نبض الشارع…كـل لقمــة بغصـة

 يبدو أن تغيير الحال بات من المحال، ووعود المعنيين كلام جرايد ، وتهديد ناعم ، ولاتسأل حيالها _ أنت المواطن _ والمتأمل لواقع قرارات الليل يمحوها النهار، ماذا يحصل وكيف ولماذا يمتنع التاجر عن « الفوترة» ويصر على الاحتكار والغلاء ووضع الحصان خلف العربة , إذا كان مسؤولونا يوحون لنا بإصرارهم على صهر كل فؤوس الغلاء والبلاء والارتقاء بمعيشة المواطن ..
فإذا كانت السكة سليمة فلماذا لايمشي قطار القرارات بثقة ضمن مساره دون أن يكترث للجشعين والمتسلقين والمتزلفين خاصة وأن هذه القرارات بنيت على أسس وقواعد متينة ، ماالمانع من الحساب والعقاب.
لقمة المواطن بات متقاسموها كثر يأكلون التسعة ليعطوا المواطن العشرة، وكل لقمة بغصة ، فالغاز بالتنقيط والمواد الغذائية يتعذر على المواطن الحصول عليها بسعر مقبول والمواطن « متهم» بالتبذير والإسراف وبسياسته الاقتصادية ( الغلط ) التي جعلت التجار يطمعون به ولذلك يدعونه إلى مقاطعة اللحوم الحمراء والبيضاء والأجبان والحلويات ..
هذا المواطن المسكين ربما ظن بأن الجهات المعنية تقصد مواطنا ً غيره من مجرة أخرى لأن ما تنهيه عنه يتأهبه ولايحتاج إلى التحذير منه ولايقترب منه إلا في مناسبات رسمية و« شم ولاتذق» …
منذ أيام بدأنا نسمع باستنفار الفريق الاقتصادي للسيطرة على السوق وإيقاف الدولار عند حده، وتفاءلنا خيرا ً ، ولكن حالهم يقول: « على هامان يافرعون» لم يتمخض الجبل عن شيء يذكر، وبات حال القرارات التموينية تشبه التعليمات المشددة التي فرضت على المدارس وانتزعت هيبة المدرس، فالطرد ممنوع ، والفصل ممنوع، والعقاب ممنوع والضرب ممنوع وإذا المعلم خالف القانون فالعقاب والنقل بانتظاره، ولذلك وسع صدرك يا مدرس لاهيبة ولارهبة لك والذي يريد أن يفهم ليفهم ومن لايريد فالدروس الخصوصية بانتظاره يعني « رب ضارة نافعة» … وحال قراراتنا تقول بأنها تقف إلى صف التجار والدليل حالنا المعيشي اليوم فإذا ارتفع الدولار تحلق الأسعار وإذا نزل يقول لك التاجر لم يستقر سعره بعد يعني أن المواطن سيبقى ضحية منشار التاجر النهم في الصعود والنزول ..فالجعجعة بنزول الدولار لم يكن لها طحن على أرض الواقع ولانشرة سعرية صادرة عن وزارة الاقتصاد وحماية المستهلك تثبت الأسعار الجديدة … ومع تفاؤلنا بأن الأمور ستأخذ طريقها إلى السيطرة.. نتمنى ألا يبقى حال أسواقنا حال حمام قطعت مياهه أو « وكالة بدون بواب» على قول إخوتنا المصريين ، فالحزم ثم الحزم ..

العروبة -حلم شدود

المزيد...
آخر الأخبار