دور هام للإنسان المدرك لقضايا وطنه في النهوض بالمجتمع

قال الفيلسوف الإغريقي أرسطو :إن سلوك المرء تعبير عن أفعاله التي اعتاد عليها والخبرة ليست نشاطا بل تعود حيث تعتبر مسألة العادات والتقاليد من الثوابت الأساسية لدى المجتمعات الإنسانية ولعلها أيضا أصبحت من المسلمات التي تحولت إلى أكثر الظواهر تحولا وتعقيدا عن غيرها من قضايا الإنسان .
والعديد من المجتمعات تحمل تصورات نمطية خاصة عن تكريس العلاقات التقليدية حيث يعود ذلك لأنماط قديمة يتم إحياؤها بوسائل متعددة ما يشكل سببا ونتيجة في آن معا لتخلف الوضع الاجتماعي عن اللحاق بركب الزمن الحضاري .
العادات هي الأمور التي اعتاد الناس على القيام بها في المجتمع، أو ضمن عائلات ومجموعات محددة، فهي كالقواعد التي تم نصها وكتابتها من قبل أشخاص معينين حتى يقوم الآخرون بتطبيقها والالتزام بها، وغالبا ما يطلق على الأمر الذي يقوم به العديد من الناس بالعادات، وتشمل العادات أي أفعال ترتبط بالحياة اليومية لمجتمع معين كعادات احترام كبار السن في المجتمعات العربية، أو عادة خلع الحذاء أثناء دخول المنزل، وغيرها الكثير من الأمثلة، وهذه الأمور لا تعتبر راسخة أو ملزما بها في المجتمع، ولكنها متعارف عليها، ويفضل الالتزام بها بقدر الإمكان.
رؤية متكاملة
ناظم البدر « مهندس « قال : إن أخطر وأقسى مأساة يواجهها مجتمعنا العربي والشباب العربي ضياع الهوية العربية ولذلك نحتاج لتحديد مفهوم واضح وصحيح لمضمون الهوية العربية ووضع رؤية متكاملة للواقع الذي يعيشه الشباب العربي ، والتركيز على المشاكل الاقتصادية ووضع الحلول لها ، والتشديد على مبدأ التسامح والتطور والانفتاح على الحضارات والثقافات المختلفة لدى الغير .
إثبات الوجود
شهد عباس « موظفة «قالت : الأمر ليس بجديد فنحن منذ الأزل نعاني من مسألة  العادات والتقاليد» كمجتمع بشكل عام وكامرأة بشكل خاص » فقد كانت ومازالت  تقيد دور المرأة في كافة مجالات الحياة ، والآن وبعد مرور سنوات قاسية نراها تقاوم لتنفض عنها غبار الحرب ولتتخلص من قيودها التي ازدادت إحكاما لتحلق بأجنحتها عالياً تاركة بصمتها في مجتمع شرقي تريد أن تثبت وبجدارة مقولة المساواة بين المرأة والرجل .
مهند صطيف « موظف «أكد أنه مستاء من الهجرة إلى الغرب وكسب الثقافة الغربية على حساب العادات والتقاليد الشرقية ، لأن الغرب تغلغل في ثقافتنا وشوهها وشكك في عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية فقال : أنا أعتبر أن وسائل الإعلام الغربية وحتى العربية المضللة مسؤولة عن تصوير الشباب العربي بأنهم غارقون بالتخلف ،لقد شوهوا صورة مجتمعنا بأن أخذوا السيئ من العادات والتقاليد واعتبروها هي أساس ما نعمل به ونحياه في طباعنا وتصرفاتنا …
حلا المصطفى « معلمة» قالت : إن الإنسان عندما يتغرب أو يهاجر يكتسب نمطاً من العلاقات المستعارة الخارجة عن عاداتنا وتقاليدنا والتي يتم إسقاطها من خلال أخذ المفاهيم المتعلقة بها من ظرف وسباق اجتماعي مغاير ويحاول تطبيقها ضمن شروط مختلفة فيقدم حلاً بعيداً عن الأصالة ، وهو حل مزيف للمشكلات التي يعاني منها المجتمع .
نادر «مدرس» قال: من الضروري مراعاة الواقع وعدم التنازل عن المبادئ الأساسية تحت أي ظرف من الظروف فالجهات المجتمعية المعنية المتسلحة بالعادات والتقاليد الجيدة ، عليها تحمل مسؤولية تحسين أوضاعنا الثقافية .
شيء مألوف
بتول العلي «إرشاد نفسي» قالت : إن العادات والتقاليد الموروثة هي من أخطر الأمور لأنها شيء مألوف وقد اعتاد عليه البشر وأصبحت تميل إليه النفس البشرية ويجتمع عليه الناس، وصعوبته تكمن في عدم القدرة على الإقلاع عنه، ومن هنا يجب أن يظهر دور الإنسان الواعي في نبذ كل ما يخالف المنطق والمعقول بل ويجب عليه أن يقوم بدور فعال في تغيير مجتمعه وحمايته لتتوافق عاداته وتقاليده مع ما يفيد المجتمع كله وكي ينشأ الأبناء كجيل قوي وينير الطريق للناس جميعا.
والتقاليد هي اعتقادات وسلوكيات متوارثة من جيل إلى آخر في المجتمع منذ فترة طويلة من الزمن، ويتبع الناس هذه التقاليد بشكل فطري وطبيعي في نشأتهم، فكل عائلة تعلم أبناءها تقاليد المجتمع الذي تعيش فيه منذ الصغر كتقليد طريقة تناول الطعام مثلا ، كذلك الأمر بالنسبة لتقاليد الزواج والمناسبات الاجتماعية المختلفة، فكل دولة أو مجتمع معروف بأمور تخصه عن الآخرين.
أخيرا
في حياتنا الكثير من الأمور التي اعتدنا على وجودها بشكل أو بآخر، رغم أن هذا الوجود كان غير مبرر في كثير من الأحوال، ولو نظرنا حولنا جيدا لرأينا أن هناك بعض الأمور التي لا يمكن أن نتخلى عنها، على الرغم من أنها أصبحت من القدم، وما عاد لها أي جذر في حياتنا اليومية على وجه الخصوص، وهذه الأمور على الرغم من قدمها، وغرابتها في أكثر الأحيان، إلا أننا اعتدناها، حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من حياتنا على الإطلاق.

المزيد...
آخر الأخبار