تابع الكثيرون حادثة احتراق طفلتين بعد محاولتهما تقليد (اليوتيوبر )الذي ظهر في مقطع مصوّر على الشابكة وهو يحاول فرقعة حبوب الذرة بعد مزجها بالسكر ضمن علبة معدنية وإشعال النار تحتها ،الأمر الذي دفع بالطفلتين إلى تنفيذ التجربة في منزلهما وإشعال النار بطريقة خاطئة مما أدى إلى موت إحداهما وإصابة الثانية بحروق خطيرة .
هذه الحادثة وغيرها من الحوادث المؤسفة تؤكد أن أبناءنا وفي هذه المرحلة من الانفتاح المبالغ فيه على الآخر والاطلاع باكراً على عوالم أكبر من قدرات أبنائنا وأعمارهم .بحاجة وأكثر من أي وقت مضى إلى مراقبة الوالدين والاهتمام بما يشاهده أبناؤهم وما يتابعونه على الشابكة لأن تلك المشاهدات تؤثر على تفكيرهم فتختلط عليهم الأمور وهم في مرحلة عمرية غير ناضجة ولا يميزون بين الخطأ والصواب ،لذلك على الوالدين التواجد مع أبنائهم لأطول وقت ممكن والجلوس معهم ومحاورتهم ومعرفة ما يدور في أذهانهم من تصورات وأفكار ليقدموا لهم النصائح المناسبة ولتجنيبهم الوقوع في الخطأ .
وإذا كان الآباء يحرصون دائماً على تقديم كل ما يحتاجه أبناؤهم من طعام صحي ولباس أنيق ودروس خصوصية وغير ذلك من متطلبات الحياة ،فإنهم يغفلون في كثير من الأوقات تقديم جرعات الحب التي يحتاجها الأولاد لحمايتهم من الآخر المجهول وعدم إهمالهم وقضاء الوقت على أجهزة الهاتف ومواقع التواصل والانشغال عنهم والابتعاد نفسياً عن عوالمهم الصغيرة .
أبناؤنا أمانة في أعناقنا ،وهم زينة الحياة الدنيا وبهجتها ،لذلك وجب علينا رعايتهم واحتضانهم صغاراً لنفخر بهم كباراً بعد أن يصلوا إلى الضفة الآمنة ،وقبل أن تقدموا الحلوى والهدايا لهم ،قدموا لهم الحب والاهتمام لأنهم بحاجة شديدة إليهما في زمن عجيب يسير بنا نحو المجهول .
سمر المحمد