الهروب من المدرسة .. خطر يهدد مستقبل الطلاب .. ضرورة تواصـل الأهـل مـع المدرســـة لمتابـعة تحصـيل الطالـب العلمـي

نراهم يتسكعون في الشوارع ، أو يلهون في الحارات والحدائق , يرتدون ثيابا توحي بأنهم يمتهنون صنعة ما … ولكن عندما تنظر إلى ملامح وجوههم تدرك أنهم مازالوا في مرحلة الطفولة أو المراهقة ويفعلون ذلك في أوقات الدوام الرسمي للمدارس , هم متسربون من المدرسة أو على أقل تقدير هاربون منها لفترات متقطعة .
تتفاوت ظاهرة هروب الطلاب  من المدارس في  درجة انتشارها وتفاقمها من مجتمع إلى آخر ومن مرحلة دراسية إلى أخرى فهي مشكلة خطيرة يتأثر بأبعادها السلبية المجتمع كله في مختلف نواحيه وهذه الظاهرة تشكل تحدياً كبيراً للمجتمع ومواجهتها بحاجة إلى تضافر الجهود من أجل معالجتها .

وحول أسباب هذه الظاهرة وآثارها السلبية قمنا بجولة على عدد من المدارس والتقينا بعدد من المديرين والمدرسين والمرشدين النفسيين , للتعرف على آرائهم حول مشكلة الهروب  وأسبابها وطرق معالجتها ولا سيما أنهم أقرب الناس إلى التلميذ بعد أهله؟  
نوال الحسن – مديرة مدرسة الشهيد فواز الأحمد قالت : ظاهرة الهروب  من المدارس  أهم المشاكل التي تواجه العملية التعليمية وآثارها السلبية لا تنعكس فقط على الطالب وإنما على المجتمع حيث تعزز مظاهر خطيرة  لا تحمد عقباها ،وأكدت على دور الأهل ووعيهم تجاه مخاطر تسرب أبنائهم من المدرسة وأهمية تعاملهم معها بطريقة صحيحة بعيدة عن استخدام التعنيف وأضافت :  بدورنا كإدارة مدرسة نقوم باتخاذ العديد من الإجراءات بخصوص هذا الموضوع ومراقبة الطلاب وذلك بأخذ التفقد كل حصة وفي حال غياب الطالب عن المدرسة نقوم بالاتصال مباشرة مع أهله وإعلامهم ,وفي حال تكرار الغياب نوجه له الإنذار ونطلب من الأهل كتابة تعهد بعدم غياب ابنهم مرة ثانية ,بالإضافة إلى  إتباعنا  العديد من الأساليب والطرق التربوية السليمة في التعامل مع الطلاب حيث أن لكل مرحلة وسن طريقة تعامل خاصة وأسلوب تواصل وعادة ما يكون الطلاب الذين يتكرر غيابهم في مرحلة المراهقة ، أو يرتبط غيابهم  بأسباب أسرية كعدم الاهتمام والمتابعة بالبيت وسؤاله عن دروسه ونتائجه, وهذا الأمر ينعكس عليه بشكل سلبي بحيث يبدأ تدريجياً بالغياب وخلق الأعذار وأحياناً ترتبط هذه الظاهرة بوجود أصدقاء سوء فيشجعونه على الهرب والقيام بسلوكيات خاطئة كالتدخين والتواجد في صالات الانترنت أو في المقاهي .
