حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات … دعم ريادة الأعمال وتشجيع المشاريع الجديدة

تعتبر حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات خطوة هامة تجاه الجيل الشاب الباحث عن فرصة عمل مناسبة حيث توفر له الحاضنة كافة مستلزمات الدراسة وتقدم له الدعم اللوجستي اللازم لتطوير بحثه وتحويله إلى فرصة عمل حقيقية ، وللاطلاع على آلية عمل الحاضنة التقت صحيفة العروبة الدكتورة لودا علي مديرة حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات في جامعة البعث .

حل مشاكل الشباب
الدكتورة لودا بينت أن حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات هي مشروع غير ربحي مشترك بين الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية وجامعة البعث ، هدفه الأساسي دعم ريادة الأعمال والتركيز على تشجيع انطلاق المشاريع الاقتصادية الجديدة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات والمساهمة في حل مشكلة الشباب العاطلين عن العمل والباحثين عن الأعمال المناسبة .
ريادة الأعمال
ريادة الأعمال بشكل عام هي عبارة عن نقل المصادر الاقتصادية من إنتاجية منخفضة إلى إنتاجية عالية ، أما ريادي الأعمال فهو الإنسان المبدع الذي يبني عملا ً متميزا ً من لاشيء.
دعم ريادة الأعمال
تنبع فكرة الاحتضان incubation من كون ريادي الأعمال يحمل فكرة جديدة ومبدعة ولكنه لا يمتلك رأس المال أو الخبرة الكافية في مجال إدارة الأعمال والتقانة لإنشاء عمله الخاص وهذا ما تعمل على تسهيله حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات فالحاضنة تقدم حزمة متكاملة من الخدمات والتسهيلات والآليات المساندة والاستشارة التي توفرها لمرحلة محددة من الزمن ، لها خبرتها وعلاقاتها مع العديد من المستثمرين الذين يرغبون بتبني أفكار الشباب الواعدة ودعمها إذا كانت تستطيع تقديم قيمة مضافة إلى سوق العمل ومجتمع المعلوماتيين .
رسالة الحاضنة
وبينت الدكتورة علي أن الحاضنة تتبنى رسالة دعم إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة في مجال تقانة المعلومات والاتصالات ، وتقدم منتجات ذات طابع ابتكاري يحمل قيمة مضافة إلى صناعة تقانة المعلومات والاتصالات في سورية والعالم .
أهداف الحاضنة
وعن أهداف الحاضنة أشارت علي أنها تتجلى في 4 نقاط هي :
نشر روح ريادة الأعمال بين الشباب من ذوي الكفاءات والخبرات في مجال تقانة المعلومات والاتصالات ,وتزويد رواد الأعمال من الشباب المعلوماتيين بالمهارات والخبرات اللازمة للدخول إلى سوق العمل والمنافسة فيه,وتوفير البيئة العلمية والفنية من خبراء ومستشارين وبنية تحتية لرواد الأعمال المعلوماتيين لإنشاء مشاريعهم الاستثمارية ومنحها فرص نجاح عالية .
دعم تحويل الأفكار المبتكرة والمتميزة إلى منتجات استثمارية تسهم في رفع سوية صناعة تقانة المعلومات والاتصالات في سورية .
الهدف طلاب الجامعات السورية
الجامعات في سورية هي مراكز الأبحاث العلمية الطلابية التي تنشأ عنها البرامج التنموية بعد تطويرها وجعلها تتناسب مع الواقع الخدمي ولكنها لم تبصر النور لعدة أسباب أبرزها الأسباب المالية ولكن بوجود الحاضنة أصبح هناك أمل لنجاح العديد من المشاريع والأفكار المميزة لتصبح كبيرة ومفيدة .
المشاريع التي تتبناها الحاضنة
وحول ذلك قالت :أي مشروع صغير أو متوسط في مجال تقانة المعلومات والاتصالات يمتلك مقومات النجاح
1-فكرة ذات جودة وجدية
2-قدرة على الاستمرار بالسوق
3-تقييم صاحب المشروع وقدرته على تنفيذ المشروع وإدارة وإطلاق شركته الناشئة .
تقييم أفكار المشاريع
وأشارت إلى أن المشاريع التي تقدم للاحتضان يتم الكشف عليها من قبل لجنة تضم خبراء في إدارة الأعمال ومجال تقانة المعلومات والاتصالات حيث تقوم اللجنة بمقابلة صاحب المشروع وتناقش فكرة المشروع معه وتقيم إمكانياته قبل قبوله بالحاضنة .
التقدم للاحتضان
وعن آلية تقديم المشاريع والأبحاث للاحتضان بينت الدكتورة علي أنه يمكن للراغبين بالاحتضان التقدم بطلب احتضان وإرساله إلى حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات مباشرة أو عبر البريد الإلكتروني للحاضنة .
شروط الاحتضان
المتقدم للاحتضان ( رئيس فريق العمل ) ,عربي سوري أو من في حكمه,لا يقل عمره عن 18 سنة ولا يزيد عن 35 سنة ,حائز على الشهادة الثانوية على الأقل ، وتعطى الأولوية لحملة الشهادات الأعلى وخاصة في اختصاصات تقانة المعلومات والاتصالات والمجالات المرتبطة بها .
المشروع المرشح للاحتضان
وعن معايير قبول المشروع المرشح للاحتضان بينت الدكتورة علي أنه من الواجب أن تتوافر عدة شروط في المشروع منها :
أن يتوافق المشروع مع أهداف الحاضنة ومتعلقا بتطوير أو استخدام تقانة المعلومات والاتصالات , و يوظف المشروع أفكارا أو مفاهيم جديدة أو مبتكرة أو يقدم قيمة مضافة , وأن يمتلك صاحب المشروع المؤهلات اللازمة لتطويره والبدء بتسويقه خلال مرحلة الاحتضان,أن يكون للمشروع استدامة في سوق العمل وأن يحقق عائدا ماديا يضمن استمرار نجاح المشروع بعد التخرج من الحاضنة .
فترة احتضان المشروع
احتضان أولي : من شهرين إلى أربعة أشهر حيث يكون القبول فيها اعتمادا ً على فكرة المشروع فقط وقابليتها للنجاح والاستمرار ولا يتوقع من صاحب الفكرة إعداد خطة عمل أو دراسة جدوى اقتصادية أو خطة تسويقية .
خلال هذه المرحلة يخضع المحتضن لعدة دورات تدريبية :
1-مبادئ الإدارة الإستراتيجية
2- مبادئ في إدارة المشاريع
3- كيفية وضع خطط العمل
4- مبادئ في التسويق ودراسة السوق
5- بعض القضايا القانونية التي تخص إنشاء الشركات
6- بعض المواضيع التي تهم المحتضنين مثل حماية الملكية الفكرية
من خلال هذه الدورات التدريبية يقوم ريادي الأعمال بمساعدة إدارة الحاضنة بتطوير خطة العمل التي تقدم للجنة في المرحلة المقبلة
ويكون التقييم للمشاريع المقدمة بناء على خطة العمل التي طورها المحتضن خلال مرحلة الاحتضان الأولى ويتمتع المحتضن خلالها بكل الخدمات ، الاستشارات ، التدريب ، مشاركة في المعارض والندوات والاستفادة من علاقات التعاون التي تقيمها الحاضنة بالإضافة إلى المكان الذي يعتبر استراتيجيا ً وسط جامعة البعث والتجهيزات الضرورية وخدمات الانترنت والاتصالات .
تخرج المشروع من الحاضنة
وعن كيفية خروج المشروع المحتضن أوضحت أنه عند استعداد المحتضن للخروج من الحاضنة بعد انتهاء مدة احتضانه حيث تعمل الحاضنة على :
1-استمرار التواصل مع المتخرجين عن طريق مشاركتهم بنشاطاتها واستفادتهم من الاستشارات والتدريب الذي يحتاجونه بعد التخرج .
2- تشجعهم على الانتساب إلى منتدى صناعة البرمجيات في الجمعية السورية العلمية .
3- برنامج قروض صغيرة للمحتضنين عند تخرجهم لتساعدهم على مواجهة أعباء تكاليف التأسيس لمقرات أعمالهم .
4 مشاريع محتضنة
وعن المشاريع الموجودة حاليا في حاضنة تقانة المعلومات والاتصالات بينت الدكتورة علي أنه يوجد في الحاضنة 4 مشاريع محتضنة هي :
مشروع ( We Hear ) :
مجموعة من الخريجين والجامعيين باختصاصات معلوماتية وطبية يعملون على تقديم الدعم النفسي عن بعد بتطبيق موبايل وموقع انترنت .
