يردد الزمان صدى الأسطورة السورية وتراتيل ألحانها في عيد الميلاد ليدخلنا جميعا في دوائر المحبة المؤطرة بألوان طيف حضارتنا والتي تحثنا للتفكير بجماليات أمام عيوننا / الساكنة منها والمتحركة / ولاسيما المسكونة بفرح مأمول تحمله الأيام القادمة .. وبين حين وآخر تعيد ذاكرتنا بث خلجات تساؤلات نبضنا المتوثب لاحتضان مروج السوسن وأحلامنا المعطرة بشذى الياسمين لنهرب من أوجاع أيامنا المذبوحة فوق ضجيج اهتزازات أرواحنا وتعب أجسادنا من الزمان المسحور بتفانين استثنائية والتي تهدف لرمي أيقوناتنا إلى شواطىء النسيان .. لكن عناقنا واحتضاننا لأيقونات مهد الحضارات ولبيارق المحبة والسلام والتآخي يشكل مرتسمات المنارة السورية التي تبدد العتمة من كل الدروب المظلمة والتي استوطن فيها الغدر والاحتيال والتعدي على حقوق الآخرين .. هذا ما يسمو به ويعيشه المجتمع السوري في بلد المحبة والخير وما يمثله هذا البلد من نماذج إنسانية يحتذى بها من خلال أجواء الأخوة بين أبناء المجتمع الواحد وما أنوار أشجار الميلاد المتعددة الأشكال والألوان والمنتشرة في الربوع السورية إلا دليل تميز الأسطورة السورية التي يعيش أبناؤها معاني ودلالات الميلاد المجيد الناثر والناشر قيم المحبة والأمن والمساواة بين جميع أبناء البشر .
في يوم الميلاد نشهد ولادة جديدة لسورية تحمل معها الرجاء والأمل للجميع لنعود أفضل مما كنا وسنعود رغم حقد الحاقدين واعتداءاتهم .. وسوف يعبد المجتمع السوري طرقا أمنة مستنهضا الهمم لصد الخطوب المحيقة بالأمة ولرد الحيف عنها ليعم الشعور بالفرح والإحساس بعظمة حضارتنا .. فمن جراحات الأبطال التي نزفت ومازالت تروي كل لحظة التراب السوري المقدس بمداد الدم الطهور تنبت سنابل القمح في كل الحقول .. وما مررنا به من سنوات عجاف زادنا قوة ونحن نولد من جديد ونصبو وصولا للمجد – المعنى الحقيقي للميلاد – المتزامن مع انتصار تلو انتصار والذي ما كان ليكون لولا تضحيات ودماء شهدائنا الأبرار التي روت تراب وطن أرض الرسالات السماوية والحضارات الإنسانية والتي ستبقى أرض النور والمحبة والتسامح .
بسام عمران