كابنودس اللوزيات ..حشرة كسولة وتتسبب بخسارة عدد كبير من الأشجار؟؟…الفلاحون يضطرون للقلع في الحالات الشديدة

تعتبر حشرة كابنودس اللوزيات من أخطر الآفات التي تصيب اللوزيات و التفاحيات و غالباً ماتؤدي إلى موت الأشجار بالكامل إذا لم يتم اكتشاف الإصابة بمرحلة مبكرة نظراً لصعوبة مكافحة هذه الحشرات في المراحل المتقدمة من الإصابة , وتهاجم الأشجار المهمَلة من اللوزيات و التفاح و الإجاص و الجوز و العنب , ونظراً لوصول عدة شكاوى عن انتشارها في قرى المخرم التقت (العروبة) عدداً من الفلاحين في قرى الحراكي و جب عباس..

بعضهم يفكر بقلع الأشجار
المزارع عبد العزيز أوضح في حديثه أنه وجد هذه الدودة وآثارها على ساق شجرة اللوز و عند المراجعة و السؤال لدى الجهات الزراعية قالوا أنها تبدأ بحفر الساق حتى تفرغه وتتسبب بيباس الشجرة لاحقاً و أكدوا أن هذه الدودة تنتشر في المناطق الجافة مناخياً, و أعمل حالياً على مكافحتها و لكن لم أجد النتيجة المرجوة للأسف.
أما المزارع رمضان فذكر بأن هذه الأمراض انتشرت العام الماضي نتيجة الأجواء الحارة في المنطقة الشرقية و تأثرت أشجار اللوز بشكل كبير ومازلنا نعالجها والنتائج تحتاج إلى وقت لتظهر و مشكلة هذه الإصابات أنها معدية وتنتقل من شجرة لأخرى
في حين عبر المزارع إياد عن إصابته باليأس والملل من مكافحة الحشرات المتعددة و قال: كأن الأدوية غير فعالة بالفعل, ففي هذا الموسم اجتاح المرض معظم أشجار اللوز في بستاني وأنا أفكر بشكل جدي بقلعها واستبدالها بالفستق الحلبي…
انخفاض في الإنتاج
ومن جهته أشار المزارع منجد عن سلامة محاصيل بستانه في العام الماضي و بأنه لم يشتك من إصابة بهذه الدود و لم يجد لها أية آثار..
أما المزارع أحمد فيؤكد بأن الآثار التخريبية للدودة واضحة على معظم أشجار الزيتون بالمنطقة و لكن معظم المزارعين لايكترثون سوى بجني المحصول دون معالجة الشجرة مشيراً إلى أن المسألة بحاجة لإرشاد و توجيه من الجهات المعنية ,و اهتماما من المزارع ذاته وعدم الإصابة بالإحباط من شجرة معينة و قلعها و استبدالها بمحاصيل زراعية أخرى..
و أكد المزارع أبو محمد أن الدودة موجودة في معظم حقول الريف الشرقي للمدينة و كلما اتجهنا شرقاً كلما كان المناخ جافاً و حاراً ولذلك فإن معظم الأشجار تضررت و المحاصيل تأثرت و انخفض معدل الإنتاج فيها بشكل واضح ..
تتغذى على البراعم و النموات الغضة
و في تصريحه للعروبة ذكر المهندس عصام المصطفى رئيس شعبة إدارة الآفات بدائرة وقاية النبات بمديرية زراعة حمص بأن الاسم العلمي للحشرة هو حشرة كابنودس اللوزيات و أكثر مناطق انتشارها حالياً بمناطق زراعة اللوز في المركز الشرقي بقرى المخرم.
مشيراً إلى أن الحشرة الكاملة تظهر في شهري أيار و حزيران وتتغذى على البراعم الخضرية و الأزهار و النموات الغضة وتتزاوج في الشهر السابع وتضع بيوضها بمنطقة اتصال الساق مع المجموع الجذري أي في منطقة التاج , ثم تفقس البيوض و تعطي يرقات (ديدان) تتغذى على اللحاء و تنخر الساق وتشكل أنفاقاً بتاج الشجرة باتجاه الجذور الرئيسية وفي هذه المرحلة إذا كانت الشجرة ضعيفة وأهملت الإصابة ستؤدي حكماً لموت الشجرة ..
