الحلـول الإسعافيـة للواقـع الخدمـي غير مجـديـة

ارتفعت وتائر التساؤلات حول الوعود التي أطلقتها اللجان الوزارية لتحسين الواقع الخدمي القائم بالمحافظة / مدينة وريفاً / رغم أن بعض هذه الوعود قد تلمس المواطن الحمصي بنتائجها انطلاقاً من انخفاض ساعات تقنين الكهرباء وصولاً إلى رغيف الخبز الذي ما زال واقعه دون المأمول ,و تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية والتنموية سواء كانت بمستوى إعادة التأهيل الخاصة بشبكة الكهرباء والمياه والصرف الصحي أم بصيانة المدارس ولا سيما في المناطق التي تم تطهيرها من رجس الإرهاب كما تلمس المواطن تحسن واقع الخدمات الصحية في مراكز المدينة والريف على حد سواء وهذا التحسن يعكس الاهتمام المتميز للحكومة بالواقع الصحي ليس في محافظة حمص فقط بل هذا الاهتمام شمل المحافظات كافة ومع ذلك ظلت تساؤلات المواطنين قائمة حيال الوعود للارتقاء بالواقع الخدمي والمعاشي كون عشرات المشاريع الخدمية والتنموية والاستثمارية ما زالت على قائمة الانتظار وعن المشاريع التي تم تنفيذها في المحافظة التقت العروبة السيد عامر خليل أمين عام المحافظة والتي حدثنا عن المشاريع التي تم تنفيذها بنسبة /100% / موزعة على أحياء المدينة – والوعر وبعض قرى المحافظة منها مشاريع صرف صحي ومشاريع تأهيل مباني حكومية وتضم القصر العدلي في الوعر وقسم شرطة الوعر ومديرية البيئة ومقسم هاتف الوعر وتأهيل شوارع منها في حي الفردوس ووادي الذهب وكرم الشامي وقرى ريف تلكلخ وايضاً قرى ريف المخرم والقرى الشرقية ومنها قيد التنفيذ ويبلغ عددها /18/ مشروعا بنسبة تنفيذ تتراوح بين 60 % إلى 90 % تضم مشاريع إنارة الشوارع في المنطقة الصناعية على طريق حماة وفي حي الوعر وفي أحياء حمص كمشاريع مد قمصان زفتية في بعض الشوارع ومشفى جامعة البعث.
واضاف خليل: بالنسبة للريف الشمالي المحرر والمتضرر فقد تم رصد مبلغ /5ر1/ مليار ونصف تم توزيعها لتأهيل البنى التحتية والمباني الحكومية على الوحدات الإدارية كما تم رصد مبلغ مليار ومئتان ألف لصالح مديرية الخدمات الفنية لتأهيل وتنفيذ مشاريع طرق للريف الشمالي و تم تكليف مباشر إلى شركة الطرق والجسور بحمص من أسبوع لتنفيذ تلك المشاريع.
هموم خدمية و تنموية ما تزال على قائمة الانتظار في عدد من المدن و البلدات و كثير منها يتعلق بتفاصيل الحياة اليومية و المعيشية للمواطنين و التي منها مشاريع خدمية كالصرف الصحي و الكهرباء و المياه و النقل تشكل الهم اليومي للمواطنين في مناطق مخالفة ,ففي كل مرة توضع الخطط و برامج العمل و تشكل اللجان للمتابعة و الدراسة و التخطيط و التنفيذ وتشتد وتائر التصريحات حولها و الزيارات المواكبة للمعنيين من وزراء و محافظين و مديري مؤسسات خدمية و تنفيذية و تبرق عيون المواطنين مع اقتراب الأمل بحلول واقعية لمشاكلهم اليومية تنهي معاناتهم و تخفف من متاعبهم إلا أن بعض الآمال ما تزال معلقة بانتظار أن تلتفت الجهات المعنية لها و تعالجها بشكل نهائي , لاسيما بعد أن اعتمدت الحكومة تشكيل لجان متخصصة لكل محافظة يرأسها وزير وتضم في عضويتها عدداً من الوزراء و المعاونين و المحافظ و المديرين المعنيين بما يعني ارتفاع سقف الاهتمام بالمشاريع الواجب تنفيذها و برامج العمل التي تتطلبها كل محافظة لحل المشكلات القائمة و الانطلاق نحو آفاق جديدة و بالفعل بدأت اللجان الوزارية المشكلة بزياراتها الاطلاعية الهادفة إلى الوقوف على مجمل القضايا الخدمية و التنموية في كل محافظة و التعرف على الصعوبات و المشكلات التي تعيق العمل و السعي لوضع الحلول المناسبة لكل حالة و متابعة تنفيذها وصولاً إلى حل كافة المشكلات و الانتقال إلى واقع خدمي وتنموي أفضل يساهم في تحسين ظروف معيشة المواطنين في مختلف المحافظات و المدن و البلدات بعد توفير الظروف المناسبة
و كان قد سبق تشكيل تلك اللجان جولات حكومية لرئيس مجلس الوزراء تم خلالها تلمس الواقع الحالي في كل محافظة و بحث تلك المشكلات مع المعنيين في كل محافظة ووضع توجهات تهدف إلى تجاوز مختلف المشكلات بالشكل المطلوب .
