المغتـربون ثـروة الوطن الـواعدة … د . درويش : بلـدنا رائـد بيـن الـدول العريقة ونحن شعب حضاري أعطينـا العالـم علماً وثقافـة وحضـارة
ساهم السوريون منذ حوالي القرنين الماضيين في تقدم وتطور العالم العربي والغربي، وكان تسلط الاحتلال العثماني وجبروت ولاته سببا ً مباشراً في هجرة السوريين ومغادرتهم لذويهم وهذا مايظهر انتشار السوريين في مختلف بقاع العالم ..
عبر نقاط كثيرة تحدث الدكتور فيصل درويش عن سورية المتجددة واقتصادها الواعد في محاضرة له بثقافي حمص حيث أشار الدكتور من خلال إحصائية قدمها في جدول إلى عدد السوريين المنتشرين في العالم والذين ساهموا بنهضة واقتصاد تلك الدول ففي الولايات المتحدة يبلغ عددهم ثمانية ملايين وفي التشيلي مليون وسبعمائة وخمسون ألفا ً وفي كندا أربعة ملايين وفي البرازيل ثلاثة عشرة مليونا ً وفي المكسيك ستة ملايين والأرجنتين ستة ملايين ومئات الآلاف في معظم الدول الأوروبية والعربية وقال : إن أكبر جالية سورية في العالم تقيم في البرازيل وتقدر بسبعة ملايين من غير المنصهرين وغالبيتهم من مدينة حمص واللاذقية تليها الأرجنتين والولايات المتحدة الأمريكية ورأى أن عدد السوريين في العالم حوالي 73 مليون نسمة والمنصهرين منهم 35 مليونا ً والذين يحملون الجنسية حوالي 38 مليون نسمة ورأى أن هذ العدد الهائل من المغتربين تسيل في عروقهم الدماء السورية وأيقظت مشاعرهم الوطنية ماجرى على أرض الوطن من دمار وحرب كونية فرضت علينا كي يسلبونا وطننا وأرضنا وسيادتنا وحريتنا وقرارنا المستقل وكل ذلك من أجل الكيان الإسرائيلي وأمنه وسيطرته على المنطقة وللأسف فقد كان العرب في مقدمة الممولين والمحرضين والمشاركين في كل مايحصل في بلدنا بأوامر تصدر من واشنطن والتابعين لها من قوى الشر الاستعماري القديم كبريطانيا وفرنسا .
وقال إن الدخل الإجمالي لسورية يمكن أن يتجاوز 200 مليار دولار لكن الحرب والمقاطعة والعقوبات أدت إلى شلل في الاقتصاد السوري وتحدث عن السوريين المغتربين والمقيمين واصفا إياهم بأنهم هم الثروة الواعدة بعد كل ماحلّ بالوطن وهم عماد الاقتصاد وقريباً سنرى الحشود السورية والعلاقات السورية في كل أنحاء العالم ستتسابق للمشاركة في نهضة الوطن وإعادة بناء مادمرته الحرب التي لو حصلت في بلد في هذا الكون لجعلته بكليته خرابا ً يبابا ً .
وأضاف ننتظر من السوري المغترب الإسراع والاشتراك في إعادة إعمار بلده والمشاركة في المشاريع الاستثمارية الناجحة والرابحة كقطاع السياحة والخدمات والبنى التحتية واكتشاف مخزونات بواطن الأرض السورية التي لم تزل بكرا ً بسبر جميع المواقع المنتجة على كل شبر من الجغرافيا السورية برا ً وبحرا ً وعلى المقيم في الوطن أن يستعيد نشاطه المعهود في كافة الميادين ومواقع الإنتاج وأن يوفر الجودة في المنتج مهما كان نوعه كي يتم تسويقه في غير مكان وأن يجعل من السلعة مطابقة للمواصفات التي يطلبها ويرغب بها المستهلك وأن تكون ذات ميزات منافسة وتخضع للرقابة على الجودة وتحسينها.
وإعطاء حوافز للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي تطبق برنامج الجودة الشامل كالإعفاء الضريبي الجزئي على الأقل لعدد من السنوات وخاصة للسلع الفائقة الجودة ، علما ً أن مفهوم الجودة لايزال غير معمول به في غالبية القطاعات الاقتصادية .
رغم أن الاقتصاد السوري هو من الاقتصادات النامية لكن إمكانية إنمائه لاحدود لها .
في سنوات حرب شاملة لايمكن لأي بلد أن يشمله النمو في ظل اقتصاد حرب مدمرة خاصة وانها طالت كافة المواقع والمنشآت المنتجة – حرب كان هدفها تدمير البلد وحرمانه من كل ماتملك من ثروات بما فيها الجانب البشري وهروب رأس المال ونهب المتبقي من قبل من أرادوا خراب الوطن.
ولفت أن سورية دولة زراعية في مستوى لابأس به حيث كانت توفر حاجتها من الطعام والشراب لمواطنيها بل وتصدر الفائض إلى دول الجوار والدول الصديقة وكذلك كانت تعتمد على الصناعات الخفيفة وبعض الثروات الباطنية .
المقاطعة والعقوبات المفروضة عليها من قبل الغرب بشكل عام أخرت النمو وأثرت على مستوى حياة المواطن رغم ذلك صمدت سورية بمعدل نمو مقبول جدا ً كان يصل أحيانا ً إلى 3 %
كانت سورية تستورد القمح وبتطبيق الخطة الخمسية الأولى في ثمانينيات القرن الماضي أصبحت سورية تصدر جزءا ً من محصولها من الحبوب ويبقى لديها مخزون استراتيجي كون البلد يعتمد على مياه الأمطار
وخلص الدكتور المحاضر إلى القول
إن سورية من أكثر دول العالم القابلة لتطوير اقتصادها وبشكل قد يفاجىء العالم لما تملكه من ثروات بشرية وباطنية وفوق الأرض وموقع استراتيجي حساس يتصارع العالم بأسره على التأثير عليه واستحواذه .. نأمل أن يكون بلدنا رائدا ً بين الدول العربية نحن شعب حضاري جذوره ممتدة في عمق التاريخ شربنا من جميع المناهل الحضارية وأخذنا منها وأعطينا الكون علما ً وثقافة وحضارة وإنسانية كان العالم يجهلها فحري بنا الآن أن نأخذ ونتقن الأخذ كي نعطي العالم بسخاء وكرم مشهود لنا به.
عبد الحكيم مرزوق