 إن وجد البديل … فالتسرب وارد
محمد شحود مدير ثانوية الفارابي قال : هناك أسباب عديدة لظاهرة التسرب المدرسي ومن أهم أسبابها حاليا هو وجود البديل عن المدرسة وهو ما يسمى بالمعاهد الخاصة والتي يبدأ دوامها بعد الدوام المدرسي وهنا عتبنا على أهالي الطلاب الذين لا يعرفون مصلحة أولادهم ويعتقدون أن ما يقدم في المعاهد الخاصة من معلومات وطرائق تدريس هو أفضل من المدرسة الحكومية ، ورغم وجود القرارات الحاسمة بضرورة التزام الطالب بالدوام المدرسي ,إلا أننا نرى بعض التجاوزات ، فالطالب يتغيب عن المدرسة ، وقد ينقطع عدة أيام أو يتجاوز مدة الغياب المسموحة والتي تصل لحد 15 يوما وبعدها يفصل ، ومع ذلك يتم تداركها وتبرير غياب الطالب إذا قدم إثباتات أنه كان مريضا ولكن نحن نتخذ إجراء الفصل للحد من الظاهرة ، وطبعا حجة بعض الطلاب أنهم يتبعون دورات من أجل الشهادة الثانوية ولا يستطيعون التوفيق ما بين هذه المعاهد والدوام المدرسي .
الهروب والتسرب .. وجهان لعملة واحدة
كما أكد علي خليل معاون المدير أن ظاهرة التسرب أصبحت ذات معنى فضفاض وقال : هناك ظاهرة هروب الطلاب من المدرسة قبل نهاية الدوام أو التأخر في الساعات الأولى للدوام وهذه ظاهرة لا تقل خطورة عن التسرب ,لأن الطالب يقضي هذه الفترة في الشارع أو أي مكان آخر لا يعرفه الأهل الذين يعتقدون أن ابنهم في المدرسة ولا تعرفه الإدارة التي ربما لا تنتبه لغيابه وهنا تقع مسؤولية مدرس المادة ومن ثم الإدارة التي تبلغ الأهل بتكرار غياب الطالب .
وهنا أكد مدير الثانوية أن التواصل مع الأهالي جيد ويتم عن طريق الهاتف حصريا .  
 فداء خضور- موجهة تربوية قالت : يومياً نتابع مسألة حضور الطلاب وتفقد أعدادهم وفي حال تسرب أي طالب خلال فترة الدوام الصباحي أو تأخره أو غيابه لأسباب غير مقنعة نكتب ملاحظاتنا ونتخذ الإجراء اللازم .
باسل سليمان مرشد نفسي قال : إن مشكلة هروب الطالب من المدرسة مسألة في غاية الأهمية ودورنا كإرشاد نفسي يتطلب منا أن نكون على قدر المسؤولية في التعامل مع الطلاب وتوجيههم وإرشادهم للابتعاد قدر الإمكان عن السلوكيات الخاطئة ، ونحن نحاول من خلال حصص الفراغ طرح مواضيع هامة ومناقشتها مع الطلاب تتعلق بـمخاطر التدخين وانتشار المخدرات وغير ذلك من المواضيع الهامة التي تتعلق بحياة الشباب ونقوم بشرح مخاطرها وآثارها السلبية عليهم وتوعيتهم وإرشادهم .  
 إلهام عباس مدرسة رياضيات : قالت برأيي أن هناك أسباباً عديدة تجعل الطالب يهرب من الحصة فقد يكون لديه مشاكل دراسية ، ولا مبالاة وغياب الشعور بالمسؤولية وبالإضافة لعدم وجود من يتابعه ويهتم بدراسته وهذا الأمر يسبب له نفورا من المدرسة فيفضل الهروب.
عدم الجدية في التعلم
علي محمد مدرس في إعدادية قال : هناك مشكلة أساسية وظاهرة للعيان وهي أن مشكلة التسرّب مرتبطة بداية بعدم جدية الطلاب في التعلم وهذا أمر ناتج عن عدم مساندة الأهل لأولادهم وإهمال المستوى التعليمي لهم ، وهذا قد يعود لأسباب عديدة منها المستوى الثقافي المتدني للأهل , والحل واضح وذلك عن طريق تشجيع الهيئة التعليمية على مساندة التلاميذ والطلاب الذين يعانون من تقصير في تحصيلهم العلمي.
