وأنا في طريق عودتي بعد يوم عمل مضن..
استوقفتني امرأة خمسينية بدأت تحكي لي قصتها عن فقدان ابنها في هذه الحرب الآثمة ..
لحظات أسى وحزن ولوعة عشتها وهي تقص لي ما أصابها منذ ست سنوات في نفس هذا الوقت ..وهي تسترجع ذكرى خطفه ..فزادني هذا الشيء جرحاً فوق جراحي ..كيف ذهب ولم يعد ، ولم تسمع عنه شيئاً ..ولا تعرف أهو حي أم ميت ..
حالها حال الكثيرات من نساء سورية اللواتي فقدن أبناءهن وأزواجهن ..ولايعرفن المصير .
تتحدث المرأة وعيناها مغرورقتان بالدموع ..تتذكر يوم ميلاده الذي يقارب وقت خطفه من قبل المجموعات الإرهابية ..تسترجع أيام الطفولة ..تسترجع لحظات وجوده بقربها ..ضحكاته ..صوته ..ضجيجه ..هذه اللحظات تنتشلنا من أنفسنا ..تأخذنا بعيداً إلى ماوراء القلوب ..نفكر بهؤلاء الشباب الذين هم جيل المستقبل ..وبهذه الحرب التي أوصلتنا إلى مانحن عليه الآن .
الحرب التي سرقت منا كل شيء ..سرقت الفرح ..الأمل ..السعادة …حتى الحب انتزعته منّا قسراً .
فهل يعود هذا الشاب ومثله الكثير ليحوّل دموع الحزن إلى دموع فرح.
لابد أن يكون هناك أمل يعود من جديد ليغذي أنفسنا ..ويبعدنا عن حافة اليأس .
ميرنا فرحة