تحية الصباح…رجع القوافي غنائية الروح

غربال السحاب يجود غيثا , فيتسع المدى آفاقا , فتتجدد الحياة سقيا زروع ونشوة خير عميم , وتزهو النضارة تبسم ثغور أقاح وورود , ويتملى الكون سعادة حضور في مآقي السحر فياضا انتشاء خير عميم , ويروح الفرح شرفات تسرح في دنياها فساحات من سفوح وهضاب وتلول , فتغتني النفس في ارتعاشات الجمال كل اغتباط يتشاطره فهم في تذوق وسعة في امتلاء كل جمال .
هكذا تشدو القوافي على مطالع القرائح نبوغ إيثار حفاوة كرم بخير ينتظم البلاد في نبالة كل عطاء يجود به الجود كروما لها الدوالي عوالم من ثريات , مطارحها مابين شطآن وشطوط , وهي على صقيل كل بريق وضاء يزدهي به البهاء كينونة فعل يتكوثر دفاقا ما اتسع العقل وفاض الوجدان وحذق اللسان وامتلأت الأكف البيض ندى يحاكي حبات الندى في أكمام الورد والدر المنثور في حنايا المحار الساكن أيقونة في أعماق الروح.
هكذا هو رجع القوافي ترانيم على أوتار وألوان على قراطيس مابين نغم في وتر وحبور في افتتان كل لون ليتنضر النبوغ في كل علم وفن وعمل لوحات وقصائد ومقطعات وأعمالا تلامس محيى كل تشييد في بناء و إعمار في كل منجز , وقد تآخى كل عطاء بعطاء فيغدو كل لقاء نفحات طيب هو كريم لكريم . فإن الكرام للكرام عشير على منطوق كل صفاء في سمو كل خلق كريم وسداد حصافة عقل في سداد كل رأي واتزان كل موقف , وإقدام كل شهامة في رقي كل تفكير وسطوع وميض كل فكرة تستنزل كل إبداع يطرق كل أبواب الوجود فتنفتح مغاليق الدنا نوافذ , نسمات أطباقها مشبعة برؤى بكل ذهنية منفتحة مداها المدى صدى لاتزان كل قيمة لها الذرا إشراقات حضور , مابين شمس في نهار وقمر في ليل .
هو رجع القوافي في كل شجون وحنايا كل شجن يقرأ معنى الحياة حروفا وكلمات على سطور الوعي , لكأنها المجامر تفيض بالبخور في تهجد النقاء آناء الثواني في محراب الأزمان , وقد تهادت النجوى شذا على مياسم الزهر ورونق قطوف الدانيات على أغصان أماليد تنهض بها مصاطب الزروع , وتتغنى بها الضفاف المطلة على كتائب الماء النمير المثابر اجتهادا في فرح الخير مابين الأرض والإنسان لسهول معشوشبة و نفوس رحبة . رجع الصدى حضور قواف مابين إنسان في جني وآمال و أرض في اخضرار وسرح رائعات حقول في جذوة سعادة تغنيها الروح في أعماق كل جوى .
وهو رجع القوافي حذاقة كل دربة , و ألمعية كل خبرة , و إعمال كل تفكير , و ابتكار كل مهارة تنشدها الحياة مابين نباهة مداها حاجات في حيثيات حياة ومسؤولية أداء نوعي في مكامن عمل , ومعنى حضور . جناحاه مابين حرفة وهواية صوب مدونة تكتب رسالة الحياة .
أجل ! هو رجع الصدى في الألفية الثالثة حروفا تكتبها الأقلام مابين معتدين يتنفسون الشر والضغائن والخراب , و أبناء الحياة يمهرون الأرض بنجيع قلوبهم تضحيات ومآثر فداء وإعمال لخزائن الفكر في كل إعمار يهدف كل بناء , علوه صروحا لأصحاب قامات وقيم في مواجهة كل شر وكل خراب((والكون ملك العبقرية وحدها لاملك سفاح وجبار )) .
إنه رجع القوافي في أحضان الوجد سعير لظى تتقد به الجمرات مابين شوق وحنين وسارحات أصوات تنفحها أنفاس يرسمها الضوء شذرات , وتغنيها الكلمات شدوا أغنيات لتقارب سحر الطيف وقد أعياه الواقع متاعب لقاء بلقاء , من غير أن تعجز القوافي على مر تعاقب الأزمان أن تغنيه بروائع هي في صحار كل بعاد مهاد لآفاق واحات وواحات .
يا ساحر العينين يا أكحل عيناك لا أحلى ولا أجمل
أعطيك حبي دائما وأبدا وأراك في بعض الهوى تبخل
يا ساحري من كان يهوى الغوى ياشارب البحر الذي ما ارتوى.
لو كنت تدري ما لنا في الهوى عن حبنا عيناك لاتبخل

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار