة ، وسيجت حدود الوطن بأطواق الياسمين لترتفع راية النصر ، وتعلن نصر سورية المعمد بدماء الشرفاء الميامين والمكلل بجراحهم الكريمة ..
هم جرحى الجيش .. جادوا فكان الجود عظيما ً بحجم وطن ، وأبلوا بلاء ً حسنا ً وكتبوا مجداً وبطولات لم ولن تنتهي ، وبقيت جراحهم تشهد أن ماقدموه ليس سوى استراحة محارب بطل.. فتحية لجيش يحمي الوطن ويسور حدوده بأجساد رجاله الأبطال …
كعادتها تتابع جريدة العروبة اللقاءات مع الجرحى الأبطال وتستمع لقصص البطولة المضمخة بطهر الدماء من رجال يقولون / نحن ريعان الأسود الشامخين.. رسمت فوق صدورنا انتصارات السنين، لتبقى سورية الغالية لون المجد الثمين ..
الجريح البطل ميشيل طنوس:
لقائي بالسيد الرئيس رفع معنوياتي عالياً
سورية هذه الأيام تكتب صفحة جديدة يسطرها جيشها بزنود رجاله الصناديد مدادها دم طاهر في كتاب المجد .. امتشق الأبطال سيفهم ونهضوا , يقينهم أن سورية أرض العطاء والخير.. بهذه الكلمات بدأ الجريح البطل ميشيل طنوس حديثه وأضاف قائلا ً :
إن مخططات الأعداء باءت بالفشل الذريع بفضل الانجازات التي يحققها رجال القوات المسلحة في ميادين القتال والتي ساهمت في تخليص أرض الوطن من دنس هؤلاء الإرهابيين المرتزقة أعوان الصهيونية والدول المعروفة بدعمها لهؤلاء المأجورين .
وكما قال السيد الرئيس بشار الأسد : ( سورية متمسكة بالهوية تمسكا ً كاملا ً ، ولايمكن أن نفكر ولو لثانية واحدة أن نقدم تنازلا ً كرمى لأعين حثالات القرن الواحد والعشرين « داعش» و« النصرة» أو أي من المسميات الأخرى, لذلك تسابق الأبطال للقتال في الصفوف الأولى ، بعزيمة وإصرار وإرادة ، ألحقوا الهزائم بهذا العدوان الإرهابي وأبدعوا في فنون الحرب , لقد شاركت الأبطال في معارك – عدرا العمالية – دوما – ضد العصابات الظلامية الضلالية .
في معارك – عدرا العمالية –، وضعت الشهادة نصب عيني ، قاتلت العصابات المجرمة بشجاعة الواثق بالنصر ,كنت لا أخاف رصاصهم ولا صواريخهم وأغامر بروحي كي أنقذ رفاقي الأبطال..
استمرت المعارك حوالي السنتين حتى تمكنا من استرجاعها بعد أن زلزلنا كيان الإرهابيين وحطمنا كل أساطيرهم المزعومة وأدواتهم الرخيصة ..
بعدها انتقلت مع الأبطال إلى دوما حيث دارت أعنف المعارك والاشتباكات ضد الإرهابيين ، إصابتي كانت بطلقة قناص في الرأس أثناء قيامي بتنفيذ مهمة .. في المشفى أجرى لي الأطباء عملية دقيقة لانتزاع الشظايا من الرأس وقد ظل بعضها داخل الدماغ لخطورة استئصالها ..
أدت الإصابة إلى شلل في الطرفين العلوي والسفلي اليساري وإلى أوجاع مستمرة في الرأس..
وكان شفاء جروحي وتحسن وضعي الصحي والنفسي عند لقائي السيد الرئيس بشار الأسد وعائلته الكريمة .. يوم 27/12/2017 , أطل بقامته الشامخة وإشراقة وجهه الملائكي .. ضمني بحنان الأب إلى صدره مطمئنا ً عن صحتي ..
استمع إلى تفاصيل إصابتي ومتابعة الأطباء لوضعي وسألني عن احتياجاتي طلبت من سيادته السماح لي بالعودة إلى أرض المعارك والشرف .. فابتسم قائلا ً : أنت بطل شجاع وإصابتك وسام فخر لك ولعائلتك ولنا جميعا ً إلا أن وضعك الصحي لايسمح بالعودة .. وفي المرة القادمة سأزورك أيها البطل في المحل الذي ستديره أنت بنفسك ..