عوامل عديدة
 أحلام صبح مدرسة لغة عربية قالت :إن التسرب لا يقتصر فقط على الهروب من المدرسة في ساعات الدوام الرسمي فأحياناً يكون فكريا حيث نرى الطالب شارد الذهن أي حاضر جسداً وغائب ذهنياً ويغلب عليه الإرهاق والتعب حيث أن معظم الطلاب يقضون أوقاتاً طويلة في المعاهد الدراسية الأمر الذي  يؤثر على تركيزهم خلال أوقات الدوام الرسمية في المدرسة والحصص الدرسية .
فاطمة جمعة مدرسة علوم قالت: برأيي أن المعلم عليه  أن يمتلك قدرة على استيعاب مشاكل الطلاب والتعامل معها بالشكل الصحيح …
مع الأهالي  
فيما تحدث أحد أولياء الأمور قائلاً :لقد ترك ابني المدرسة من الصف السابع وقد حاولت جاهدا أن يستمر بدراسته من خلال التواصل مع المدرسة والمعلمين غير أن جميع محاولاتي باءت بالفشل وأنا أشعر بالذنب حياله لأن جميع أخوته يكملون تعليمهم
كما ألقى البعض من الأهالي اللوم على المدرسة قائلين :هروب الطلاب من المدرسة سببه عدم وجود رقابة من قبل المدرسة كذلك سوء معاملة بعض المعلمين للطلاب والأساليب الخاطئة في التعليم هذا كله يؤدي إلى نفور الطلاب من المدرسة وعدم الرغبة في الذهاب إليها  مما يجعلهم يتخذون من الأرصفة مكاناً لتجمعاتهم والقيام بسلوكيات خاطئة .
عوامل .. بالجملة
  فاتن محمد مرشدة نفسية في إحدى الثانويات قالت : لا نستطيع أن نختبئ وراء إصبعنا ونقول : « لا يوجد تسرب مدرسي » فهناك العديد من العوامل التي تؤدي إلى تسرب بعض الطلاب من المدرسة أو الهروب المتقطع وخاصة في المرحلة الإعدادية أو الثانوية ومن أهمها عوامل تعلمية كصعوبات التعلم التي تعود لأسباب فيزيولوجية مثل تعسر القراءة والكتابة أو التأخر والبطء الدراسيين، وكذلك بعض الإعاقات العقلية والجسدية, أو عوامل تعليمية مثل طرق التدريس وإدارة الصف ، كإهمال المعلم للطالب إلى حد ما وذلك نتيجة الإحباط الذي توصل إليه بعد محاولاته الفاشلة في مساعدته ، أو نتيجة جهله بواقع المشكلة نظراً لإعداده المتواضع في هذا المجال أو حتى نتيجة عدم رغبته أصلاً في إجهاد نفسه من منطلق أن ذلك لا يندرج ضمن وظيفته كأستاذ ، ولا يتلقى عليه أجراً معيناً, ويتم اهمال الطالب باعتبار أنهم  (رأي المعلمين) قاموا بكل ما يلزم تجاهه، فيوفروا على أنفسهم مشقة تكييف طرائقهم مع الاحتياجات الخاصة لديه ، وبالتالي تتفاقم الأزمة بشكل لافت حتى يستمر الإهمال هذا على مدى سنين فيصل الجميع إلى حائط مسدود .
