(قصة مسرحية ) محاضرة تشرح تفوق الممثل الموهوب على المخرج الأكاديمي.!

ضمن نشاط المكتب الفرعي لاتحاد الكتّاب العرب في شهر تشرين الأول في حمص قدم المسرحي فرحان بلبل محاضرة بعنوان
« قصة مسرحية» تحدث فيها عن حوار شيق بين مخرج أكاديمي وممثل موهوب كل منهما يبدي وجهة نظره في جمالية طريقته في التعامل مع النص المسرحي مما جعل المخرج في نهاية المحاضرة يلغي التدريبات وينهي المسرحية .
ويبدو من خلال سياق المحاضرة أن الفنان فرحان بلبل يؤازر الممثل الموهوب في مواجهة مخرج مسرحي أكاديمي وقد دار حوار حاد بينهما انتهى بإيقاف التدريبات كما ذكرنا في واقع افتراضي من كاتب المحاضرة ليبين أن المخرج الأكاديمي عاجز عن فهم النص المسرحي وتجسيده بالجمال ذاته الذي يفعله الممثل….
الكلمة سيدة المسرح
و يبين المحاضر بأن المسرح كله منذ بداياته حتى الآن لا يزيد عن كونه كلاماً، مع أن الحدث أو الفعل له أهمية كبيرة في المسرحية فإن الكلمة هي التي تبنيه، ومع أن المخرجين في هذا الزمان يملؤون عروضهم المسرحية بكثير من الأفعال التي يمكن الاستغناء عن كثير منها لأنها بهلوانيات يحاولون بها إشغال عين المتفرج ليثبتوا أنهم مخرجون هامون، فإن الكلمة هي الأصل في كل عرض مسرحي بعيداً عن رأي كل النقاد والمخرجين والدارسين، ومع أن المخرجين في هذا الزمان يستفيدون من تقنيات خشبة المسرح المتطورة فيزحمون عروضهم بأفانينها التي تكون سخيفة في أغلب الأحيان، إلا أن الكلمة ستبقى سيدة العرض المسرحي.
ويضيف بأن الكلام المسرحي يختلف عن بقية الفنون الأدبية أنه لا يقوم بنفسه ولا يؤدي غرضه بمجرد قراءته وهذا هو الفرق بينه وبين الرواية .
شوائب النص المسرحي
 ويبين المحاضر بلبل أن شوائب النص المسرحي هو التكرار لفكرة معينة تربك النص والممثل وتؤدي إلى الملل
ويوضح أن الفن المسرحي يقوم بتقليل التواصل بين الشخصيات وأفعالها وعلاقاتها مع المتلقي استناداً إلى أن الممثل سيقوم بملء النقص وسد الفراغات. أي أن التفاصيل الجميلة في الزمان والمكان والأفعال والشخصيات تكتسب صفة العمق النفسي والإنساني من خلال الممثل وتصبح نموذجاً بشرياً يمكننا كمشاهدين أن نراه في أنفسنا أو في غيرنا.
تماما كالفرق بين الرواية والفيلم المأخوذ عنها.؟
ويثبت المحاضر فكرته هذه بتبيان الفرق بين الرواية والفيلم السينمائي المأخوذ عنها إذ تظل الرواية ذات أهمية أكبر من الفيلم الذي لن يستطيع التفوق عليها رغم استخدامه العديد من الفنون.
ثم عرض أسباب عدم قدرة السينما والتلفزيون القضاء على فن المسرح. فالمسرحية المقروءة تظل ناقصة مهما كانت عظيمة ومهما بلغت مخيلة القارئ من المقدرة على تجسيد الحدث والشخصية فإنها تعجز عن خلق نموذج الحياة،أما عندما تتحول المسرحية من صفحات الكتب إلى خشبة المسرح فإنها تصبح شيئا آخر يفوق بقية فنون الأدب ،ولهذا عجزت السينما عن القضاء على فن المسرح رغم كل التوقعات التي ظنت العكس بعد نشأة السينما وانتشارها هذا الانتشار الواسع .
كما لم يستطع التلفزيون وهو أشد أنواع الفنون تأثيراً في نفوس الناس _بجرهم إليه _ أن يضعف المسرح أو أن يخرجه من الحياة رغم أن متعته تفوق متعة السينما والمسرح معا .وقد انتصر المسرح لأنه فن موجز مختصر ولأن المتفرج في المسرح يرى الممثلين أمامه فيرى إحساسهم وتعابير وجههم .ولأن المسرح يقوم على قانون الاحتمالات وهو جوهر العمل المسرحي وأعظم جوانب الإبداع فيه عند الممثل إن كان قوياً، وعند المخرج إن كان بارعاً، وعند الناقد إن كان حصيفاً. وملخص هذا القانون أن كل نص مسرحي يحتمل عدة تفسيرات في تحليل شخصياته وأفعالها وصولاً إلى الهدف الأعلى، وفي تجريب أكثر من تفسير يمكن لنا أن نردم الهوة بين أي مخرج وأي ممثل.
بعض المداخلات أشارت إلى أن المحاضر بلبل أرادها محاضرة للدفاع عن طريقته في الإخراج،وهو بذلك ظلم المخرجين الأكاديميين و انحاز للممثل الهاوي الذي يجسده المحاضر فرحان بلبل ذاته،الذي دخل إلى عالم المسرح هاويا وعروضه تبتعد عن تقنيات خشبة المسرح ولا يزال يؤمن بالممثل الموهوب أولا وأخيراً.
وفي تصريح لجريدة العروبة تحدث عن هذا النوع من الفنون قائلاً: ألقيت شيئا عن فن المسرح وأصول أدائه إخراجا وتمثيلا في قالب قصصي قصدت به الطرافة لكي يكون ممتعا لدى المستمعين وخاصة انهم ليسوا مسرحيين في أغلبهم بل هم ثقافة عامة , لأنه يقال إذا أردت ان تتكلم فاعرف لمن تتكلم فأنا لم أتكلم إلى جمهور مسرحي او إلى عاملين في المسرح بل هم من المهتمين بالثقافة وهؤلاء يجب ان نحدثهم بطريقة مختلفة عن المسرحيين من هنا كانت هذه اللعبة كما سميناها أن الشكل القصصي خلاف بين ممثل ومخرج ومن خلال هذا الخلاف قدمت المعلومة الواجب تقديمها.
متابعة :ميمونة العلي

المزيد...
آخر الأخبار