مشروع ( DMA ) :
خدمات طبية بتشخيص المرض من الأعراض عن طريق الذكاء الصنعي ومعرفة الصيدليات الأقرب والصيدليات المناوبة .
أبلغنا رئيس الفريق رغبتهم بتغييره إلى طب بيطري وليس بشري لأسباب متعلقة بمعلومات التشخيص .
مشروع ( يلا نشتغل ) :
تطبيق موبايل للأعمال الحرة تم إنجاز 70 % من العمل ,
مشروع ( Beddi Shop ) :
متحر الكتروني لبيع الهدايا أونلاين في المحافظات السورية تم تأسيسه في بداية عام 2017 بدأ مشواره بعد المشاركة بمسابقة ريادة الأعمال وحصوله على الجائزة المالية والحصول على الاحتضان ببداية عام 2018 .
فكرة المشروع

وعن مشروع “بدي” يقول صاحب الفكرة نادر بريجاوي : خريج كلية الاقتصاد في جامعة دمشق بدأت الفكرة في العام 2017 حيث قدمنا طلب للمشاركة في مسابقة الحاضنة فزنا فيها وتم قبول مشروعنا في الحاضنة وهو عبارة عن بيع الهدايا للمغتربين حيث من يرغب منهم إرسال هدية لأي شخص نقوم بشراء الهدية التي يختارها وإرسالها للشخص بعد أن يقوم المغترب بدفع ثمنها وهذه كانت الفكرة الأولية للمشروع ، بعد فترة تم تطوير الفكرة لتصبح متجر أون لاين ويضم تشكيلة واسعة من المواد والهدايا / الجلديات – الصمديات / وخلقنا جوا من الثقة مع العملاء وتمكنا من الوصول إلى كافة المحافظات السورية عبر التعامل بأريحية مطلقة مع العملاء من خلال ترك القرار للزبون في قبول المادة أو تبديلها إضافة لتبديل آلية الاستلام والتسليم حيث كان في بداية الأمر يتم استلام ثمن المادة المطلوبة من الزبون وبعد فترة يتم إرسال المادة له أما حاليا فيتم تسليم المطلوب واستلام ثمنه فورا وخلال عامين استطعنا الوصول إلى عدد كبير من المتعاملين عبر السوشل ميديا وعن دور الحاضنة في إطلاق المشروع بين البريجاوي أن الحاضنة قدمت الشيء الأساسي والأهم وهو مكان العمل نظرا لارتفاع تكاليف الإيجارات والاتصالات إضافة لتقديم الاستشارات التدريبية والعمل على الأمور القانونية من خلال تأمين لقاءات مع مؤسسات الدولة مثل مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك حيث قدم أحد المسؤولين في المديرية خارطة عمل كاملة لآلية ترخيص أعمال مشروعنا بشكل قانوني ، وأضاف البريجاوي أنه حاليا يتم استهداف شريحة محددة من المجتمع من أصحاب الدخول العالية ونعمل على استهداف باقي شرائح المجتمع لتوسيع نطاق عملنا وزيادة أرباحنا ؟
مشاريع ربحية
وعن آلية التقديم للحاضنة بين البريجاوي أنه بإمكان أي صاحب مشروع أن يتقدم بطلب إلى الحاضنة لاحتضان مشروعه ، ثم يتم عرض المشروع على لجنة من الخبراء لتقييم المشروع ودراسة إمكانية احتضانه في حال كان مطابقا لشروط الاحتضان وشدد البريجاوي على أن المشاريع يجب أن تكون محددة بفترة زمنية للاحتضان إضافة إلى أنها يجب أن تكون مشاريع ربحية وقابلة للتطور مستقبلا .
صنع فرص العمل
وعن مشروع “بدي” قالت الدكتورة لودا العلي : بدأ المشروع بطريقة صحيحة حيث تم وضع خطة عمل محددة بفترة زمنية ، ومع الوقت تحول المشروع من باحث عن فرصة عمل إلى صانع لفرص العمل ، وأضافت : إن فكرة المشروع جميلة ومهمة حيث تعتمد على تقديم السلعة عن بعد عبر متجر الكتروني مما يختصر المسافات والوقت والجهد على المواطنين ، وقد حقق المشروع انتشارا واسعا من خلال الوصول إلى كافة المحافظات السورية ، إضافة لتحقيقه علامتين تجاريتين يتم العمل على حمايتهما أصولا عند إطلاق المشروع رسميا في سوق العمل .

المزيد...
آخر الأخبار