وهناك عوامل نفسية وتشمل الاضطرابات النفسية والاكتئاب، والقلق، والانطوائية وسلوكيات سيئة كالكذب، والانحراف،والعدوانية… ولا نغفل العوامل الاجتماعية و الاقتصادية كالوضع المادي للأهل الذين قد يعتبرون ابنهم ( الطالب) مصدر رزق لهم فيدفعونه إلى العمل بدلاً من تعليمه ، أيضا هناك مشاكل اجتماعية تنتج عن اليتم، والطلاق…  
هل من حلول ؟؟
الآراء متعددة حول عوامل وأسباب ظاهرة التسرب المدرسي ، وكلها تصب في إيجاد الحلول لهذه الظاهرة والتي لا بد أن تعتمد التركيز على الجانب الوقائي لما له من فائدة وفعالية بالتعرف إلى الأطفال المعرضين لخطر التسرب، والتدخل معهم كذلك لجهة مراجعة مكونات التعلم لتكون ملائمة لاحتياجات الأطفال فيستطيع بالتالي المعلم والمدرسة إدارة ونظاماً تعليمياً أن يلعبوا دوراً حاسماً في هذا الموضوع.
ظاهرة موجودة
 كان لنا لقاء مع أحمد إبراهيم مدير تربية حمص حول ظاهرة التسرب المدرسي قال: إن العملية التعليمية التعلمية لم تعانِ من التسرب فقط نتيجة الحرب, ولم يكن التسرب ظاهرة وليدة بل ظاهرة موجودة ولكن بنسب قليلة و زادت نتيجة الحرب التي مرت بها بلدنا فأدت لتسرب عدد من التلاميذ إما لظروف اقتصادية أو ظروف معيشية ، أو فقدان العائلة لرب الأسرة حيث تضطر الأسرة لإدخال أولادها سوق العمل ، أيضا نتيجة الأعمال الإرهابية والتهجير القسري لبعض الأسر من منازلها ,وبالتالي دفع الأبناء لسوق العمل .
إجراءات للحد منه
وأضاف : المتسرب هو الذي بلغ عدد أيام غيابه غير المبرر أكثر من 15 يوما متصلا مشيراً إلى أن مديرية التربية لم تدخر جهدا للعمل من أجل عودة المتسربين إلى مدارسهم وخفض عددهم من خلال إتباع الخطوات التالية : التعاليم التي تم توزيعها على كافة المدارس لقبول كافة التلاميذ المنقطعين والمتسربين من مدارسهم دون أي أوراق ثبوتية وفي أي مدرسة يرغب الأهل إلحاق أولادهم بها , والتواصل مع الأهل ولجان الحي لمعرفة الأطفال المتسربين وأماكن تواجدهم للعمل على عودتهم إليها ,و تشجيع التلاميذ على العودة للمدرسة من خلال تقديم بعض الهدايا الرمزية لهم , والتشديد على الأهل لكي يدفعوا بأبنائهم إلى المدارس وكل من يخالف القوانين والأنظمة بعدم دفع أبنائهم إلى المدرسة يتعرض لمساءلة قانونية .  
وفيما يتعلق بمنهاج الفئة ( ب) هناك بعض التلاميذ نتيجة لظروف الحرب ونتيجة للأعمال الإرهابية قاموا بالنزوح إلى مناطق أخرى وهؤلاء التلاميذ تعرضوا لفاقد تعليمي نتيجة لعدم تمكنهم من الانتظام على مقاعد الدراسة في تلك المناطق , مما  فرض مبادرة من وزارة التربية حيث يتم افتتاح شعب خاصة للفئة ( ب) ملحقة بالمدارس في مرحلة التعليم الأساسي  ويطبق عليهم المنهاج وخطة درسية من قبل الوزارة يتجاوزون فيها بعض الصفوف من 1- 8 خلال أربع سنوات إضافة إلى تأمين كادر تعليمي خاص بالفئة ( ب) وتأمين منهاج وتوزيعه على التلاميذ وفي القريب العاجل أيضا سيتم إقامة ثلاث دورات الفئة ( ب) بهدف تأمين كادر تعليمي خاص بحيث تضم كل دورة 25 معلما ومعلمة لإلحاقهم بالعام الدراسي الجديد 2018 -2019 تضم شعب وتلاميذ الفئة ( ب ) مع العلم أن افتتاح شعباً جديدة يتم عندما يتوفر 10 تلاميذ من مستوى واحد أو من مستويات مختلفة وهذا البرنامج يعوض الطلاب الفاقد التعليمي العلمي وأيضا يجعلهم يسيرون مع أقرانهم من حيث العمر الزمني في المدارس المخصصة لهم ومن التسهيلات المقدمة لتلاميذ الفئة ( ب ) لتشجيعهم للعودة للمدرسة تقديم قسيمة بقيمة 11 ألف ليرة سورية – سلة غذائية تقدم للأهل خلال العام الدراسي.
