نقطة على السطر..على أمل

عرفت مدينة حمص كإحدى المدن السورية الخالية من التسول و المتسولين .. و لكن تداعيات الحرب المجنونة الإرهابية التي أثرت على السوريين كانت كبيرة على الجانبين الاقتصادي و الاجتماعي و لا يخفى على أي مواطن سوري ذلك فالوضع المعيشي بات صعبا و تأمين لقمة العيش ليس بالأمر اليسير ..
و لكن أشد ما يثير الألم في لواعج الإنسان هو رؤية بعض الأطفال الصغار عند إشارات المرور يتراكضون من سيارة لأخرى لعرض ما لديهم من بسكويت أو محارم أو أوراق اليانصيب و إصرارهم و إلحاحهم الشديد على سائقي السيارات شراء ما لديهم خلف أسباب و حجج كثيرة قد تكون حقيقية و قد تكون وهمية .
رغم أننا نعيش واقعا قاسياً قد يصل حد الحاجة الفعلية أحيانا لافتراش أرصفة الطرق لتأمين لقمة العيش المرة إلا أن الأطفال في النهاية ليسوا مسؤولين عن أهلهم في تأمين المعيشة اليومية لا سيما أنهم في سن يفترض بهم ان يكونوا في المدارس يتلقون التعليم و يتابعون تحصيلهم العلمي و ليس مكانهم على قارعة الطريق ليكونوا عرضة للكثير من أمراض اجتماعية خطيرة تدمر حياتهم بطريقة أو بأخرى.
و معروف أن إدارات المدارس لم تقصر في الاتصال مع ذوي الطالب عند تغيبه و لكن حبذا لو يتاح لهم الأمر قانونياً بإعلام أقسام الشرطة للتواصل أيضا مع ذوي الطلاب و إلزامهم بقوة القانون بإعادة الأطفال إلى مدارسهم و إلزامهم بكتابة تعهد بعد قذف الأطفال إلى الشوارع خلف حجج أهمها تأمين لقمة العيش و عدم وجود معيل سوى الأطفال .
حبذا لو تتعاون مختلف الجهات للحد من هذه الظاهرة و لمحاربة جميع المظاهر غير اللائقة بالمجتمعات الطبيعي هو المدرسة فقط
و أتمنى أيضا لو يساهم شرطي المرور في معالجة هذه المسألة خاصة أن الكثير من هؤلاء الأطفال يقفون بجانب إشارة المرور وذلك لإيقاف الأطفال و منعهم من البيع بطريقة غير لائقة.
نبيلة إبراهيم

المزيد...
آخر الأخبار