تشتعل مواقد رأس السنة ..وكل موقد يسطر حكاية وجع ، يدخلك في صلب حكاية اسمها حرب دخلت عامها التاسع ، ونوافذ الجرح تجد طريقاً ممهداً لقلب كل أم اشتاقت لضم ولدها والمسح على شعره برقة وحنان ، أم يتآكل كيانها عندما يشتد البرد والصقيع وقطعة من القلب تلتحف الصحراء تقاتل وحوشاً بربرية والروح على الكف ،..وأم شهيد حزنها جبار ، يتعملق مع مرور الزمن ، أغنية تبكيها ، فرح الانتصار يداوي روحها ويبلسم جراحها ، وتقول : كلنا فداء للوطن ..
وأطفال مسكونون بالانتظار ، أماتت الحرب طفولتهم ولم تمت ، كسرت قلوبهم بوحشية قاتل قناص لايؤمن سوى بقوة الافتراس … حرمتهم من أغلى ماتستكين له شغاف الروح ، …وبقي الأمل يسكن ضلوعهم الصغيرة ، ، ..أمل بغدٍ أجمل ، يقرؤون في سطوره انتصارات آبائهم وتحديهم للمستحيل وإسقاطهم لأكبر مؤامرة كونية في التاريخ …
ويسير القطار ..ويطلق النار ابتهاجاً برأس السنة .. يلتبس عليك الفرح والحزن معاً ،…لاتعلم إن كنت ستفرح أم تحزن ، فأعماقك منخورة ، موجعة ، ملتاعة … ومضات تعبر الوجوه ، وتشحذ مطلقيها بالحياة ، هي موضة رأس السنة ، تغيير شكل ، ..مع ان هذه الموضة القديمة المتجددة تغير الأقدار وتقلب الفرح حزناً ، عندما تقع الواقعة ، لكن « لمن تقرع طبولك يا داؤود » ..طالما أن الآذان بها صمم ، ..تتنهد بعمق ..وترتعش روحك في كل مرة يئز الرصاص برأسك ، ممن تسابق على تسجيل اسمه في تلك الموسوعة الهزلية ، ..وعلى وشك أن تطلب النجدة ولكن لمن ، وكيف ، ولماذا ؟!
أسئلة مبتورة ، معلقة ، تتناسل من روحك الموجعة ..و تضع رأسك على الوسادة بعد أن نام الرصاص في قيلولة إلى رأس سنة جديد ..
تعزي روحك بأن جيشنا الباسل قطع رأس الإرهاب اللعين ، صوب رصاصه عليه ومرغ دعاته في الوحل ..
تسع سنوات ورؤوس المتآمرين تتخبط بعد أن امسك بها جيشنا وشعبنا وقيادتنا ولم تعد قادرة على الفكاك فإما الاستسلام وإما التطهير من براثنهم القذرة
ميلاد مجيد وعيد سعيد ..لصناع الانتصارات للراقين المرتقين بأخلاقهم ونبل عطائهم ، …إلى السواعد التي تبني ، إلى رموز المستقبل ، حمائم السلام .. مع كل هؤلاء متسع للأمنيات وبهم نكبر ونرتقي .
العروبة –حلم شدود