مهنة العطارة … بعضهم ورثها أباً عن جد … و الآخر دخيل على المهنة .. تجارب مريرة لبعضهم … وللطب رأي آخر ..
انتشرت محالها بكثرة وبواجهات زجاجية كتب عليها عبارات مختلفة تشد انتباه واهتمام المواطنين عن وجود علاج لمختلف الأمراض منها السكري و العقم والصلع وقصور الكلى والتنحيف وغيرها…
وتشهد هذه المحال إقبالاً كبيراً ولاسيما في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار إضافة إلى وجود اعتقادات لدى العديد من الناس أن العلاج بهذه الطرق أفضل من العلاج بالأدوية الكيميائية..
ونجد اليوم الكثير من محال العطارة التي امتهن أصحابها هذه المهنة وأغلبهم توارثها عن آبائه وأجداده عبر بيعهم لأدوية وخلطات مصنوعة من أعشاب يتم تصنيعها دون معايير أو أسس علمية يُعتمد عليها, ولعل الاعتقاد السائد بأن تناول الأعشاب الطبية لا ينتج عنه أي أذى هو الداعم الأساسي لهذه المحال و رواج عملها … و لكن على العكس تماماً فاعتقادنا بأن الأعشاب الطبية إن لم تنفع لن تضر هو خاطىء بالمطلق , وكثيرة هي الحالات التي تناول أصحابها خلطات عشبية غير مدروسة أدت إلى إصابتهم إما بارتفاع ضغط مفاجئ أو الإصابة بطفح جلدي وغيرها من التأثيرات الأخرى ومردها لتناولهم هذه الخلطات التي قد تنفع معهم في التخفيف من الأعراض لمرض ما ولكنها تعمل على إصابته بأعراض أخرى …والسبب هو أن واصف العلاج يجهل تماماً المكونات الكيميائية للأعشاب المستخدمة في وصفته العشبية , وفيما إذا كان لها تأثير مضاد على أمراض أخرى يعانيها المريض نفسه على المدى القريب أو البعيد…
تجربة مريرة
عدد من الأشخاص تحدثوا لنا عن تجاربهم مع هذه الخلطات فمنهم من تحدث عن زيارته لهذه المحال بعد سماعه عن مدى فعالية هذه الخلطات حيث تقول أم محمود زرت أحد المحال الذي يشهد إقبالاً كبيراً من الناس وطلبت منه خلطة لمعالجة الديسك حيث قام صاحب المحل بوصف /4/ لصاقات تحتوي على خليط من الأعشاب لوضعها على مكان الألم ما أدى إلى حروق بالغة في ظهري أنساني أوجاع الديسك فسارعت بالذهاب إلى طبيب مختص بالأمراض الجلدية بعد أن دفعت مبالغ كبيرة ثمناً لهذه الخلطات…
كذلك وفاء تحدثت عن تجربتها التي كادت تودي بحياتها مع هذه المحال قائلة: راجعت أحد العطارين الذي ذاع صيته في الحي و هو يقوم ببيع خلطات مختلفة ولأمراض عديدة بعد أن أكد لي عدد من مراجعيه بأنهم لمسوا الفرق مباشرة ,ولكن ما أن بدأت بتناول الدواء حتى عانيت من هبوط شديد ومفاجىء بالوزن أفقدني القدرة على الوقوف على قدمي ….
أباً عن جد
أما أصحاب هذه المحال أو العطارون فقد أكد معظمهم أنه ورث المهنة عن والده الذي ورثها عن جده وأنهم يبيعون أنواعاً مختلفة من الخلطات المكونة من أعشاب طبية ومعظمها خلطات سحرية لها تأثير إيجابي يقومون بإعدادها بعد اطلاعهم على خصائص النباتات التي يعدون الخلطة منها…
وأضافوا قائلين: لا ننكر وجود من تعدى على المهنة طمعاً بالأرباح الكبيرة دون أن يكون لديهم أي اطلاع حول خصائص الأعشاب وهؤلاء يعدون الخلطات بشكل عشوائي..
للطب رأي آخر
أما الأطباء فقد بينوا خطورة التداوي بهذه الأعشاب موضحين أنه قد تنجح خلطة ما في علاج أحد الأشخاص لكنها قد تكون قاتلة بالنسبة لشخص آخر, ومن الضروري إقامة دورات تدريبية لكل من يرغب بممارسة المهنة تحت إشراف طبي لوزارة الصحة..
و أكدت دورية من حماية المستهلك في الأسواق بأنها تقوم بمتابعة جميع المحال أو المواد التي لا يوجد ترخيص فيها وتقوم بمصادرة جميع المواد والمستحضرات الموجودة بداخلها ويتم إغلاق المحل وإحالة صاحبه إلى القضاء المختص , باستثناء تلك المحال التي حصلت على موافقة من مديرية الصحة لأن منتجاتها مراقبة صحياً ..
أخيراً
ترتبط مهنة العطارة بصحة المواطن بشكل مباشر وهي من المهن التي تتطلب الإشراف والمراقبة لذا يتوجب على الجهات المعنية متابعتها وتنظيم عملها في ظل ظهور عدد كبير من ممارسي المهنة غير المتخصصين .
علي عباس