خمس عشرة سنة مرت كأنها حلم .. مذ ولجنا أبواب جريدة العروبة مجموعة زملاء..خمس عشرة شمعة توجت أيام عمل وأمل بحلوها ومرها ..لكن نصفها ذهب أدراج الرياح مع كثير من التعب لأننا بدأنا العمل على «نظام الفاتورة» بينما في النصف الثاني من هذه السنوات وضعنا حجر أساس لتثبيت مأمول طال انتظاره ..
وبعيداً عن لوعة الأمل.. تعود بك نظرة إلى الوراء ..هناك حيث كان زملاء غابت وجوههم … حين فرحنا معاً وحزنا معاً وتخطينا الصعاب والمخاوف والأزمات معاً ..
منهم من سافر ومنهم من انتقل إلى محافظة أخرى وآخرون أحيلو على المعاش .. ومنهم من ابتعد ..وأبطال استشهدوا ..
إنها سنوات الحرب التي أخذت معها ما أخذت لتبعثر مفردات الروح على دروب لم ولن نعود لنمشيها معاً .. وربما ليست الحرب فقط التي أرخت بظلالها المقيتة على قلوبنا .. وجعلتنا نواسي أو نعايد بعضنا البعض عبر رسائل «واتس آب» جاهزة ..إنها الحياة أيضاً التي تحفر تجاعيدها في القلوب وتعيرها البعض من القسوة لتصنع بصمة مخيفة لا تشبهنا ذات يوم مثقلة حتى الدروج التي صارت باردة حتى من أقلام وورق نشتاق لأنفسنا كما كنا ..نشتاقكم..نشتاقهم..نشتاق للضوضاء وأصوات الفرح التي كانت تضج بها أروقة أضناها الحنين ..
نشتاق لأن تستوقفنا رائحة الأكاسيا التي تصافح درباً رافق روتيناً جميلاً على مدى أعوام مرافقاً لنا إلى عملنا ..
هل ستعود من جديد أيام الزمن الجميل كما شجرة الكينا الشامخة أمام أبواب جريدتنا بعدما كسرت أغصانها ذات شتاء عاصفة ثلجية لتعود أجمل وأبهى ..
أناس وأقلام وأشخاص قدامى وشباب جديد مليء بالحياة ..
ما أجمله من حنين ..هل سنعود يوماً ..أفضل مما كنا ..
حتى ذلك الحين
نستودعكم على أمل ..
نادين أحمد