عين المواطن آله تصوير حادة ، دقيقة ، حساسة ، تلتقط الحدث و تتقصى المشكلات ، ترصد المعلومات و تستجمعها بطريقة خلاقة ، لينهمك صاحبها في النقد ووضع اليد على الجرح في حياة ملأى بالمتغيرات المتلاحقة .
فكل عين ترى المشكلة بمنظارها الخاص لينسحب ذلك على تجارب الآخرين و تساهم في تلمسها و كشف ملابساتها فنفتح أعيننا جميعاً على هذه الهنات و الأخطاء في زمن بتنا فيه محاصرين بكل أنواع التجاوزات التي يمارسها البعض في ظل تغلب المنفعة الشخصية إن كان في الشارع أو في المعامل … و بين جدران الدوائر الحكومية .. في الأسواق وفي المشافي الخاصة وربما العامةو التي تتحكم جميعها في كل مفصل من مفاصل حياتنا الآنية
إذن هنا يكون دورنا قد بدأ لأننا نريد أن نخرج من سحابة ضباب ثقيل يطبق على صدورنا ليصبح المشهد أمامنا صافياً أبيض بلون الثلج في زمن الخلل الاجتماعي الذي أتاح للكثيرين التخبط و نشر الفساد أينما حلوا فهذا موسمهم و هذه فرصتهم أبوا إلا أن يقتنصوها لأنها سنحت لهم …و ما دورنا سوى الإشارة إلى مواطن الفساد و المساهمة في طرح الحلول للإصلاح لنصل إلى حياتنا المشتهاة و إلى ما يجب أن تكون على أن تكون الملاحظة منبثقة من قلب الحدث من قلب المشكلة من دون تجنّ أو اتهام غير صحيح لتحقيق شيء ما ذي قيمة كبرى فالكل من حقه التعبير عما في نفسه و الكل معني بالتفكير مهما كان موقعه في الحياة للخروج معاً من المشكلة ، لأن الكل يسعى لترميم أخاديد النقص الذي ينغص عيشنا …هي دعوة لنقاش ألم جماعي لئلا نترك أفكارنا أو ملاحظاتنا تولد ثم تموت في أرضها قبل أن تحقق الهدف .. نريد أن نثير الحلول و نوجدها عن طريق المواطن نفسه لتصل إلى المعنيين بالأمر …و بذلك ينفث المواطن بعضاً من آلامه التي باتت تملأ الفضاء و هو يود أن يهوي عليها بفأس التغيير فتنبت زهرة عند كل جرح جديد .
عفاف حلاس