مشيراً إلى أن دور الإرشاديات الزراعية يبدأ قبل ظهور الحشرة إذ أن الكوادر قامت بنشر تعميم لدوائر مناطق الزراعة ليتم توزيعها على الوحدات الإرشادية و الجمعيات الفلاحية, و ذكر المصطفى أن مضمون التعميم فيه شرح واف عن ضرورة قيام الفلاح بالعمليات الزراعية من خدمة وتقليم و تسميد وري , وللأسف و بسبب غلاء تكاليف العمليات التخديمية الزراعية لا يجريها المزارعون بشكل كاف , إذ أنه من المفترض أن يتم إجراء فلاحتين على الأقل و كل عمليات التقليم و التسميد و الري ومراقبة الأشجار من انتشار الحشرات و جمعها و إتلافها وهي في طور الحشرة الكاملة و هذه العملية تساهم كثيراً في تخفيف نسبة الإصابة بالبستان..
طرق ميكانيكية و أخرى كيميائية
و أضاف: سابقاً كان يقوم المزارعون بجمع الحشرات الكاملة و وضعها بمحلول كحولي و تسليمها للإرشاديات مقابل 2,5 ليرة لكل حشرة و هو إجراء كان تشجيعياً للمزارعين للقيام بمكافحة هذه الحشرة , ولكن هذا العام تم إلغاء العمل بهذا الإجراء و لكن لايمكن أن نلغي أهمية قيام المزارع بإتلاف الحشرات التي يتمكن من اصطيادها قبل موسم التزاوج خاصة و أنها حشرة كسولة بالطيران و يمكن التقاطها بسهولة كما يمكن بهذه الفترة استخدام المبيدات الحشرية مؤكداً أن الحشرة بطبيعة الأحوال تفضل الشجرة المهمَلة , وبالتالي كلما خدّم المزارع شجرته و أرضه كلما ابتعد بستانه عن احتمال الإصابة , و عند حدوث إصابة يمكن مكافحة اليرقات بعملية سقاية بعد تشكيل أحواض على شكل صحن لكل شجرة و غمرها بالمياه و تكرر عملية التطويف مرتان إلى ثلاث مرات كل أسبوع تقريباً و بذلك يتم القضاء على البيوض و اليرقات بقطع الهواء عنها .
و أوضح أن عملية التكليس مهمة جداً ولها فوائد عدة حيث تعكس أشعة الشمس و تحمي الشجرة من وضع البيوض عليها الحشرة و بالتالي نبعد شبح الإصابة ومن الممكن وضع مصائد كرتونية الغاية منها منع ظهور الحشرة وموتها داخل المصيدة, كما يمكن استعمال المبيدات الحشرية للتربة و بالتالي القضاء على البيوض و الحشرات.
الطور الضار للحشرة الكاملة و اليرقة
وعن مواصفات الحشرة ذكر مصطفى أن الحشرة الكاملة عبارة عن خنفساء كبيرة الحجم طول الأنثى 30ملم و طول الذكر 25 ملم لونها اسود و ينتشر على جسمها بقع فضية لامعة و بخاصة على منطقة الصدر,أما اليرقة لونها أبيض كريمي كبيرة الحجم طولها حتى 6 سم عديمة الأرجل الصدر الأول متضخم يليه انخفاض ثم تدرج في قطر الحلقات حتى نهاية البطن ,و العذراء حرة لونها كريمي توجد عند ثقب الخروج محافطة بنشارة خشبية , مشيراً إلى أن الطور الضار هو للحشرة الكامل و اليرقة حيث تهاجم الحشرات الكاملة الأفرع وتتغذى عند منطقة اتصالها بحامل الورقة مما يؤدي إلى تساقط الأوراق كما تتغذى على قلف الغض و البراعم أما الضرر الرئيسي للشجرة ينجم عن اليرقات التي تحفر أنفاقها في منطقة اتصال الساق بالجذر الرئيسية تحت سطح التربة و تكون هذه الأنفاق طويلة متداخلة مملوءة بالنشارة الخشبية و هذا يؤدي إلى تهتك في قلف وخشب الأشجار المصابة وتلف الجذور و إضعاف النبات بشكل عام و تقصفه و تظهر مواد صمغية تغمر ثقب الدخول..