وكما كل جريح لم يعد قادرا على تدبر أموره بنفسه .. منحني بطاقة مرافق ليساعدني في تدبير أموري واخترت أمي لهذه المهمة, وبطاقة جريح وطن ,وبطاقة تأمين صحي شامل ، حيث يزورني المعالج الفيزيائي وفق برنامج جلسات محددة ..
ومنذ حوالي الأربعة أشهر تمكنت من افتتاح محل «سمانة »يؤمن لي لقمة العيش ..
أخيرا ً أقول: الرحمة لأرواح الشهداء الأبرار الذين بذلوا دماءهم في سبيل إعلاء راية الوطن خفاقة فكانوا كما وصفهم السيد الرئيس بشار الأسد قناديل هذه الأمة ومناراتها الخالدة وقرابين الحرية والسيادة ,وهم الشعلة الساطعة بغير حدود ومشاعل النور أمام الأجيال القادمة..
الجريح البطل علي عباس :
إصابتي دليل البطولة وحب الوطن
ماذا نقول عنك أيها البطل.. مشيت في طريقك بعزم وإصرار وتخطيت بآلامك ودمك الطاهر كل المحن .. عشقت الوطن فعشق الوطن جراحك .. صمدت صمود السنديان .. آلاف الحكايا ترويها ذاكرتك ومئات القصص المكللة بغار النصر ..
ماذا نقول فيك يا علي وقد قدمت دمك الطاهر قربان وفاء وإخلاص ومحبة وتضحية ليبقى الوطن عزيزاً مصاناً .. تبقى الكلمات عاجزة عن وصفك وندع لك كل الكلام لتتحدث عن نفسك, يقول الجريح البطل علي عباس :الجيش العربي السوري أجبر العالم أجمع على الاعتراف بشجاعته …. عاهد أن يكون جديراً بحمل الرسالة وفياً للمبادئ التي تربى عليها .. صادقاً مع الشعب الذي يمده بأسباب النصر .. لن يكون إلا كما عرفه أبناء سورية وفياً للقسم الذي أقسمه أميناً على كل ذرة تراب من أرض الوطن , يبذل روحه في سبيل تحقيق النصر على الأعداء الذين يحاولون ثني سورية عن مواقفها الوطنية والقومية المشرفة وضرب نهجها المقاوم لمشاريعهم بعد أن أدركوا أنها الرقم الأصعب في معادلة تمرير مخططاتهم العدوانية المرسومة للمنطقة برمتها ..
شاركت منذ بداية الحرب على سورية بالمعارك ضد العصابات المجرمة في حمص – ادلب – حلب
إصابتي الأولى كانت في حمص – باب تدمر- , هاجمتنا عصابات الموت بوابل من الرصاص والقذائف , دارت اشتباكات عنيفة ومواجهات دامية مع المسلحين,أصبت بساق الرجل اليمنى , تمكن الأبطال من إسعافي وبعد أقل من شهر عدت إلى أرض المواجهات في باب هود ثم إلى عشيرة .
بعد ذلك انتقلت إلى معارك تحرير القصير بدأنا بالشومرية حتى البويضة الشرقية ورغم آلامي تابعت القتال حتى تحرير كل القرى ..
بعدها كلفت مع الأبطال بمهمة إلى حلب لتطهير المدينة الصناعية ( الشيخ نجار ) من العصابات الوحشية .. وكانت إصابتي الثانية في المعارك العنيفة هناك ,انهالت علينا الصواريخ وقذائف الهاون كالمطر مما تسبب بإصابتي بشظايا قذيفة هاون في منطقة الحوض , بقيت قيد العلاج لمدة ستة أشهر تم خلالها إجراء أكثر من عملية لانتزاع الشظايا .. وتابعت المهمة إلى جبل شاعر خضنا معارك التطهير من دنس الإرهاب الغاصب ثم إلى جزل وكانت إصابتي الثالثة بثلاث رصاصات في يدي اليسرى و الكبد والعمود الفقري …
تم إسعافي إلى مطار- التيفور – وأجرى لي الأطباء أول عمل جراحي بعدها نقلت الى المشفى العسكري حيث قام الأطباء بإجراء عملية للكبد وتكللت بالنجاح .. ويتابع البطل الجريح حديثه قائلا :أدت الإصابة إلى شلل نصفي سفلي وتهتك عضلات اليد واعوجاج فقرة في العمود الفقري التي تسبب لي آلاماً كثيرة .
