الحماة والكماة أنتم شهداؤنا الأبرار … أبناء الأصالة والحضارة .. اخترتم الخلود الأبدي في ذاكرة الوطن ..لتحيا بلادنا حرة عزيزة فكنتم نور الطريق الى النصر والتحرير.
قافلة تلو الأخرى تسامت الى مرتبة الصفاء الروحي .. كانوا مثالاً وقدوة في مواجهة الظلام والاستبداد.
مآثر خالدة .. بطولات عظيمة ووقفات عز وشموخ سطرت أروع قصص المجد ممزوجة بطهر الدماء ، أزهرت مزيداً من الألق والفخار وبشرت بعودة الأمان والنصر والخلاص من رجس المجموعات الارهابية الآثمة .
رجال أدوا الأمانة بصدق العهد فكانوا بحق كما وصفهم السيد الرئيس بشار الأسد / قناديل هذه الأمة ومناراتها الخالدة / الشهداء فخرنا .. كبرياؤنا بطهر دمائهم حافظوا على وطننا من شرور الارهاب ، بقوة تجذرهم وفخرهم بانتمائهم لأرضهم وبلادهم كان الانتصار . سلام عليكم في سمو مقامكم شهداء الوطن.
سلام لأجسادكم وقد تيممت بطهر التراب ليبقى الشموخ عنوان نضالكم والكرامة أساس قوتكم .
تتابع جريدة العروبة شرف اللقاءات مع أهالي من علمنا أبجدية النضال والصمود ليحيا الوطن ، تستمع لسيرة عطرة عمن سار في طريق النور والسلام .
والدة الشهيد البطل الملازم شرف علي صالح زيدو وشقيقة
الشهيد البطل الملازم شرف علي كمال نصار:
رسموا لوحة النصر الملونة بطهر الدماء
كان يدرك أنه ماض ليخلد وطنه في سفر المجد.. استشهد ليمهد الطريق لبناء غد الكرامة والأمان ، هو روح عطرة فاضت الى جنة الخلود وتركت وراءها نسيم عطر نسعد برائحته .. انهم الشهداء الأبطال الملازم شرف علي صالح زيدو والملازم شرف علي كمال نصار والشهيد الدكتور شادي عدنان زيدو ،تحدثنا السيدة دلال والدة الشهيد البطل الملازم شرف علي صالح زيدو قائلة :ضحى الأبطال بأرواحهم فكانوا فداء الوطن وقربانة وأيقونة انتصاره ، سالت دماؤهم الطاهرة في مسارب الأرض وعندما ارتوى الأديم ، فاض بالدمع خجلاً من غزارة كرمهم ونبل مواقفهم … هبوا يصدون الغدر والعدوان بقلوب لاتعرف الوجل وعيون لا تنام .. هبوا يقاتلون على امتداد ساحات الوطن ضد عصابات القتل والارهاب والاجرام التي عاثت فساداً وخراباً فيه … وقفوا في وجه المتآمرين .. قاوموا الفكر الارهابي التكفيري وأعماله الاجرامية التي لم تعرف البشرية لها مثالاً عبر تاريخها الطويل ، أسقطوهم في شر أعمالهم وأعادوهم من حيث أتوا يجرون ذيول الخيبة والخذلان ، وجعي كبير على وطني أشعر بالنقمة على من تآمر علينا و قتل الاطفال والشيوخ والشباب ، وطني سورية الجمال والقوة ، أرضها لهيب تحرق الأعداء بفضل ميامينها الابطال أسود الوغى .سأبدأ بحديثي أولاً عن الغالي على قلبي البطل علي زيدو الذي تطوع في صفوف الجيش العربي السوري للدفاع عن الوطن بقلب شجاع لا يعرف الخوف ، سلك درب الكفاح ليخلد سورية حرة أبية .
كان علي حميد السيرة ، يحبه الكبير والصغير ، قوياً مقداماً لا يهاب الموت ، عزيز النفس كريماً ، شارك البطل مع رفاقه في العديد من المعارك ضد أصحاب الفكر الظلامي وتصدى مع الأبطال للكثير من هجماتهم في العديد من المناطق ، دافعوا عن كل شبر من تراب الوطن ، بقي صامداً شامخاً حتى المهمة الأخيرة ما قبل استشهاده حيث استطاع مع رفاقه الأبطال صد تلك الهجمات وإلحاق الهزيمة بالمجموعات الإرهابية كان يقول : أنا مشروع شهيد لا تحزني يا أمي إن عدت يوماً شهيداً ، فأنا صممت على الدفاع عن وطني ضد من دمروا بيوتنا وأحرقوا أرضنا وقتلوا وفجروا ، نحن جاهزون لنقتلعهم من تراب أرضنا الطاهرة ، وأضافت بتاريخ 17/3/2015 شن الإرهابيون المجرمون هجوماً عنيفاً على إحدى نقاط تمركز الأبطال اقتحم علي ورفاقه صفوفهم واستبسلوا في المقاومة وهم على ثقة بنصرهم على هؤلاء الخونة .رسم على وجه الشمس لوحة الصمود والتصدي ، لوحة النصر الملونة بطهر الدماء ، وفي ساحة الوغى قدم نفسه فداء عزة وشرف لتبقى سورية قامة شامخة .. تشهد الأرض التي تشربت من دمه ودماء رفاقه على إقدامهم وشجاعتهم وتأديتهم لواجبهم بضمير وتفان .. كان موكب تشييع الشهيد مهيباً جاء ملفوفاً بعلم البلاد ، محمولا على أكتاف رفاق السلاح الى مسقط رأسه الأخير.
