مشفى الباسل بكرم اللوز ينتظر التمويل لتطوير خدماته.. بحاجة لصيانة جهــاز تفتيــت الحصيـات و تركيب شبكـة الغـازات والمصـاعد

بعد خروج أكثر المراكز الصحية و المشافي العامة عن الخدمة مع نهاية عام 2013 و ذلك نتيجة للحرب الكونية التي تعرض لها بلدنا و الذي أدى إلى واقع صحي صعب لمدينة حمص بعد فقدان أغلب الخدمات الطبية العامة و الخاصة سارعت الحكومة إلى الاستعاضة عن هذه المشافي و المراكز ببعض المراكز و المستوصفات و العمل ما أمكن لتقديم الخدمات الطبية و ذلك في المناطق الأقل تضرراً والأكثر بعدا عن المناطق الساخنة .

وكان من أهم الإجراءات المتخذة من قبل المعنيين بالقطاع الصحي تحويل العيادات الشاملة في كرم اللوز إلى مشفى اسعافي عام 2013
هموم و إشكالات
التقينا عدداً كبيراً من الأهالي و المراجعين للمشفى و الذين تحدثوا عن ضرورة وجود أهم الخدمات الطبية التي يحتاجها المريض ومنها القثطرة القلبية – غرف العناية المشددة – غرف للعمليات وزيادة عدد الأسّرة , إضافة إلى صيانة جهاز تفتيت الحصى ووضعه في الخدمة ,و استكمال نواقص جهاز التنظير الهضمي , وأشار البعض الى وجود النقص في عدد أطباء الصدرية وغيرها …
خدمات متنوعة
نقلنا هموم ومطالب المرضى المراجعين إلى الدكتور ناصر إدريس مدير مشفى الباسل في كرم اللوز الذي حدثنا قائلا : دخل المشفى في الخدمة عام 2013 و بما أنه يقدم عددا كبيراً من الخدمات الطبية اليومية للمراجعين الذين يتوافدون و بأعداد كبيرة جدا , كان من الضروري تأمين الخدمات و استكمال أقسام المشفى لتشمل كافة الإختصاصات ووصل عدد الطوابق المضافة إلى خمسة مع ملحق .. كما نحتاج استبدال شبكة الصرف الصحي , وحفر بئر للمشفى وصيانة شبكة الغازات والمصاعد .
وأضاف : أنهت مديرية صحة حمص الدراسات المطلوبة و القيم التقديرية للأجهزة المطلوبة ,ولكن العقبة الأساسية تكمن في تأمين التمويل اللازم علما أن المشفى جاهز إنشائياً .
واقع العمل
أشار الدكتور إدريس أن المشفى يعمل بطاقة قصوى تضاهي أكبر المشافي وذلك حسب احصائيات العمل الموجودة حيث يوجد 500 حالة إسعاف يومياً و القسم يعمل على مدار 24 ساعة بكادر طبي و تمريض جيد , إضافة إلى 2000 مراجع للعيادات الخارجية بما فيها العيادة القلبية يومياً , وحوالي 500 عملية جراحية شهرياً و 350 عملية جراحية صغرى , و37000 تحليل طبي شهرياً و 7500 مراجع للمخبر شهرياً, إضافة إلى 1200 مراجع للتصوير الطبقي المحوري شهرياً ..
مشاكل و حلول
و أضاف : تم تدارك النقص بعدد أطباء الصدرية ,إضافة إلى وجود طبيب الجراحة العامة الذي يقوم بمختلف العمليات الجراحية مثل معالجة الكسور للقفص الصدري و التفجير الصدري , أما بالنسبة لجهاز تفتيت الحصى فقد تم استهلاك «الرأس الطلقي» للجهاز , مما تسبب في توقفه عن العمل واستدعى إجراء الصيانة الفورية له , ونحن بانتظار قيام وزارة الصحة باستجرار هذه القطعة « الرأس الطلقي» كونها الجهة المعنية المبرمة لعقد الجهاز , ونقوم بمتابعة الموضوع لاستكمال عمليات الصيانة أيضا , و قريبا يعود إلى الخدمة .
الدوام والأطباء المقيمين
