ما وراء الحدث…مصير المحتل الرحيل

مرّ على هذه البلاد محتلون وغزاة كثر ، وعبر أرضها طامعون وواهمون ، وبقيت سورية عصية على الانحناء تقاوم دون استسلام وتقدم التضحيات بسخاء حتى أدرك العالم بأسره أن مصير من يدخلونها بطريقة غير شرعية هو الرحيل عاجلاً أم آجلاً وسينكفئون على ظهورهم في لحظة يصمت فيها الباطل وتنطق بندقية الجيش العربي السوري ، وأمريكا محراك الشر والمسبب الاول للخراب والدمار في معظم أنحاء العالم تدرك جيداً أن مؤامراتها وجيوشها وأدواتها ومخططاتها الفاشلة لن تجدي نفعاً ، لأن إرادة الشعوب أقوى من أطماع المحتل.. واسألوا التاريخ .
أمريكا لا تكف عن التدخل في السياسات الداخلية للبلدان التي تطمع بالاستيلاء على خيراتها ، فهي تسعى دائماً لنشر جيوشها في كل بقعة تأمل أن تجد فيها ما يروي ظمأ أطماعها ، ويحقق لها مصالحها للحصول على الثروة الغازية والبترولية وهذا ما يفسر مسيرة العدوان الأمريكي على الأراضي السورية التي امتدت لسنوات بحجج واهية ، كانت داعش أولها ، والذريعة الأقوى لتجد أمريكا لنفسها مبرراً قوياً تدخل من خلاله قواتها وتدمر ما تشاء من المباني السكنية والمنشآت في الرقة ودير الزور ، وتوظف ميليشيات انفصالية لخدمة مشاريعها التآمرية ،وكلما واجهت فشلاً في اسلوب عدواني ما ، كانت تلجأ إلى أسلوب آخر دون أن تفهم الواقع السوري والتلاحم الشعبي الرافض للمحتل ،والمستعد في كل لحظة لإفشال أي مخطط ومقاومته بالدم والنار رفضاً للاضطهاد والاحتلال والتقسيم .
يستطيع ترامب أن يهدد بسرقة النفط السوري وأن يطلق تغريداته الحمقاء ، لكنه أبداً لا يعرف حجم ردود الفعل الممكنة على الأرض السورية لأنه رجل لايقرأ التاريخ جيداً ولا يتعلم من دروس من سبقوه ولا يدرك أن عمليات المقاومة واحتمالات المواجهة ستبقى مفتوحة وستكون نتائجها مخيبة لترامب ووبالاً على سياساته الرعناء في المنطقة .
التعنت الأمريكي يعني أن المقاومة خيار واحد لا يمكن أن يحيد عنه السوريون ،وإذا كان الأمريكيون لا يرغبون برؤية جثث جنودهم تخرج بالتوابيت من الأرض السورية فعليهم أن يسحبوا قواتهم من الأراضي السورية في أسرع وقت وألا يختبروا صبر السوريين طويلاً .
سورية هزمت داعش ، وحاربت الإرهاب نيابة عن العالم كله وعلمت العالم درساً في الصمود والتصدي وهي قادرة اليوم على طرد كل محتل وغاصب مهما بلغت قوته ، والثروات السورية حق للسوريين ويجب إعادتها الى مستحقيها ولن نسمح للأمريكي بالتنقل بين حقل نفطي وآخر وكأنه ورث هذه الحقول عن أبيه فالمقاومة خيارنا حتى استعادة كل شبر محتل من الأراضي السورية ولن يجد هؤلاء أمامهم سوى خيار الموت أو الرحيل .

محمود الشاعر

المزيد...
آخر الأخبار