التأخير في الخطوات
ولدى لقائنا العديد من المواطنين في محافظة حمص قالوا: هناك جهود بذلت في سبيل تجاوز بعض المشكلات الخدمية في عدد من المدن و الأرياف كنتيجة عملية لما سبق من زيارات و متابعات مباشرة إلا أن حالة من التأخير أصابت بعض الخطوات التنفيذية و يعود سببها إلى الروتين المرهق الذي يعترض أحيانا سير التنفيذ .
المتابع للواقع الخدمي و التنموي يلاحظ تركيز معاناة المواطنين في مجال خدمات النقل الداخلي و خاصة في ساعات الذروة إضافة إلى مشكلة الطرق التي لا تزال تنتظر إعادة تسويتها و كذلك في جانب النظافة و ترحيل القمامة و غيرها من الخدمات إلى جانب مشاريع السكن المتعثرة و التي لا تزال تشهد مراسلات و كتب ما بين اتحاد التعاون السكني و الجمعيات السكنية والمؤسسة العامة للاسكان و للحديث هنا نجد انه من المهم الاشارة إلى مشروع السكن الشبابي في حمص الذي شهد عثرات مختلفة خلال مسيرة العمل أهمها المطالبات المستمرة للمكتتبين بضرورة تسديد مبالغ إضافية بنسبة وصلت إلى 30 % إلى جانب ارتفاع أسعار المساكن قبل استلامها في حين أن السعر عند الاكتتاب كان أقل بكثير وأن فروقات الأسعار ظهرت بسبب التأخير بتنفيذ المشروع ما أدى إلى تحميل المكتتبين هذه الفروقات التي قد يعجز الكثير منهم على تحملها.
مشاريع المياه
بعض مشاريع مياه الشرب تشهد تعثراً في عدد من المدن والقرى في ريف المحافظة حيث تتوارد الشكاوى عن قلة مياه الشرب وعدم انتظام ورودها ,ورغم كل الوعود والزيارات والتصريحات إلا أن الأهالي لم يحصلوا على أي من الوعود التي علقوا عليها آمالاً كبيرة .
الواقع الخدمي
وفي ريف المحافظة الشرقي والغربي والأحياء الغربية من مركز المدينة يبقى الحديث عن الواقع الخدمي متصدراً لهموم المواطنين والسكان حيث ينتظر حيي الادخار والسكن الشبابي من ينقذهما من ركام القمامة ورغم المطالبات والدعوات الملحة لتخليصهما من هذه المشكلة إلا أن أحداً لم يلمس أي تحركاً يذكر من قبل المعينين في البلدية أو المحافظة .
الواقع الزراعي
ويبقى الحديث عن الواقع الزراعي ذو شجون يرتبط بمعاناة المزارعين والعاملين في هذا القطاع الذي ما يزال يواجه متاعب مستمرة ترتبط بتوفر المحروقات وغيرها من مستلزمات الإنتاج الزراعي إلى جانب الهم الأكبر وهو عمليات التسويق التي يتحكم فيها بعض السماسرة الذين يجنون جهد الفلاح وعرقه بأقل الأثمان ليحصدوا فيما بعد الأرباح الطائلة وحتى الآن لا توجد حلول مناسبة لهذه المعاناة التي تسببت بتراجع عدد العاملين في الزراعة وبالتالي خروج مساحات كبيرة من الزراعة وتحولها إلى أراض بور , وفي الشق الحيواني تستمر معاناة المربين من ارتفاع أسعار الأعلاف ومستلزمات التربية نتيجة تحكم عدد من التجار بالأعلاف وبيعها للمربين بأسعار مرتفعة الأمر الذي تسبب بإرهاق مادي كبير وساهم في تراجع حجم العاملين في تربية الدواجن والأبقار والأغنام.
الواقع السياحي
كما أن الحديث عن الواقع السياحي في المحافظة ذا شجون يرتبط بالمقومات السياحية بين الدخل والأسعار واستغلال بعض أصحاب المنشآت السياحية وخاصة الشعبية منها في ريف المحافظة الغربي وإن كان كل هذا لاينفي أن هناك عملاً ينجز على أرض الواقع وإن هناك ما يتحقق في مختلف المجالات الخدمية والتنموية …
لنا كلمة
المواطن الذي أرهقته سنوات الحرب العدوانية وخلقت متاعب إضافية لم يعتد عليها قبل ذلك أصبح بأمس الحاجة لانجازات مادية ومعنوية وخدمية تنشله من واقعه الصعب الذي يعيشه في ظل هذه الظروف ويتطلب لحظ أولوياته الخدمية التي يجب أن تلبى من قبل الدوائر المعنية بما يخفف عنه وزر الحرب وتداعياتها…

المزيد...
آخر الأخبار