النقل بين المدينة والريف رحلة عذاب لا تنتهي…طلاب جامعة البعث وموظفوها ينتظرون وسيلة النقل طويلاً والازدحام على أشده وقت الذروة

بعد تلقي جريدة العروبة العديد من الشكاوى من طلاب وموظفي جامعة البعث , عن الاختناق المروري الكثيف في ساعات الذروة وتحديداً من الساعة السابعة والنصف صباحاً حتى الثامنة والنصف ومن الساعة الواحدة ظهراً إلى الثالثة عصراً , انطلقنا للبحث عن خفايا هذه الظاهرة الدائمة والإضاءة على هذه المعاناة بهدف التخفيف منها وإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية .

معاناة لا تحتمل
التقينا الكثير من العاملين والطلاب وأهاليهم وكانت معاناتهم تبدأ من خطوط الريف ,الأكثر تعباً وجهداً للطالب والموظف القادم من القرى يوميا والتي تتمحور في ثلاث نقاط رئيسية وهي تحكم سائقي السرافيس بهم من خلال العدد الزائد للركاب حيث يتم حشرهم بطريقة مرعبة وتقاضي أجور زائدة ومزاجية السائقين وطول خطوط الكراج -المدينة والازدحام الشديد ,والانتظار حوالي الساعة حتى الوصول إلى مكان دراستهم أو عملهم في جامعة البعث ودوائر الدولة الأخرى,ناهيك عن اضطرارهم للخروج المبكر من الدوام والتعرض لحسم جزء من راتبهم لكي يلحقوا بموعد انطلاق آخر سرفيس إلى قراهم , وبالنسبة للطلاب عدم حضور المحاضرات الأخيرة وذلك لعدم وجود وسائل نقل في الكراجات بعد الساعة الثانية ظهراً, مما يرهق الموظف ويجعله يصل إلى دوامه صباحا منهكاً من التعب والانتظار, والطالب في حالة قلق وخوف من عدم السماح له بالدخول إلى المحاضرات بعد الساعة الثامنة والربع وسماع كلمات محرجة من قبل مدرسيه ,وما يزيد الطين بلة أن الإيجارات في مدينة حمص مرتفعة جداً , فقد يصل إيجار الشقة الصغيرة والمفروشة بشكل بسيط إلى 50 ألف ليرة واتباع أسلوب الإيجار السياحي لمدة ستة شهور فقط .
رأي وإشكالات
تحدثنا مع الكثير من سائقي الخطوط الخارجية( ريف) والخطوط الداخلية (مدينة )وتمحورت الهموم حول ثلاث أمور رئيسية تتعلق بغلاء أجور الصيانة وقلة قطع التبديل و الخبرة الميكانيكية للورش ,واستهلاك المركبة لعمرها الافتراضي وندرة الحديث منها, وارتفاع ثمنها وذلك نتيجة للحصار الاقتصادي الذي يعاني منه بلدنا , وهجرة خبراء الصيانة خارج البلاد .
وأشار البعض قائلين : قد يضطر السائق للتوقف عن العمل لحوالي الأسبوع في حال الإصلاح, إضافة إلى مشكلة الوقود والوقوف ساعات طويلة أمام المحطات , وعدم الالتزام بالدور من السائقين, وفقدان الكثير من السيارات العاملة على الخطوط نتيجة التعاقد مع رياض الأطفال والمدارس الخاصة والعامة وموظفي بعض الشركات, والقدوم من الريف إلى المدينة بعدد قليل من الركاب بعد الساعة التاسعة صباحاً ,وسوء الطرقات وكثرة الحفر فيها وغلاء ثمن الإطارات والتي عمرها الفني يتناقص نتيجة لوضع الطرقات , والكثير منهم أعرب عن استيائه من هذا الوضع وقال عبارة واضحة ( كيف سنتدبر أمورنا ).
