يسعى الإنسان عبر سيره الحثيث إلى الأمام من أجل أن يكون إنسانا ناجحا في حياته وهذا النجاح يقتضي تحصيلا علميا يؤهله للحصول على عمل في مكان ما ،دائرة حكومية كانت أو مصنعا أو معملا أو في حقل التعليم ويضع الإنسان نصب عينه أن يكون تحصيله العلمي شهادة جامعية وقد يكون أكثر من ذلك أو أقل لسبب ما فالناس على درجات في كل شيء ومن المعروف أن الشباب هم عماد المجتمعات والدول حيث أن كثيرا من الدول تضع خططا للتنمية البشرية التي تنتهي عند الشباب ليبدأ مردود تلك الخطط بإعطاء النتائج المرجوة منها وعبر الشباب أنفسهم الذين يمتلكون طاقات جسدية وفكرية خلاَقة يمكن توظيفها في رفع سوية حضور الدول على مسرح الفعل الاقتصادي أو التعليمي وحتى العسكري وبشكل دائم عبر ألأجيال المتلاحقة وقد عملت الدولة عندنا على إيلاء الشباب أهمية كبيرة عبر توفير التعليم المجاني منذ التعليم الابتدائي وحتى التعليم الجامعي كما عملت على تطوير المناهج التعليمية بما يتوافق ومنطق التحديث والتطوير الدائم لثورة المعلومات لمواكبة أحدث التطورات العلمية في العالم وذلك كي يكون البناء التعليمي المتدرج عبر مراحل التعليم كافة منطقيا وبنتائج إيجابية كما عملت الدولة على تأمين فرص عمل للخريجين من خلال مسابقات متتالية لملء الشواغر في مؤسسات الدولة . لكن الأمر الذي يجب أن نقف عنده مطولا أن خريجي الكليات الهندسية بكافة فروعها لا يتم تعيينهم فور تخرجهم بل يمضي أكثر من عام على التخرج حتى يتم تعيينهم باعتبار أن الدولة ملتزمة بالتعيين وبالتالي تكون الخسارة مزدوجة على الصعيد الشخصي للمهندس المتخرج حيث يبقى عاطلا عن العمل كل تلك الفترة وعلى صعيد الدولة حيث تخسر الدولة طاقات المتخرجين الشباب وعنما نعرف أن عدد المتخرجين بالآلاف يمكننا أن نقدر قيمة الخسارة التي تحصل فماذا لو أن الدولة تلافت هذا الأمر ووضعت في حساباتها أن يكون التعيين بعد التخرج وبفترة قصيرة نسبيا للاستفادة من طاقاتهم المهدورة وبالمجان .
شلاش الضاهر