أكدت الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية أنها بدأت مخبريا ً بمشروع زراعة الفطر المحاري ، وترى أن نجاح هذا المشروع سيمكن البيوت الريفية من تحقيق دخلا ً ثابتا ً للأسرة السورية إذا خصصت لذلك غرفة واحدة وذلك إضافة إلى مايتميز به الفطر من قيمة غذائية مرتفعة ولما يحتويه من نسبة عالية من البروتين والفيتامينات والأملاح المعدنية ، لدرجة أن الأبحاث العلمية تكتشف مزايا جديدة للفطر باستمرار ويمكن اعتباره بمثابة غذاء ودواء للكثير من الأمراض .
خاصة أن هذه الزراعة لاتحتاج إلى كلفة كبيرة ولا إلى خبرة عالية ، فمعرفة خصائص النمو والتكاثر والتنفيذ الدقيق والشامل لعناصر السلسلة التكنولوجية كفيلة بإنتاج فطر ذي مواصفات عالية ، ويمكن زراعته على مدار العام في درجة حرارة نمو بين الـ 20-25
وهنا لابد من التساؤل حول إمكانية الاستفادة من الفطر الطبيعي الذي ينشأ في كثير من الأوقات وبمساحات واسعة وكميات كبيرة تختلف من وقت لآخر ومن عام لآخر ، وحسب حالة المناخ المناسب لنموه .
العام الماضي كان الجو مثاليا ً لنمو الفطر وكانت كمياته كبيرة جدا ً، لكن من المؤسف أن فائدته كانت ضعيفة جدا ً، ونستطيع أن نؤكد أن الفائدة لم تتجاوز الخمسة بالمائة من حجمه لأن بعضه وبكميات قليلة جدا ً كان ساما ً وانتشرت الإشاعات حوله وكبرت لدرجة لم يجرؤ الناس إلا قليلا ً على تناوله .
وهكذا كانت الخسارة كبيرة جدا ً، خسارة لمادة غذائية من الطراز الممتاز والمفيدة صحيا ً إلى درجة كبيرة.
الناس يرون الفطر أمامهم ولايجرؤون على تناوله والسؤال ألا توجد وسيلة من الوسائل التي تطمئن الناس بعدم ضرره ؟
ألا يمكن استقباله لدى جهة صحية أو زراعية تؤكد عدم خلوه من الضرر؟
ألا توجد وسيلة لاستيعاب هذه الكميات الكبيرة والتعامل معها بطريقة من الطرق لحفظها وتوفيرها إلى الأوقات التي يندر وجودها فيها ، ماحدث بالنسبة للفطر حدث أيضا ً بالنسبة للكمأة السورية التي تعد بعض أنواعها أفضل أنواع الكمأة في العالم كله.
لقد كانت الكمأة موجودة في مساحات واسعة من الأرض السورية لكن الفائدة منها قليلة جدا ً مع ارتفاع أثمانها لدرجة كبيرة عالميا ً باستثناء كميات قليلة تم التعامل معها وإرسالها إلى المغتربات بناء ً على طلب المغتربين الذين يعشقون الأرض السورية وإنتاجها وماحدث العام الماضي يمكن أن يحدث هذا العام ،والفطر بدأ بالظهور منذ مدة تزيد على العشرين يوما ً ويمكن أن يستمر وجوده لأشهر فهل يستطيع المواطن السوري الاستفادة منه أو الاستفادة من الكمأة كأن تتدخل السورية للتجارة وتقدم هاتين المادتين تحت إشراف مختصين لديهم الخبرة الكافية في هذا المجال ، وبذلك يتحقق الربح مضاعفا ً والفائدة الغذائية والصحية بكلفة قليلة جدا ً .
أحمد تكروني
المزيد...