قدمت لي الجهات المعنية بطاقة جريح حرب وبطاقة ضمان صحي ومرافق لي هي أمي
وعلاج فيزيائي .. وأحب هنا أن أقدم شكري وامتناني عبر صفحات جريدتكم للمعالج الفيزيائي الذي ساعدني وقدم لي الدعم النفسي والتشجيع للتغلب على الظروف الصحية الصعبة ، فالكلمة الطيبة قادرة على منح الإنسان القدرة على استعادة حياته وتوازنه ..
وها أنا اليوم وبعد ثلاث سنوات من إصابتي أملي كبير وقناعتي أكبر بأن لكل شيء نهاية .. إصاباتي وسام فخري .. وعنوان شجاعتي وحبي لوطني .. وما قدمته هو جزء بسيط من واجبي تجاهه ، فهو يستحق الكثير من التضحيات فنحن أصحاب حق وسننتصر …حمى الله جيشنا وقائدنا وشعبنا وأرضنا ورحم جميع الشهداء
الجريح البطل شريف يوسف
جراحنا تزيدنا إصراراً لتحقيق النصر
نسمع منهم قصص البطولة والرجولة .. أباة لا يعرفون الانكسار .. معنوياتهم وعزيمتهم عالية رغم جراحهم وآلامهم ..
بعنفوان يقهر الألم وابتسامة تزيدنا ثقة بالنصر يقول الجريح البطل شريف يوسف : نحن رجال الوطن الأشداء سنبقى ندافع عنه حتى آخر نقطة من دمائنا ضد الفكر الظلامي ، ثقتنا مطلقة بالنصر على العدوان ، جراحنا تزيدنا عزماً وإصراراً على المضي قدماً لتحقيق النصر المؤزر ..
أصبت عدة مرات أثناء مواجهة الإرهابيين ، وفي كل مرة تزيدني جراحي قوة وشجاعة على متابعة واجبي الوطني ..
إصابتي الأولى كانت في ريف دمشق ، أصيب أحد رفاقي بطلق ناري وبينما كنت أقوم بإسعافه أصبت بشظية في صدري جراء انفجار قذيفة هاون ، لكنني تمكنت من إنقاذه ، وتم إسعافنا إلى المشفى .. بعد إجراء عملية انتزاع الشظية من صدري التحقت مع الأبطال لتطهير ترابنا من رجس الإرهاب ..
إصابتي الثانية كانت في معارك جوبر بريف دمشق .. هاجمتنا العصابات المسلحة فتصدينا للهجوم بشجاعة.. قضينا على الكثير منهم و في اليوم الثاني .. انهالت علينا الصواريخ والقذائف و بقيت تحت الأنقاض لأكثر من 24 ساعة حتى تمكن الأبطال من إنقاذي وإسعافي , وبعد شفاء جراحي عدت إلى أرض المعارك ..
وتابع كلامه قائلا : إصابتي الثالثة كانت في الغوطة الشرقية بدمشق بقذيفة هاون أدت لإصابتي بشظايا في البطن واليد اليمنى, قدّم لي الأطباء في المستشفى والكادر التمريضي كل عناية ورعاية واهتمام حتى تجاوزت مرحلة الخطر ..
الإصابة الرابعة بشظايا إثر انفجار إحدى العبوات الناسفة التي زرعها إرهابيو تنظيم داعش في دير الزور لمنع تقدم الجيش العربي السوري ، أدت إلى تهتك في الفخذ الأيمن وإصابة الركبة إصابة بليغة ..
لكن بعزيمتي القوية لم أشعر لحظة بالألم أو الضعف ، وخاصة أننا ندرك أن ما يقوم به الإرهابيون هو محاولة للنيل من عزيمتنا وروح الإقدام فينا ..
إن الانتصارات على امتداد مساحة الوطن ما هي إلا تجسيد لخيار المقاومة والصمود الذي اختاره شهداؤنا الأبرار .. فرسموا لنا طريق الانتصار على المؤامرة التي تستهدف بلدنا الغالي .. وعهداً منا أن نسير على دربهم الذي رسموه لنا وسنبذل الغالي للحفاظ على الإرث الذي تركوه لنا .. سندافع عن أرضنا بكل قوتنا حتى ندحر قوى الشر والعدوان عن أرض الوطن الغالي ..
جزيل الشكر لكم جريدة العروبة على هذا اللقاء …
لقاءات : ذكاء اليوسف