حبيبي اعتدت أن أكتب لك في عيد الحب ولكني هذاالعام اخترت أن أكتب لك في هذه الأيام الميلادية لأن عيد الميلاد هو عيد للحب أيضاً. فميلاد المسيح عليه السلام هو ميلاد المحبة والسلام والفرح للكون كلِّه.
حبيبي منذ سنوات خلت قبل الحرب الجائرة التي انتهكت أمان وسلام بلادنا سورية الحبيبة ، في ذلك الزمان زرت ابنتك الحبيبة «خان أرنبة» مع مجموعة من صديقاتٍ لي (طالبات من جامعة دمشق ، مكفوفات)،انطلقنا من دمشق وكان المقصد جمعية المكفوفين في «خان أرنبة « في زيارة لمدة يومين.
شعرت بسعادة غامرة في الطريق حيث تعرَّفت على القرى والطبيعة الساحرة لمنطقة لم أكن أعرفها من بلادي سورية وهي جزء من القنيطرة المحرَّرة، وحين الوصول إلى «خان أرنبة» سحرتني طبيعتها حيث الهواء العليل والناس الطيبون الكرماء بكل معنى الكلمة، حيث كان الاستقبال الجميل وكرم الضيافة.
في «خان أرنبة» تذوَّقت أطيب وألذَّ توتٍ في حياتي حين رأيت حبَّات التوت على شجرته الأم لم أصدِّق أنه يمكن أن آكل منه أيَّة حبَّة لأن حبَّات التوت كانت تتكون من حبيباتِ كبيرة وتلمع بلون العقيق حتى ليحسبها الناظر إليها أنها مجوهرات معلَّقة على أغصان الشجرة. وحين تجرَّأت بلمسها وقطفها قلت ما شاء الله وحين تذوقتها أحسست بعبقها ونكهتها وارتويت من حبَّة واحدة ولكني تناولت منها المزيد ليمتزج دمي بعقيقها ويبقى زاداً في قلبي من روح ابنة حبيبي «خان أرنبة».
حبيبي أصدقك القول أنني شممت عطرك في ثوب ابنتك فغببت منه ملء رئتيَّ لأحمله معي إلى مدينتي حمص العديِّة فأمنحها إياه فهي في شوق إليكً كما هو حالي معك. حقاً صدق من قال أنَّ الحبَّ معرفة، فأنا كنتُ أحبُّ ابنتك ولكني أحببتها أكثر حين عرفتها.
حبيبي مهما حكيت عن زيارتي لابنتك»خان أرنبة» أكون مقصِّرة، ولكن لا بدَّ لي في رسالتي القصيرة هذه إليك أن أخبرك أنه صار بيني وبين ابنتك خبزٌ وملح وأنا أعرف أنها رابطة قوية بين الإنسانية وخاصَّةً أنَّني تناولت في «خان أرنبة» أكبر رغيف خبز رأيته في حياتي وهو لذيذ الطعم وشهي جداً.
حبيبي أمنيتي في هذه الأيام الميلادية أن أزورك قريباً وقد تحرَّرت من أسْرِك.
الجولان الحبيب، زرتُ ابنتك فأحببتك أكثر والعقبى لكَ.
وكل عام وأمنا سورية الحبيبة وجيشنا العربي السوري وقائدنا السيد الرئيس بشَّار الأسد بألف خير.
إبتسام نصر الصالح