بعد استراحة شوق تأخذ أم البطل نفساً عميقاً تمسح عن وجه الشرف والإشراق دمعة حزن وتتابع :
لأنهم أعداء الحياة ، أعداء النور والعلم والثقافة والفكر والتطور والمستقبل ، لأنهم تجار سفك دم وتدمير ، لأنهم صنيعة العدو ، قامت يد الغدر بجمع شراذم حقدها من كل أنحاء العالم وصب نار غدرها رصاصا متحجراً على أبناء هذا الوطن ومنهم الدكتور شادي عدنان زيدو اختصاصي الجراحة العامة – وكان يتابع في اختصاص جراحة أطفال في حلب . وهو عمّ الشهيد البطل علي زيدو ، قتلوه بدم بارد لأنه يحمل رسالة إنسانية سامية .. وتتابع السيدة دلال: إننا من عائلة سورية الهوية واللغة والانتماء والقدوة في النضال ونفخر بما قدمنا للوطن من شهداء عربون وفاء ومحبة لأرض الخصب والنماء …
شقيقي أيضاً من رجال الجيش العربي السوري ، شاب طيب القلب ، أذكر ضحكته التي لا تفارق وجهه ، وآخر زيارة له وكأن عيونه تودعنا قال : نحن رجال الوطن كلنا اليوم جنود شجعان ،وإذا دعينا إلى الشهادة ،كلنا شهداء تعرفنا الأجيال ، لنا الشمس راية وظلال …
كان مقداماً ، حمل روحه على كفه عندما سمع صوت الوطن ينادي ، فتألق صادقاً ..وقدم روحه لتنعم سورية بالأمن والاستقرار خاض البطل علي كمال نصار عدة معارك ضد العصابات الهمجية القاتلة في أحياء حمص ونال شرف الشهادة في حي الخالدية بتاريخ 9/10/2012 عندما كان يسعف رفيقه الجريح أثناء سقوط شظايا صاروخية ..
وتضيف قائلة : الحقيقة ما أود قوله هو لا توجد لحظة فخر تعادل لحظة الحديث عن شهيد ضحى بنفسه في سبيل وطنه سورية التي تستعيد عافيتها وألقها وحضورها وتستكمل انتصارها على المشروع الإرهابي التآمري الذي عجز عن اجتياز أسوار سورية ،فأسوارها عالية وصامدة بصمود أبنائها الأباة ،الميامين الذين تعاضدوا وتكاتفوا على مرّ الأزمنة والعصور ووقفوا في وجه مشاريع الاستعمار ومخططاته وصانوا سورية العروبة والتاريخ والحضارة الإنسانية …
كل الرحمة والخلود لأرواح الشهداء الذين يمرون بصمت يضحون بأرواحهم بصمت لكننا نأبى أن يرحلوا إلا في أعراس التقدير والحب … والعهد بأن نحفظ الوطن حتى آخر نفس فينا
زوجة الشهيد البطل الملازم شرف علي ابراهيم الابراهيم :
ستبقى أبجدية الشهادة أسمى الأبجديات
لقد راهنوا أن يمزقوا وحدة سورية العروبة لكن الرجال الأبطال اختاروا درب الصمود وأقسموا أن يرفعوا علم الكرامة ،وأن يقفوا بشموخ وإباء في وجه هذه الحرب المسعورة لإعادة الحياة والطمأنينة ،مقدمين التضحيات من أجل العزة والكرامة …
من الأبطال الذين صنعوا فجر النصر بتضحياتهم الشهيد البطل الملازم شرف علي ابراهيم الابراهيم .
السيدة جمانة زوجة الشهيد تقول : نحن من يعرف أن الثمن غال لكنه لا شيء أمام أمن الوطن وأمانه،نحن من نتسابق إلى كرم الشهادة من أجل وطن منح العالم لونه ولغته وكل معانيه ،نحن من اختبرنا الزمن مراراً وتكراراً وكنّا السيف في وجه الغزاة ،وكنّا في صفحات الزمن سطوراً وملاحم في سجل الخلود ،صفحات من قصص فخر واعتزاز ،قصص ثقة بالنفس وبالنصر وانتصار لإرادة الصبر والحق والصمود على الجهل والباطل ،قصص للتاريخ والمستقبل.