وتابع الدكتور إدريس حديثه قائلا : نعمل في المشفى بدوام صباحي للعاملين والأطباء وكوادرنا ممتازة, وهناك جداول مناوبات وأطباء مقيمون يغطون كافة الأقسام والإسعاف على مدار الـيوم .
طموحات
وأضاف: شبكة الغازات والمصاعد والبنى التحتية ستبصر النور تباعاً حسب التمويل المتوفر, ونحن متفائلون فالمشفى يحظى بالاهتمام من مديرية الصحة .
وأشار إلى تزويد المشفى بغسالتين ونشافتين للملحق لزوم الغسيل والكوي ,والمباشرة بالبنى التحتية ,وعند الانتهاء من شبكة الغازات والمصاعد سوف يعاد تقسيم المشفى حسب وضعه النهائي على شكل أقسام ثابتة ومتكاملة, حتى نصل إلى 60 سريراً وخمس غرف عمليات جديدة ووجود طاولات جراحة وغرفتين خاصتين بجراحة القلب والقثطرة القلبية عند اكتمال مشروع المشفى بشكله النهائي .
مدير صحة حمص الدكتور حسان الجندي قال : من أولوياتنا تأمين المياه للمشفى وذلك من خلال حفر بئر, فليس من المعقول الاستمرار باستجرار المياه عن طريق الصهاريج , إضافة إلى أن الدراسات المتعلقة بالبنى التحتية وشبكة الصرف الصحي جاهزة ,بما فيها شبكة الغازات والمصاعد , ومشكلتنا عدم الحصول على التمويل اللازم,مشيرا أن التنفيذ يحتاج وقتا, وأعطى مثالا«المشفى الوطني» والذي استغرق بناؤه أربعين عاماً والعمل مستمر وكل مبلغ يتم تخصيصه يتحول إلى عمل على أرض الواقع .
مشيرا إلى أن جهاز تفتيت الحصى سيعود إلى الخدمة قريباً وبعد إنهاء الإجراءات مع المتعهد «عن طريق الوزارة» ,موضحا أن استهلاك الرأس الطلقي للجهاز هو نتيجة لكثافة عدد المرضى .
وتمنى على الأطباء الاختصاصين عدم تحويل المرضى الذين تحتاج حالتهم عمل جراحي للحصى « ولا تقبل التفتيت » إلى المشفى لإتاحة الفرصة لمريض آخر يمكن تفتيت حصياته .
منوها إلى أنه سيتم التعاقد على المادة الفلمية لجهاز الطبقي المحوري, وإلى وجود الضغط الكبير على الجهاز نتيجة للعدد الكبير من المراجعين .
المطالبات محقة ولكن
وأضاف : نعمل ما بوسعنا لتلافي أي تقصير , والمشكلة الرئيسية التي تعترضنا هي عدم وجود التمويل , إضافة إلى أن الحصار الاقتصادي على سورية منعنا من القدرة على التواصل مع الشركات المصنعة للأجهزة الطبية حتى تتم عمليات الصيانة لها وأعطى مثالا جهاز تصوير شعاعي موجود في مشفى صدد ,يحتاج إلى استبدال قطعة من الجهاز ,و صادفنا عدة صعوبات حتى استطعنا تأمينها ,والجهاز حاليا يعمل, ومن أولويات الحكومة الآن افتتاح أكبر عدد من المراكز الصحية لتقديم أفضل الخدمات للمرضى , سيما أن الأمن والأمان عاد إلى حمص بالكامل وبالتالي يجب تقديم خدمات عاجلة ,ونحن نعمل في أكثر من اتجاه وهدفنا خدمة المواطن وكل الخدمات تحتاج إلى ركائز للإقلاع بالعمل ورصد أموال وموازنة و نعمل على هذا الأساس .
أخيراً
إن القطاع العام الصحي ركيزة من ركائز وطننا الحبيب سورية وهو الجزء الأكبر الذي يعول عليه مواطننا , وهو يحتاج إلى أناس مخلصين ،والإحصائيات التي ذكرت تؤكد ما نقول وعلينا جميعاً الرقي بالخدمة والمساواة بين الناس وتوخي العدالة …
سعد الله العلي

المزيد...
آخر الأخبار