البويضة الشرقية إحدى القرى التي تعرضت خلال سنوات الحرب القاسية التي مرت على بلدنا للتدمير والتخريب على أيدي المجموعات الإرهابية المسلحة قبل دحرها من قبل أبطال الجيش العربي السوري .. هذه العصابات قامت بهدم المنازل و قتل أهلها و تهجير من تبقى منها خوفا من إرهابهم ، كما قطعت الأسلاك الكهربائية و الهاتفية وسرقت محتويات وأثاث المدارس بعد أن كانت شعلة نور ينهل منها الطلاب العلم والمعرفة .. حتى الأشجار لم تسلم من حقد وشر تلك المجموعات ، و لكن القرية ستنهض من جديد بهمة أبنائها وتعاونهم ، ستعود للحياة ثانية بعد أن طهرها بواسل جيشنا من رجس الإرهاب ودنسه …
وللأسف أصبحت القرية تفتقر للكثير من الخدمات وأهمها المتعلقة بالبنى التحتية .. و من عاد من العائلات فيها تتدبر أمورها بأبسط الطرق .
اطلعت العروبة على واقع القرية و التقت رئيس البلدية فيها محمد المحمد الذي قال :
لقد عانت القرية من الإرهابيين الذين هجروا أهلها إلى القرى المحيطة بها في شنشار و ريان و حسياء و سكرة و تم تدمير ما نسبته 80 % من منازلها ..
مراكز إيواء
وأضاف : كان يوجد في البويضة الشرقية ثلاث مدارس : ابتدائية و إعدادية و ثانوية و لكنها دمرت خلال الحرب مع الإشارة إلى أنه تم تحويل المباني المدرسية إلى مراكز إيواء لضمان عودة المهجرين من أهل القرية و ذلك ريثما يتم تأهيل منازلهم و العودة إليها ، خاصة أنه يمكن الاستعانة بمباني المدرستين الابتدائية و الإعدادية كون الطلاب يدرسون في قرى قطينة و الدمينة الشرقية
وأكد رئيس البلدية أن الأبنية المدرسية جميعها قد تعرضت للتدمير والتخريب وهي بحاجة فعلية لإعادة صيانتها و تأهيلها..
ترميم وصيانة
وتابع حديثه قائلا : يبلغ عدد سكان القرية حوالي 7000 نسمة و تبعد عن مدينة حمص حوالي 27 كم و كانت القرية تستجر مياه الشرب قبل الحرب من خط جر مياه نبع التنور الذي يغذي مدينة حمص كونه يعبر أطراف القرية و مياهه عذبة وصالحة للشرب ، و الجدير ذكره أن خزان القرية الخاص بتجميع مياه الشرب لا يزال بحالة جيدة و يمكن استخدامه لهذه الغاية ، كما أن شبكة المياه الموجودة تحتاج إلى صيانة و ترميم بعض الأجزاء المتضررة و تأهيلها لتعود لحالتها الفنية الجيدة من جديد ، ولكن المشكلة في عدادات مياه الشرب و الكهرباء التي تعرضت للسرقة ..
قيد المباشرة
وأضاف : قبل الحرب كان أهالي القرية يستخدمون الحفر الفنية لعدم وجود شبكة صرف صحي و حاليا قامت البلدية باستلام المشروع لتخديم قرى الدمينة و البويضة الشرقية و اليوم نحن بانتظار المباشرة بتنفيذه من قبل المتعهد ..
سرقة الكابلات
وأشار أنه ونتيجة للأعمال الإجرامية للمجموعات الإرهابية حاليا لا يوجد تيار كهربائي في القرية حيث تم تخريب الكثير من أعمدة الكهرباء و بقي بعضها الآخر ،و لكن سرقت الكابلات و لا يوجد على الأعمدة أية أسلاك كهربائية ،كما تمت سرقة المحولة الكهربائية أيضا ..
ونوه إلى أن البلدية خاطبت الجهة المعنية و التي بينت أنه ليس بإمكانها تخديم القرية حاليا لعدم عودة جميع الأهالي إلى منازلهم ، والسكان يتمنون العودة إليها لكن مع توفر الحد الأدنى من الخدمات الضرورية ، و أوضح أنه لهذا السبب تم اقتراح أن تكون أبنية المدارس التي تعرضت للهدم كمراكز إيواء في سبيل حث كافة الجهات المعنية لتخديم القرية وخاصة فيما يتعلق بالبنى التحتية ، كما اقترح رئيس البلدية ضرورة تزويد القرية بمحولة ذات استطاعة 600 ك.ف لتغذية كامل المنازل ..
