كان يا ما كان في سالف العصر والأوان كان هناك «اختراع» اسمه كهرباء , وكنا نتنعم به قبل الحرب ونيسر أمور حياتنا ونواكب التطور والحداثة على مستوى العالم…وما زالت دول العالم قاطبة تعيش في ذلك النعيم، فبعد الحرب الكونية على بلدنا تأثر قطاع الكهرباء بسبب تعدي المجموعات الإرهابية المسلحة على محطات توليد الكهرباء والشبكة وسرقة الكابلات و النفط الذي يشغل المحطات, وعشنا أياماً مظلمة صعبة خلال ثماني سنوات.
والمفارقة أنه وبعد أن باتت الحرب وراءنا وعادت بعض محطات توليد الكهرباء للعمل وتوفرت مادة الفيول والغاز لتشغيلها وتمت صيانة الشبكات بعد تطهير القرى والأحياء من رجس الإرهاب لمسنا تراجع واقع الكهرباء هذا العام ,وبات من سيئ إلى أسوأ مقارنة بتلك السنوات العجاف ، وأصبحنا لا نرى الكهرباء إلا ومضة ولمعة وصار ذلك «الاختراع» من ذكريات الزمن الجميل سيرويه الآباء للأبناء! وباتت الظلمة هي السمة الوحيدة لحياتنا..
أسئلة كثيرة تدور في ذهن المواطن المغلوب على أمره عن أسباب هذا الانقطاع الماراثوني للتيار الكهربائي …فهل عجزت شركة كهرباء حمص عن وضع برنامج تقنين منتظم بحيث يعرف المواطن «المعتر» رأسه من قدميه ..وهل «الترددية» محصورة في بعض الشوارع والأحياء دون غيرها يعني «خيار وفقوس» !؟
سئمنا التبريرات والحجج المتعلقة بالاستجرار الزائد والحمولة الكبيرة والتعدي على الشبكة والبرد وما إلى ذلك ولابد من حل جذري لهذه المشكلة التي أدخلتنا في دوامة لها أول وليس لها آخر!
العروبة – مها رجب