أعجبتني مقالة للأستاذ مالك صقور رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية يعرض فيها بعض ما جاء من صور المثقف في كتاب الدكتور صالح عبد العظيم فبين في مقالته أن للمثقف أنماطاً منها : المثقف التاجر الذي انتشر بسبب عوامل عديدة متناقضة ,منها ضعف الموارد المالية الناجمة عن العمل في حقل الإنتاج الثقافي مما جعل المثقف يسوّق نفسه كسلعة قابلة للمساومة والمقايضة والتثمين ,ويشترط قبل المشاركة في أي مؤتمر أو ندوة الثمن الذي سيتقاضاه لقاء هذه المشاركة .أما النمط الثاني للمثقفين فهو المثقف المؤسس وأولئك هم المثقفون الذين يعملون في المؤسسات الثقافية وهؤلاء يبحثون عن الجوائز فقط .أما النمط الثالث فهو المثقف الحبُّوب وهو المتواجد في جميع النشاطات الثقافية يعتمد على وسامته ودبلوماسيته وحواره الناعم وهذا النمط كما يرى الدكتور صالح عبد العظيم لا يقدم أي منتج ثقافي فكري .أما النمط الرابع فهو المثقف المطيَّباتي وهو الذي يتوسط جماعة مثقفة ,يرضي هذا ويخفف عن ذاك ,هدفه إرضاء الجميع ومثل هذا النمط حضوره يشبه غيابه, لا لون له ولا رائحة ولا إبداع لديه .أما النمط الخامس فهو المثقف الصفيق وهو نمط مخالف تماماً للمثقف الطيب والمطيباتي ويكثر وجوده في الجامعات حيث يأخذون الميزات الأكاديمية إلا أنهم بعقلية الموظف الجامدة ,أما النمط الأخير فهو المثقف الأستاذ الدكتور الذي لا يرضى إلا أن تخاطبه بألقابه حتى لو كنت من أقرب الأصدقاء إليه وقد انتشر هذا النمط بعد أن أصبحت الشهادات تباع وتشترى وانتشرت ألقاب (أ.د) كالنار في الهشيم ويرى أن هؤلاء مجوفين.لقد أثلجت قلمي هذه المقالة في تنميط المثقفين وتعرية سلوكياتهم خاصة وأنني أعاني من تصرفات الكثيرين منهم من خلال عملي الإعلامي الثقافي .وقد خبرت عن قرب تلك الأنماط الثقافية خاصة في ظل تفشي وباء الدكتوراه وشهادات التقدير والمرحى والامتيازات من قبل مؤسسات هلامية موجودة على شبكة الانترنت فقط .
ميمونة العلي
المزيد...