اللهمّ ارزقني بعدد المقاهي والكافيتريات التي تفتتح يومياً ، وبعدد البيوت الأرضية التي تتحول إلى مرابع ليلية ونهارية ومنتجعات لشرب المتة والأركيلة …اللهمّ ارزقني بعدد الزبائن الذين يرتادونها في الأوقات كلها ،ويطول السلام والكلام ونفس الأركيلة وسحابات الدّخان المعطر والمعسل والمدخن.. حتى كدت أعتقد أن لنا همين هما : الجلوس أو القعود في المقاهي والكافيتريات والكلام عبر الهاتف الجوال ..
اللهم ارزقني بعدد محال خدمة الأركيلة وبيع الدخان الوطني والمستورد ، والمستورد هو الطاغي ، وهو ألوان وأشكال وطعوم ونكهات مختلفة ،والسؤال الذي يسكنني أحياناً.. كيف يستورد الدخان الأجنبي وهو ذو أسماء غربية ومنشأ غربي .. والغرب يفرض على وطني سورية حصاراً خانقاً منذ سنوات كشكل من أشكال العدوان علينا ولا يسمح لحبة – اسكربتين – أن تمر إلينا بينما تمر أطنان الدخان ؟! اللهم ارزقني بعدد محال بيع الثياب والأحذية المستعملة – البالة – واجعل دخلي المادي مناسباً لأثمان بضائعها المستوردة التي ناطحت بضائعنا الوطنية وأزاحتها عن الواجهة ، وهنا أتساءل كيف تهرب وتحشر بضائعنا الوطنية في زوايا ضيقة ، ونحن محاصرون اقتصادياً؟!!
لقد غدت زيارة البالة وخصوصاً لسيدات الجنس اللطيف هوساً يومياً ولم يعد تلبية لحاجات ضرورية ، وأصبح بعض الأزواج يلعنون – البالة – صباح مساء ، وهم يرون بضائعها تتكدس في بيوتهم كموضة أجنبية دون أن تلبس !!.
اللهم ارزقني بعدد المخالفات التموينية التي تنظمها دوريات الرقابة في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ، والتي يعلن عنها في وسائل الإعلام ،وعلى الرغم من ذلك : الأسعار .. نار يا حبيبي نار .. !! والمستهلك في دوامة لم يقع فيها بطل قصة – المحكمة – لفرانز كافكا، ففي عنوان الوزارة : حماية المستهلك ، والمستهلك معروف ولكن الحماية ممن ؟! من هو الذي سنحميه منه ، هل حدد فعلاً؟! أهو بائع المفرق ؟ هل هو بائع الجملة ؟ هل هو المستورد صاحب الشركات التجارية ؟! أهو البائع الصغير نصفعه فيطأ طىء رأسه ويشكرنا ، أم هو البائع الكبير يبتسم في وجهنا ابتسامة الذئب فتنهار أعصابنا ؟!! اللهم ارزقني بعدد تصريحات معارضات الفنادق ومنصاتها التي أصبحت نوعاً من علك الصوف أو النفخ في فقاعات الصابون رغم ثماني سنوات من الإرهاب الممنهج تكفيراً وقتلاً وتدميراً ، وارزقني بعدد الإدانات والاستنكارات العربية للاعتداءات الصهيونية على فلسطين بل على الأمة العربية ، فقد تفوقت هذه الإدانات والاستنكارات على قرارات الأمم المتحدة وتوصيات الجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي … اللهم إنك سميع الدعوات !!!
د.غسان لافي طعمة