وأضافت :ماذا أخبركم عن الشهيد البطل … فلو جمعت مفردات اللغة من حزن وحب واحترام وإجلال لتعبر عمّا بداخلي لما وفيت الشهيد حقه ، ولا أنصفت نبل عطائه .. تمر الأيام والسنون ولن أنسى صورته وبريق عينيه المفعمة بالإباء والشموخ وعزة النفس والروح العالية ..
عرفه رفاقه بعزة نفسه وروحه المرحة وعرفه قلبي طيباً حنوناً وخلوقاً ..
اندفع البطل علي مع رفاقه يقاتل العصابات المجرمة في ريف الرقة برجولة وإباء مجسداً معاني حب الوطن والانتماء له ، كان يقول :الوطن هو الأغلى والأجمل والحياة دون وطن لا معنى لوجودها ، ولا كرامة للإنسان دون وطن قوي يسوده الأمن والأمان .
تعرض مع الأبطال لحصار في منطقة – دبسي عفنان – من قبل العصابات المجرمة استبسلوا في صد الهجوم المتكرر على موقعهم ، صمدوا رغم المعاناة ، كان علي يخبرنا أنه والأبطال بخير ، كنا نحس من نبرة صوته على الهاتف ،السلام الداخلي والإصرار على الصمود والتصدي ومن ضحكات الأبطال وصوت أغانيهم ، لون النصر القادم ، قام مع رفاقه بمواراة الشهداء الثرى إكراماً لأرواحهم متحدياً خطر الموت في تلك المنطقة كان المجرمون يتوعدونهم بأشد العقاب والعذاب فيزيدهم ذلك إصراراً وتحدياً كان يقول لهم : ماتسمى« ثورة الربيع العربي » تغتال النبته الخضراء ، تذبح طفلاً ، تعمل على إشعال الفتنة ، «ثورتكم » طاعون أصفر ، ونحن رجال نقهر الأعادي ، ستكون نهايتكم على طريقتنا وبتوقيتنا ..
بتاريخ 16/11/2012 شنت الوحوش هجوماً عنيفاً بأعدادها الكبيرة ، أمطرت الأبطال بالقذائف والصواريخ ، أصيب البطل علي بيده ، لم يكترث لدمه النازف ، حمل سلاحه باليد الأخرى ، قاوم مع الأبطال و قتلوا عدداً من الإرهابيين المجرمين الذين ما انفكوا يحاولون الدخول إلى نقطة تمركز الأبطال ، وعندما باءت كل محاولاتهم بالفشل ، قاموا بتفخيخ وتفجير الموقع بالكامل . ارتقت روح علي وارواح رفاقه الشجعان إلى العلياء ، شهداء في سبيل الحق والوطن .. وأضافت : كزوجة شهيد لا يسعني إلا أن أنحني لطهر قلوب الشهداء ولقداسة عطائهم ، أشكر الله لأنه منحني هذا الشرف العظيم ، الرحمة والخلود لروحه ولأرواح شهداء الوطن جميعاً وأتمنى الشفاء العاجل لجرحى الجيش العربي السوري والنصر القريب لسورية ..
أولاد الشهيد يارا – منار – حلا – آية – الحسين وجهوا التحية لأبطال الوطن الذين أذهلوا العالم بصمودهم وعشقهم لتراب بلادهم وأضافوا :
أعاد الأبطال للمكان صورته الحية النابضة بالشموخ والكبرياء ، عادت إرادة الحق لتحفظ كرامتنا و سيادتنا رغم أنف الكارهين والمعتدين .. وقد أعلنها السيد الرئيس بشار الأسد للكون أجمع أننا ، لن نركع إلا لله ، ولن نسكت عن حقنا ولن نفرط بكرامتنا وسيادتنا مهما كان الثمن باهظاً ..
بين الأمس واليوم ننتقل من نصر إلى نصر ، فهنيئاً لسورية انتصاراتها المتجددة والممتدة على كل شبر من ثراها ، وهنيئاً لنا نحن أولاد الشهيد ، يكفينا فخراً وعزة أننا أولاد من عشق الشهادة ليحيا وطنه ، سنبقى طوال حياتنا عاجزين عن وصف ما يليق به فهو بالنسبة لنا كالجبل الشامخ والشجر الباسق المتجذر ، صحيح أننا افتقدنا حنانه وحبه وعاطفته ، خسرنا عوناً يهدينا ويوجهنا ، لكنها مشيئة القدر وها هي والدتنا تمدنا بالقوة والعزيمة محققة ما أراده لنا والدنا الشهيد .. الذي لولاه والشهداء لا قيمة لحياتنا ووجودنا لقد بذل الشهيد دمه فداء لتراب الوطن ، هذا الوطن الذي سيبقى منتصراً على كل الأعداء والمتآمرين وستقطع كل يد تمتد لضربه ولن يقبل إلا النصر حليفه مهما بلغت التضحيات وستبقى أبجدية الشهادة أسمى الأبجديات .
لقاءات : ذكاء اليوسف