إحصائيات
وأضاف :  زاد عدد التلاميذ المتسربين إلى 10000 متسرب في الحلقتين الأولى والثانية عما كان عليه قبل الحرب ونتيجة الإجراءات المتبعة من قبل مديرية التربية انخفض العدد إلى  أن وصل في العام الدراسي 2016 -2017 إلى 2650 متسربا في الحلقة الأولى والحلقة الثانية 2925 متسربا وفي العام الدراسي 2017 -2018 وصل عدد المتسربين في الحلقة الأولى إلى 1854 متسربا وفي الحلقة الثانية 2162 متسربا وتعمل مديرية التربية بالتعاون مع لجان الأحياء ومع المنظمات الشعبية إلى معرفة أماكن هؤلاء الطلاب وتوجيههم وتحفيزهم للعودة إلى مقاعد الدراسة وهناك عمل جاد تقوم به شعبة التعليم الإلزامي بالتنسيق مع الجهات المعنية ومع لجان الأحياء لمعالجة هذه الحالات
. فيما يتعلق بمسألة تأخر بعض الطلاب عن مدارسهم أو أنهم يخرجون من المدرسة في  أوقات الدوام ويقولون إنهم قد أتوا إلى الدوام فالبعض منهم لا يدخل إلى المدرسة ويعود آخر الدوام ويشعر المدرسة والأهل أنه قد داوم وهنا أكدنا على دور المدرسة عبر تعاميم كثيرة أن يقوم مدير المدرسة ومعاونوه بالإضافة إلى الموجه التربوي بالاتصال بالأهل ووضعهم بالصورة لكي يحضروا للمدرسة ومعالجة هذه الحالة من قبل المدير والموجه من خلال التواصل مع الأسرة ومن خلال استدعاء ولي الأمر إلى المدرسة والتباحث معه في هذا الشأن من خلال لقاء مع المرشد الاجتماعي والمرشد النفسي لوضع آليات دقيقة وفعالة مع أولياء الأمور لكي تعالج هذه المشكلة.
فعندما يتجاوز الطالب 15 يوم غياب يستدعى ولي الأمر ويبحث معه هذا الموضوع وإذا لم يعد ابنه إلى مقاعد الدراسة يتعرض بعدها لعقوبات ويمكن أن يتم أيضا تنفيذ القوانين الناظمة بهذا الشأن بحقه, ولكن المديرية بالتنسيق مع المدرسة والتعاون مع لجاء الأحياء تحاول أن تعالج هذا الموضوع لأن التعلم سلاح ماض في مواجهة كل الصعوبات والتحديات لذلك نركز على بناء إنسان فاعل ومتعلم يؤمن بأن العلم هو سبيل التقدم وهو سبيل التطور والنجاح.
كلمة
إن الأسباب والعوامل المؤدية للهروب والتسرب متعددة، لذا يجب أن تتضافر الجهود وتتكامل فيما بينها من أجل الحدّ من انتشار هذه الظاهرة في مجتمعنا، بدءا من دور الجهات الرسمية والوزارات المعنية والمراسيم التشريعية والتنفيذية وصولاً إلى البيئة المحيطة بالتلميذ كدور الأهل والهيئة التعليمية إنها مسؤولية مشتركة متكاملة فيما بينها وهدفها واحد هو الوقاية والمعالجة الفعلية لمشكلة التسرب .
منار الناعمة – هيا العلي

المزيد...
آخر الأخبار