تدخلت آلهة الجنون لتنقذ (جوبيتر ) من حيرته فأرشدته أن ( اصنع امرأة واعطها للرجل رفيقة ) فإنها بشمائلها المرحة الناعمة تعدل طباع الرجل وتلطف كآبته وصلفه وتحجر كيانه وإني لا أنصح المرأة بالترجل ولا الرجل بالتمرؤ …لأن من شأن ذلك تشويه الخلق وإفقاد الحياة مباهجها ، والدنيا محاسن الوجود) .
إذا سيجد الرجل ضالته في المرأة التي ستملأ وقته شغبا جميلا ومستحبا وتكون رفيقة دربه في رحلة الحياة الشاقة والمتعبة ,والمرأة مخلوق لطيف وتمتاز بعاطفة جياشة ومشاعر تتلاعب بها أرق النسمات يقول ( بتاح حوتب ) : تلطف مع زوجتك واقصد أن تجعلها أسعد امرأة في بلدها ، وبشرها ولا تنفرها ، وتحبب إليها بموافاتها بما تطلب، أما بلزاك فيقول : حياة المرأة سلسلة من المشاعر والحب والألم والتضحية .
ويقول ( بيرون ) :إن الله لم يخلق هذه الأرض إلا لذلك الإنسان الجميل الرقيق : المرأة، ومن أجمل طباع الرجال الثناء على ما تصنعه المرأة من أشياء جميلة فيحفزها ويجعلها أكثر إقبالا على الحياة برمتها، يقول روكفلر : (كل شيء حسن من حولي هو من صنع امرأتي ). ومن جماليات الحياة أن يتكامل دور الزوج والزوجة وألا تستغل المرأة حب الرجل لها ومن ثم تقوده ،يقول برنارد شو : المرأة ظل الرجل عليها أن تتبعه لا أن تقوده وهذا في إطار ألاّ تترجل المرأة , وهذا يقودنا إلى قول أحد الحكماء عندما سئل عن صفوة تجاربه في الحياة فقال : عاديت الأيام فلم أر أعدى من نفسي ، وصاحبت الشجعان والسباع ،فلم يغلبني إلاّ صاحب السوء ، وصارعت الأقران ، فلم أر أغلب من المرأة السليطة .
وللمرأة دور عظيم في صون الأوطان وحمايتها إن كان من خلال تربية أبنائها تربية وطنية حيث ترضعهم حليب العز ، والشرف ، والكرامة ، فيستبسلون في الدفاع عن أوطانهم أو أن يرافقن الجيوش في القتال وهذا ما كان يحصل عبر التاريخ ويروى أنه قد انكسر جيش فرنسي في إحدى المعارك الحربية ، وتراجع حتى وصل أبواب المدينة ، فهبت النساء إليه كاشفات الصدور يصرخن: مزقونا بسيوفكم ، ولا تلحقوا العار بنا ، .فارتدوا يقاتلون حتى انتصروا . وهذا جانب من جوانب بنيتها النفسية . وهذا يعيد إلى الأذهان دور النساء السوريات عبر التاريخ في صناعة الكثير من الانتصارات ولدينا شاهد قريب وما زلنا نعيش فصوله وهو الانتصار العظيم الذي حققته سورية على كل دول الشر في الدنيا من خلال أبنائها الأبطال الذين أعادوا كتابة التاريخ بما يتوافق وتربية النساء السوريات لهم وهو الانتصار المعجزة وهو انتصار ستقف عنده الأجيال والشعوب كلها. وما علينا إلا أن نحسن تربية بناتنا على ما تعلمناه من قيم فاضلة وأخلاق حسنة فهن المدارس التي ستتعلم فيها الأجيال أبجديات صناعة الأمجاد والتاريخ .
شلاش الضاهر