بعد مراجعتي لدائرةٍ حكومية في حيٍ شعبي خرجت منها وتوجهت إلى سيارتي لأعود لبيتي ، وما إن وضعت مفتاح التشغيل في مكانه حتى انتصب أمامي رجل وبيده عصا ، لم أعره اهتمامي وأردت التحرك ، لكن هذا الشخص اقترب من السيارة أكثر ووضع يده على قبضة باب السائق بوجهٍ غاضبٍ قائلاً ومهدداً : لماذا أوقفت سيارتك هنا ؟ ألا تعلم أن هذا بيت وممنوع الوقوف بجانبه ؟ قلت : لا ، لا أعلم ذلك ، ثم إنه لا توجد شاخصة تمنع الوقوف هنا ، كررها ثانية أنه ممنوع الوقوف هنا وإلا … فهمت من الـ / إلا / أنه يهددني بالضرب لي أو لسيارتي ، وقال أتمنى عليك أن لا تعيدها مرة ثانية ، كان شخصاً سبعينياً على ما أظن ، فآثرت عدم نقاشه أكثر وسرت حيث وجهتي ، وقد تعرضت لمثل هذا الموقف أكثر من مرة وفي أكثر من مكان مماثل ، وقلت في نفسي لقد طفح الكيل ولا بد من عرض الموقف ومناقشته من خلال وسائل الإعلام ، علّنا جميعاً نتنبّه ونعرف أن هناك أشياء خاصة لنا نمتلكها وهي ضمن حدود بيوتنا ، وأشياء عامة خارجها هي ملك الجميع كاستخدامٍ مؤقت بشرط عدم الضرر ، وأنه يتوجب علينا ألّا نعتبر ما ليس لنا أنه لنا ، وأن نسلّم أن هناك أشياء عامة يحق للجميع استخدامها ضمن حدود القانون ، كارتياد حديقة عامة أو استخدام الشارع الذي هو حق للجميع سواء أكان أمام بيوتنا أو بيوت غيرنا ، فالشارع هو لوقوف السيارات إذا لم يكن هناك مانع من ذلك ، ولعبور السيارات والمشاة أيضاً000 وبهذه المناسبة لا بد من الإشارة إلى إشغال الرصيف من قِبل أصحاب المحال التجارية الذي هو للمشاة مما لا يدع مجالاً للمارة في استخدامه لهذه الغاية ، فترى بضائعهم تشغل الأرصفة وحتى جزءاً من الشارع ، إنها قضايا قد تبدو صغيرة في نظر البعض لكنها كبيرة في معانيها ومراميها ، ما أجمل أن نعرف حدودنا ولا نتجاوزها !
صالح سلمان