لم أتمكن من تحديد حالتي النفسية و العاطفية والصحية و خاصة السمعية…. عندما سمعت بائع البصل و بصوته المميز يضفي على لفظ البصل كل حروف المد لأسمعها و كأنه ينادي( مازوت ) بدلاً من (باصول)؟؟!!
صوته العميق في نهاية الشارع أغرقني بذكريات لم أكن أتوقع بأنني سأفتقدها يوماً ..
و لم أتوقع عندما كنت طفلة أني سأحن لصوت الحنتور و أجراس معلقة على رأس حصان أو ما شابه تجر عربة المازوت …
و لوأنني كنت أضرب بالمندل آنذاك لما كنت سأعرف بأننا سنأتي لوقت نشتاق فيه لذاك الحنتور الذي يزعج أهل الحارة في وقت القيلولة لنتزود منه ببيدونات المازوت (أيام القطعة) ….
أجل (فالبيدونات) كانت ميزة لمن هو في حال أقل يسراً , و لم تكن علامة فارقة أن تتصل بإحدى الكازيات لتأتي السيارة الكبيرة بفخامتها لتزويدك بالكمية التي تحتاجها من المازوت و التي كانت 500 لتر أو ألف لتر لايهم فالمبلغ مقدور عليه حتى لمن هم من ذوي الدخل المهدود يمكن تأمينه بجمعية بين الأصدقاء و الخلان ..
ذكرى جميلة اشتقنا إليها خاصة بعد دخولنا في متاهات حرب وحصار وضرورة تقنين المقنن و إجراءات الذكية ..
بالإضافة لحسابات تحتاج لمتخصصين في علوم الرياضيات لنتمكن من موافقة الدخل مع المصروف المضاعف عشرات بل مئات المرات …و غيرها من طلاسم حياتنا اليومية التي ما عدنا نعرف لها (أساس من راس) ..
وعلى أمل يتحقق انفراج قريب نغني مع هدى حداد – و التي تحولت إلى ذكرى جميلة أيضاً – (رزق الله ع العربيات وع أيام العربيات)
هنادي سلامة