وعن دورة حياة الحشرة ذكر مصطفى أن للحشرة جيلاً واحداً في العام و تمضي الحشرة فصل الشتاء على شكل يرقة كاملة النمو أو عذراء أو حتى حشرة كاملة , تخرج الحشرات الكاملة في أيار وحزيران أحياناً و تتغذى على الأوراق و الغلف الغض و البراعم ثم تتزاوج و تضع البيض الذي تفقس عن يرقات تهاجم الأشجار في منطقة اتصال الساق بالجذور و تحفر أولاً في اللحاء حتى تصل إلى الخشب حيث تحفر أنفاقاً طويلة و متعرجة و مملوءة بنشارة الخشب حتى يكتمل نموها في فصل الخريف غالباً فتتحول إلى عذراء أو تبقى ساكنة بطورها الأخير حتى العام القادم…
الوقاية فعالة
مؤكداً أن العناية بالحالة العامة للأشجار من تسميد و تقليم و قلع الأشجار المهملة و اليابسة و حرقها, وري الأشجار أثناء فترة وضع البيض خلال أشهر الصيف اعتباراً من شهر أيار بمعدل مرة كل أسبوعين لأن الرطوبة العالية تؤدي لموت البيوض ..ومن المفيد استخدام المصائد الغربولية لمنع خروج الحشرات الكاملة .
ندوات مستمرة
وذكر مصطفى أنه يجب توجيه المكافحة الكيميائية لكافة أطوار الحشرة (الكاملة و البيوض و اليرقات و خاصة قبل دخولها الأشجار) ومن المفيد دهن جذوع الأشجار و المنطقة العلوية من الجذر بعجينة بوردو أوبالكلس المطفأ المضاف إليه الباراداي كلوروبنزين , كما يمكن رش الأشجار بالمبيدات الحشرية المناسبة و ذلك عند ظهور الحشرات الكالة (كلوربيرفوس _اسيتا – مبريد ) , ويمكن استخدام نصف حبة فوستوكسين عندما تكون اليرقات تحفر في الساق مما يؤدي لموت هذه اليرقات.
و أضاف: يتم على مدار العام إقامة ندوات توعوية لمختلف أنواع الحشرات التي تصيب الأشجار و المحاصيل الزراعية , ومنذ فترة قريبة و بالتعاون مع دائرة زراعة المخرم أقمنا ندوات توعوية و نحن بصدد عقد ندوة في المخرم التحتاني للتوعية بأضرار هذه الحشرة و غيرها و ضرورة الاعتناء بالأشجار بالشكل الأفضل لتحقيق ريعية اقتصادية أكبر ..
و أشار إلى أنه يوجد إصابات في قرى الريان و جروي و فطيم العرنوق و سكرة و قرى المخرم مثل أم العمد و المخرم التحتاني و أبو حكفة ,وأشار إلى أن بعض الحالات عندما تكون الإصابة بالشجرة كبيرة يضطر المزارع لقلع الشجرة و حرقها ..
أخيراً
يبقى القول (درهم وقاية خير من قنطار علاج )هو الإجراء الفعال لكل الأمراض التي ربما تتسبب بخسائر كبيرة على المستوى الفردي أو الجماعي لعدد كبير من المزارعين خاصة و أن البساتين متلاصقة و احتمال العدوى قائم ,ولابد من تعزيز التعاون بشكل أكبر بين الفلاحين و والوحدات الإرشادية و الروابط و الجمعيات الفلاحية لتمكين الفلاح في أرضه و مساعدته لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من محصوله و أشجاره المثمرة شريطة تخديمها بشكل جيد ..
نبيلة إبراهيم – محمد بلول

المزيد...
آخر الأخبار