بناء مهدم
وأضاف : كان يوجد لدينا مخبز «قطاع خاص» يزود الأهالي بالخبز والمخصصات كافية ونوعيته جيدة إلا أن المجموعات الإرهابية قامت بحرق بناء المخبز و بقيت القرية دون خبز و يشتري الأهالي الموجودون حاليا الربطة الواحدة بقيمة 100 ليرة سورية تقريباً، هذا إن توفرت، إذ يوجد في القرية القليل من الأسر العائدة إليها ..
لا طرق ..!
وتابع الكلام قائلا : كل ما كان لدينا من خدمات قبل بدء هذه الحرب الظالمة كان جيدا تقريبا وكافياً إلى حد ما ، إلا أن ذيول تلك الحرب بقيت واضحة .. حتى الطريق العام المعبد و الطرق الزراعية الترابية طالتها يد الإرهاب و اليوم هي بحالة فنية سيئة ..
يعانون البرد .. و العطش .!
ويضيف : كثيراً من أهالي القرية يشتكون معاناتهم من البرد و العطش معاً .. فلا يوجد مازوت .. و لا حتى غاز .. ويلجأ أهالي القرية إلى استخدام مدافئ الحطب المهترئة لمواجهة برد الشتاء . كما يستعملون الحجارة المصطفة بجانب بعضها لصنع ما يشبه الموقد للقيام بأعمال الطبخ و الغسيل و غيره و» كأننا عدنا إلى العصور الحجرية» ، وأكد أن البلدية خاطبت الجهة المعنية لتزويد الأهالي الموجودين في البويضة الشرقية بالمازوت و أهالي قرية الدمينة أيضا و نحن بانتظار الرد منذ الشهر الماضي ..
معاناة كبيرة
وأوضح أن الأهالي اعتادوا على الاستعانة بالآبار الارتوازية المنتشرة في المزارع المحيطة بالقرية خلال فصل الصيف للحصول على المياه ، وهذه تعود لملكيات خاصة ، و لكن حاليا نحن في فصل الشتاء مما يجعل معاناة الأهالي كبيرة في تأمين مياه الشرب
المركز الصحي … مهدم
حظيت قرية البويضة الشرقية كمثيلاتها من القرى قبل الحرب بمركز صحي مزود بأجهزة و وكادر طبي وتمريضي جيد .. إلا أن الحرب أفقدتنا هذه الخدمة بعد أن تم تدمير بناء المركز بالكامل..
لا شبكة و لا أعمدة
وأوضح أنه حتى شبكة الهاتف لم تسلم من حقد و عبث أيدي تلك العصابات الإجرامية ،فقد قاموا بسرقة أكبال الهاتف الأرضي ، و قطع الأعمدة و تكسيرها ، حيث كانت القرية تتبع هاتفياً لمقسم قرية الدمينة الشرقية و كانت منازل القرية بالكامل مخدمة بالهاتف الأرضي
و اليوم للأسف لم تعد هذه الخدمة متوفرة ، و لا يوجد أبراج تغطية للهاتف الخلوي قريبة من القرية ..
المواصلات معدومة
تبعد قرية البويضة عن قطينة حوالي 5 كم و عن قرية الدمينة الغربية 4 كم و لم يخصص للقرية أية وسيلة نقل من و إلى المدينة … لذلك يضطر السكان اليوم الذهاب إلى قطينة أو إلى الدمينة الغربية ليحظى أحدهم بوسيلة نقل للوصول إلى المدينة ، و كثير منهم يستقل الدراجات النارية و لا توجد سيارات خاصة باستثناء سيارة واحدة فقط ..
الأشجار مقطوعة
وأضاف : حتى الشجر لم يسلم من الأذى ، فقد قطعت معظم أشجار الزيتون و اللوز و لم يبق منها سوى جذورها المحروقة .. اعتاد أهل القرية الاعتماد على مردود مواسم الزيتون كمصدر رزق لهم ،إضافة إلى بعض المزروعات الموسمية و اليوم لم يعد يوجد شيء ..
كلمة أخيرة
يناشد الأهالي كافة الجهات المعنية المبادرة لمساعدتهم و تقديم الدعم لهم و تشجيع من تهجر من منزله للعودة إلى القرية من خلال تأمين النقل والكهرباء والمياه والتعليم و لو بشكل مبدئي إضافة إلى تزويدهم بمخصصاتهم من مازوت التدفئة ضمانا لعودة الحياة للقرية من جديد …
نبيلة إبراهيم