تحية الصباح ..مقاربات

تشكل التقانة في حضورها مرتسما ً عميق الأبعاد ضمن التدفق المعرفي وواقع المجتمع الالكتروني القائم على محطات فضائية أضحت منصات ٍ لكثير ٍ من مشاريع استعمارية في كف العولمة المسيسة التي تروج للقيم المادية ومصالح الربح والخسارة وعلاقات الاستقواء وفرض الهيمنة ونفث السموم بغية هلاك الأمم مقابل غنائمها وفق مصالحها ضمن دور الإعلام المتعولم الذي يريد النيل من جوانب الحياة الثقافية والسياسية والاقتصادية والفكرية والتربوية أيضاً . ذلك كله ضمن محددات الألياف الضوئية والأقمار الصناعية وفساحة التقانة بأنواعها ومستجداتها صناعة وواقعا ً وظيفيا ً في الاستخدام .
لا شك أن التقانة أضحت منطوق العصر وصارت متسعا ً غني الحضور ما دام الاستخدام في حيز نتائج دسمة لصالح الإنسان والمجتمع والحضارة , لكن الإشكال أن يكون الاستخدام معلبا ً ضمن آليات ٍ لقوى ً غربية تشاطرها أدوات إقليمية مغلقة ومنغلقة حيث الفقر لديها في وعي الانتماء ضمن انسلاخها عن حقائق وثوابت في التاريخ فتراها تائهة ً في دروب ضياعها وهنا ً على وهن . إن الواقع الإنساني محكوم بدور التقانة لما بينها بشكل ٍ عام . لكن الفرادة الحقة تتأصل في استجابة العقل الحصيف الذي يرفض أي تنميط ٍ غربي أو واقع مادي استهلاكي أو أي تيه ٍ في خيلاء ضمن واقع ٍ افتراضي مزيف أو أي ضياع ٍ عن الصواب في مرتكزات حقائق وثوابت قيم . إن حتمية التقانة الناجزة موضوعات ٍ وفِكَرا ً وأفكارا ً وأشياءَ تطبيقية متنوعة المواد والتصورات والرؤى تحاول فرض حضورها بشكل أو بأخر وهنا لابد من إعمال التفكير بتؤدة ونباهة وإداراك لمواجهة أي مد ٍ يريد إشاعة ثقافة ٍ إشهارية أو رمي مفهومات براقة تريد تنويما ً مغناطيسيا ً أو تسطيحا ً للوعي عبر أشكال ٍ وبرامج تأخذ المرء في الشكل فتبهره وغايتها أن تأخذ المرء في المضمون لتبعده عن أساسيات العلامات الفارقة في مكونات الشخصية الحاضرة قيمة ً تعبيرية له فردا ً ومجتمعا ومكونا ً وجوديا ً. إن هذا كله يحتم المزيد من التجذر بالواقع المروي بعرق الأصالة والمصقول قطوفا ً دانيات بشهامة إرادة ماض ٍ وحاضر ومستقبل ، هي إرادتنا جميعا ً في مواجهة كل التحديات عبر شمولية إعمار ٍ وبناء تعاضد ذهن ٍ منفتح وساعد يشد أزر غيره في إعلاء كل صرح وشموخ كل عزة صوب كل مجد ٍ وسؤدد يرفع راية ً في مواكبة كل تطور ٍ وتقدم ويواجه كل التحديات والصعوبات وقد خبر الواقع إرادة الشهامة تليداً وطريفا ً حيوية نبوغ عقل ٍ فيه تدفاق بردى وشموخ قاسيون وأبجدية كل حضارة ثغرها ينطق بأوغاريت .

نزار بدّور

المزيد...
آخر الأخبار