وبالنسبة لخطوط المدينة تكمن المعاناة في الانتظار الطويل ولأكثر من نصف ساعة من قبل الركاب ليأتي أحد السرافيس ,ثم التدافع والهجوم المباغت عليه والتسابق لفتح الباب والفوز بمقعد بعد طول انتظار بطريقة لا مراعاة فيها لمريض أو جريح أو حتى مسن , فالمهم هو التخلص من حالة الانتظار والازدحام ,
ومما يربك السائق ويجعله قلقا من حدوث أية مشكلة هوعدم انتظار الراكب «الوقوف النظامي للسيارة» ,ناهيك عن مزاحمة سائقي سيارات الأجرة للوقوف بنفس المكان المخصص للسرافيس .
ضغط كبير
التقينا مع العديد من عناصر المرور سواء المتواجدين في كراج الانطلاق أوعند دوار السيد الرئيس والمحاور الأربعة المتفرعة عنه, والذين يضطرون للبقاء في حالة تأهب مستمرة , وخصوصاً عند دوار السيد الرئيس, نظرا للكثير من التجاوزات التي يقوم بها بعض السائقين وبالتالي ازدياد المخالفات وربما الحوادث , أو تعطل بعض السيارات على محور الدوار والأعداد الكبيرة من الركاب والمشاة في ساعات الذروة والتي تتطلب سرعة بديهة من عنصر المرور واتخاذ الإجراء اللازم في هذه الأثناء حرصا على السلامة العامة , إضافة إلى النقص في عدد الحافلات»الباصات» العاملة خلال ساعات الذروة ,مما يتسبب بالازدحام الشديد, وقد يضطر الراكب إلى التعلق على الباب الخارجي للباص حتى لا يبقى منتظرا لفترة طويلة على الموقف ليحظى بوسيلة نقل .
وأضافوا: على لجنة السير النظر في بعض الخطوط وقدرة الاستيعاب وزيادة عدد الحافلات سواءً باصات النقل الداخلي أو الشركة الخاصة العاملة في مدينة حمص وتخصيص معاون مع السائق للتخفيف من التدافع بين المواطنين لدفع الأجرة , أو يضطرون لقبول توقف الباص حتى يقوم السائق بتحصيل الأجرة من المواطن الذي صعد من الباب الخلفي للباص , وبالتالي ضياع الوقت على الطرق حتى الوصول إلى الكراج والذي يستغرق حوالي 45 دقيقة في أغلب الأحيان …
وأشار أحد عناصر المرور إلى أنه ما زالت الشركة عاجزة عن تغطية خطوط المدينة وعدم تعاون رئيس الخط مع لجنة السير والإبلاغ عن النقص في عدد السيارات وعدم تنظيم الدور وحالة من الفوضى العامة .
مقترحات وحلول
من الأهمية بمكان إعادة دراسة كافة الخطوط من حيث سلامة الطرقات وتعبيدها وترميمها بالشكل المطلوب وردم الحفر التي تتسبب بالحوادث المرورية وتعطل المركبات, وبالنسبة للمدينة رفد خطوط الكراج- المدنية بعدد أكبر من المركبات في وقت الذروة وتخصيص معاون لباصات النقل الداخلي ومراقبة العمل بشكل جدي والتدخل السريع وإيجاد البدائل المناسبة .. .
رأي
إن تضافر الجهود والتعاون وإعطاء الأولوية للمصلحة العامة والتعلم على الالتزام والشعور بالمسؤولية والمتابعة الحثيثة لكل القضايا من قبل المعنيين ومعالجتها لحظة بلحظة كفيل بالتخفيف من المعاناة والوصول إلى عمل منجز و مثمر وتقديم الأفضل يجب أن يكون شعار كل مواطن ومسؤول للارتقاء بهذا البلد والعيش الكريم لجميع أبنائه .
سعد الله العلي – تصوير: الحوراني

المزيد...
آخر الأخبار